الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول فائض القيمة!

ادم عربي
كاتب وباحث

2021 / 2 / 7
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


اشترى صاحب العمل من العامل قوة عمله ، ومن ثم اصبح له الحق باستعمالها كاملة كما يريد ، فالشاري له الحق باستعمال سلعته كيفما يريد ، ان الصلة بين الاثنين ظاهريا تصلح تعريفا لليبرالية والحرية ، فلا يكره رب العمل العامل ببيع سلعة قوة عمله ، بل يستطيع العامل رفض بيع سلعته لرب العمل ، لكن في باطن الامر لا يستطيع العامل رفض بيع قوة عمله للراسمالي لانه لا يستطيع البقاء على قيد الحياة دون بيعها ، رب العمل اشترى قوة عمل العامل واستعملها على فرض يوم واحد والمقدر ب ٨ ساعات عمل حسب يوم العمل هذه الايام ، ان العامل بدا او العمال شرعوا يعملون وينفقون جهودهم وطاقاتهم محولين بواسطة الآلات والأدوات، المواد إلى كمية من السلعة المراد إنتاجها ، ولنفرض ان كل وسائل الانتاج قد استهلكت في صناعة كمية من سلعة معينة ، ولنفرض ان الراسمالي قد انفق مائة الف دولار لشراء وسائل الانتاج ، فهل يبيع كمية السلع بمائة الف دولار؟ بالطبع لا ، انه سيبيعها بمائتي الف دولار ، المائة الف الاولى هي قيمة وسائل الإنتاج التي انتقلت إلى هذه الكمية من هذه السلعة ، والمائة الف الثانية هي قيمة جديدة خلقها العمال " فائض القيمة" ولولا العمال وعملهم لما خلقت قيمة جديدة ، لكن للكتاب الليبراليين راي اخر ، حتى وصل بهم الامر الى مهاجمة نظرية فائض القيمة ، فهم يقولون عالم اليوم قائم على الخدمات واكثر من ثمانين في المائه من الناتج ياتي من الخدمات ، اننا ننتج قيمة زائده من الخدمات ، فهذه النظريه ليست صحيحه ، وحتى طبقة ماركس البروليتارا ما عاد لها وجود فهي باحسن الاحوال لا تشكل خمسه في المائه ، انتاجهم الفكري هو من يخلق القيمة الزائده ! ان ماركس ونظريته ولدا ميتين ، انهم بشتى الوسائل يحاولون دخض نظريه ماركس ، واعتقد ان ذلك مرده لسببين اثنين لا ثالث لهما ، اما الكره الشديد لذلك الرجل ، او العجز عن فهم ماركس .
البروليتاري من يقوم بالعمل التالي : ينقل شيئا من العمل الميت و المختزَن في الالات والمواد إلى الشيء الذي يتوفر على انتاجه، مضيفا اليه، من عنده، وفي الوقت نفسه، قيمة جديدة، يحصل على جزء منها على شكل اجر، ويترك الباقي لربِ العمل على شكل ربح. وفائض القيمة من اختصاص البروليتاري واي نشاط يتفق مع هذا التعريف هو منتج لفائض القيمة ، التاجر والبنك وبيع الارض يربح لكن ليس كل ربح هو فائض قيمة ، كل ربح هو فائض قيمة ولكن ليس العكس .
وفي سياق الحديث عن ازمات الراسمالية اوضح ماركس اهمية التكنولوجيا وصراع الراسماليين عليها رغم انها تلقي جيوشا من العاطلين عن العمل الى الشارع ، ففي اجواء انخفاض معدل الربح وبغية تحقيق اقصا الارباح يلجأ الراسمالي الى التكنولوجيا ، والتي في جوهرها التخلص من عناء تكاليف العمال وسرعة الانتاج وحجمه ، ولنفرض ان راسماليا ينتج سلعة معينة ويبعها بعشرة دولارات ويحقق ربحا مقداره دولارين لكل قطعة من تلك السلعة ، فما المانع من شراء احدث المعدات وتحقيق سبقا على اصحاب المصانع المتاخرة وبنفس الوقت يضاعف ارباحه ، ان استخدام التكنولوجيا قد خفضت من القيمة التبادلية للسلعة ، لكن هل يبيعها الراسمالي بسعر اقل؟ لم لا يبيعها بتسعة دولارت بدل عشرة! ، من الممكن بيعها بتسعة دولارات ويحقق ارباحا مضاعفة عمن لم يلحقوا به من الراسماليين ، لكن هذا الربح الاضافي استحوذ عليه ممن لم يلحقوا به من الراسماليين .
