الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسية والشيوعية ما بين النظرية والتطبيق

محيي الدين محروس

2021 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


بداية من الضروري التمييز بين الماركسية والأحزاب الشيوعية.
فالماركسية هي علوم ماركس وأنجلس في الاقتصاد السياسي والمادية التاريخية والمادية الديلكتيكية.
هي قوانين علمية جاءت بعد دراسات تحليلية للتاريخ البشري اقتصادياً وفلسفياً.
وهذه العلوم تُدرس في مختلف جامعات العالم، بما فيها الجامعات الأمريكية. ولم يتم دحضها علمياً إلى يومنا هذا.
ومن الناحية العلمية فيما يخص الاقتصاد لم يضع ماركس قوانين ولا أي تفصيلات حول بناء النظام الاشتراكي. بل استنتج بأنه طالما مصدر استغلال الإنسان للإنسان هو القيمة الزائدة الناتجة عن الملكية الخاصة لوسائل الانتاج، فلا بد من أن تكون هذه الملكية ملكية عامة اجتماعية، لتعود ريعيتها إلى المجتمع ككل، وليس إلى جيوب بعض الرأسماليين، وذلك لإزالة مصدر استغلال الإنسان للإنسان.
ووضعا الحل من خلال الثورة العمالية وتوحيد جهود ونضالات كل العمال في العالم ضد الطبقة الرأسمالية تحت شعار“ ياعمال العالم اتحدوا! ومن هنا قاما أيضاً بإصدار: البيان الشيوعي.
التباينات والخلافات بين الأحزاب الشيوعية في برامجها بدأت مع بدايات التطبيق العملي للنظرية من خلال إقامة النظام الاشتراكي…ثورة أكتوبر في روسيا … وبناء الاتحاد السوفياتي. بدأت: البلاشفة والمناشفة، اللينيية والماوية، الشيوعية الفرنسية …والشيوعية العربية و..و.. عدد لا يُحصى كلٌ منها أضاف أو اختصر أو من منطلقات قومية … وشملت الخلافات السياسية التحليلية - النظرية التطبيقة - التنظيمية في بناء الحزب .
من الضروري التأكيد بأن الأحزاب الشيوعية هي تنظيمات سياسية تضع سياساتها حسب أوضاع بلدها، وقد تُصيب وقد تُخطىء …وهذا ليس له علاقة بالنظرية الماركسية، ولا يجوز تحميل أخطاء أي حزب شيوعي للنظرية العلمية الماركسية، بل تتحملها قيادة هذا الحزب.
من هنا، نسطيع تفهم موقف العديد من الماركسيين الذين لم ينضموا للحزب الشيوعي في بلدهم، لعدم موافقتهم على برنامجه السياسي. ( وربما تكون هناك أسباب أخرى، ليس المجال هنا للكتابة عنها).
مما تقدم يتضح بكل جلية الفرق بين الماركسية في كونها علماً، وبين الأحزاب الشيوعية في كونها تنظيمات سياسية لتحقيق أهداف سياسية واجتماعية محددة من قبل الحزب نفسه.
والانضمام للحزب الشيوعي لا يعني بالضرورة تبني الفلسفة الماركسية، فهناك العديد من المؤمنين - المُصلين في صفوف الأحزاب الشيوعية، ويكتبون عقد القران الكنائسي - الديني و…إلخ، ولكنهم يتبنون البرنامج السياسي لحزبهم الشيوعي.
مسألة التحريفية في الأمور السياسية هي مسألة نسبية، فقد يختلف الشيوعيون في تحليلاتهم إلى درجة الانقسامات ….وكل منهم يتهم الطرف الآخر بالتحريفية! وهذا ما عانت