العالم الشاعر الموهوب وذوي الاختراعات قد يعملون للراسمالي بمبالغ لا تخضع لمعادلة قوة العمل وقد يبيعون انتاجهم ومعارفهم للراسمالي ، حسنا ، الراسمالي يُترجم اعمالهم الى سلع وخدمات وارباحا مضاعفة ، فلو افترضنا ان راسماليا يملك مصنعا لصنع الدفاتر المدرسية ، وعرض علية نزار قباني طباعة شعره مقابل مبلغ من المال ، فلم لا يطبع ديوانه ويحقق ارباحا؟ الراسمالي كافا نزار قباني مبلغا من المال لعمله عملا نافعا للمجتمع ومربحا للراسمالي ، نزار قباني كان تاجرا في هذه الحالة ، لكن ماذا لو عمل عند الراسمالي ؟ فهل تعتبره بروليتاريا؟ كلا ، ليس بروليتاريا ، انه جزء من الراسمال الثابت ، كذلك الامر للمخترعون والباحثون ومطوري البرمجيات . وتحضرني هنا مقولة لماركس عن الكاتب الذي يُغني الراسمالي "
A writer is a productive labour not in so far as he produces ideas , but in so far as he enriches the publisher who publishes his work.´"
لاحظ ماركس هنا كان دقيقي في تعبيره ، ليس لانه يُنتج الافكار بل لانه يُغني الراسمالي" ولم يقل ينتج فائض قيمة .
الخدمات او سلعة الخدمات ، فانا اعتبرها سلعة ايضا ، فماركس سمى قوة العمل سلعة ، الخدمات تربح وتبادل باسعار عالية تفوق في كثير من الاحيان قيمتها الحقيقية ، لكن هذا لا يعني ان كل ربح فائض قيمة ، بعض الخدمات كالمطاعم وورش خدمات صيانة المركبات تحقق فائض قيمة لانه ينطبق عليها تعريف منتج فائق القيمة وهو البروليتاري والذي ينقل شيئا من العمل الميت و المختزَن في الالات والمواد إلى الشيء الذي يتوفر على انتاجه، مضيفا اليه، من عنده، وفي الوقت نفسه، قيمة جديدة، يحصل على جزء منها على شكل اجر، ويترك الباقي لربِ العمل على شكل ربح ، اي نشاط يندرج تحت هذا التعريف هو منتج للقيمة .
لكن هناك خدمات تخدم دورة الانتاج الراسمالي وهي ضرورية ، مثل الرقابة ، النقل ، المحاسبة ، التخزين ، جميع هذه الخدمات تدخل في دورة الانتاج الراسمالي ، لكن هذا يقودنا الى السؤال التالي : اذا كانت قيمة السلعة تحدد بعدد الساعات المختزنة فيها ، فكيف ينطبق ذلك مع الخدمات التي تخدم دورة راس المال ، ومن يدفع تكاليف الخدمة العامل ام الراسمالي؟ إذا كانت القيمة التبادلية للسلعة في السوق القياسية هي قيمة ساعات العمل المختزنة في السلعة فذلك يعني أن كلف الخدمات تكفلت بها القيمة لزائدة التي هي من إنتاج العمال ، أي أن الخدمات لم تضف قيمة للسلعة حيث الزبون المشتري لم يدفع فلساً إضافيا بدل خدمات تحملّ أكلافها فائض القيمة وهو من إنتاج العمال فانخفضت نسبة الربح العائد للرأسمالي . انا اذهب للسوق لشراء جهاز كمبيوتر سعره الف دولار ، هذا الثمن هو قيمة العمل التي اختزنها ا لجهاز ، هكذا المتعاف ماركسيا ، جميع الخدمات التي اقتضاها تسويق الجهاز ، من تحميل وتخزين ونقل وأرباح التاجر هي أعمال لم يختزنها الجهاز ولم ترفع سعر الجهاز دولارا واحدا ، وهو ما يعني أن أكلاف كل تلك الخدمات يتحملها الرأسمالي محسوبة من فائض القيمة ، والتي هي من انتاج العمال ، فبدل ان يربح الراسمالي خمسمائة دولار مثلا ربح اربعمائة دولار . العمل الخدماتي الاخر وهو العمل التجاري ، فقد نجد راسماليا استاجر مكانا ومكائن واستخدم عمالا كراس مال متحرك اضافه الى الثابت وبدا باستيراد السلع او شرائها من المصانع المحليه من اجل الربح ، ان العمال الذين يعملون لديه هم بروليتاريين ويحقق من ورائهم فائض قيمه وبغير ذلك لماذا يستمر ، فهو تاجر من اجل الربح ، في هذا العمل يقوم التاجر بتحويل فائض القيمة الى مال وهذه هي الوظيفة الرسميه للراسمالي التجاري ، لكن هل ينتج الراسمالي التاجر قيمة وفائض قيمة هنا حقا؟ هو بلا شك لا ينتج لا قيمه ولا فائض قيمه ! اذن كيف حصل على الربح ؟ انه يتقاس فائض القيمه مع الراسمالي الصناعي ، فهو على الرغم انه يربح ويحقق فائض قيمه لكن هو في حقيقه الامر لم ينتج شيئ . بقي الاطباء والمحامون وغيرهم من منتجي الخدمات ، هنا لا اريد ابتذال الماركسية ، فماركس اوضح ان الراسمالية حولت رجال الدين والفنانين والاطباء الى عمال ماجورين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تنويه
ادم عربي ( 2021 / 2 / 7 - 09:31 )
في حالة التاجر اطلقنا على العمال لديه بلوريتاريا مجازا ، لكنهم في حقيقة الامر ليسوا كذلك ، سياسيا اعتبرناهم بروليتاريا


2 - فائض القيمة, غوغل, وفيتكنشاين
طلال الربيعي ( 2021 / 2 / 7 - 22:07 )
عزيزي ادم, نعم قال ماركس وانجلز ان الاطباء عمال مأجورين, طبعا في حالة عملهم في مؤسسة صحية ربحية لا يمتلكونها. وهذا يصح ايضا على باقي المهن. وهو امر بديهي.
ولكني لم اجد في البيان الشيوعي ما يقول ان الطبابة هي عمل خدماتي. فالعديد يعتبرونها صناعة الصحة, وهي انبل صناعة ولا يمكن الاستغناء عنها بتاتا, وبالطبع تحقق فائض قيمة للمريض بتأهليه نفسيا وجسديا. ولكن الماركسية ليست نظرية نفعية. فهي تساوي بين البشر وتمنحهم القدرة على اطلاق طاقاتهم الابداعية وبدون الاسفاف في موضوعة فائض القيمة. واني في الحقيقة لا افهم هوس العديد في منطقتنا بالحديث عن فائض القيمة بالرغم من عدم وجود صناعة او انتشارها. وارجو ان لا تنزعج من كلامي.
والربح هي مسألة بسيطة. انه فائض القيمة ناقص ما ذكرته من مصروفات صيانة وإيجاز ونقل وتعبئة الخ.
والقيمة الفائضة قد تكون نتيجة فكرة او فلسفة. فالمؤسسة المليارديرية غوغل استوحت فلسفة فيتكنشتاين في برامج الترجمة.
Google Translate is a manifestation of Wittgenstein’s theory of language
https://qz.com/1549212/google-translate-is-a-manifestation-of-wittgensteins-theory-of-


3 - العمل الماجور و فائض القيمة
سعيد زارا ( 2021 / 2 / 8 - 01:08 )
الصديق ادم عربي المحترم

شكرا لك و انت تؤكد بانه ليس كل عامل ماجور منتج لفائض القيمة.

كمثال العامل الماجور لدى التاجر الذي تطرقت اليه اعلاه.

شبه ماركس عمل التاجر و هو يحرص بان يشنري باأقل قدر المكان و يبيع باكثر قدر الامكان،بالعمل في المرافعات القضائية حيث لا يزيد الاخير من قيمة الشيء المتنازع عليه.

المحامون الماجورون لدى مكتب المحاماة و الاستشارات القانونية لا يخلقون قيما و ان فلحوا في استعادة تعويضات عن حوادث الشغل او ما شابه لمؤازريهم.

و كذلك الاطباء في الصحات الخصوصية.

الخدمة ليست سلعة فهي ليست من الانتاج المادي ، لا تنتج قيما و ان كانت تدر ارباحا . اما قوة العمل فاعتبرها سلعة من نوع خاص.



الخدمات

تحياتي

اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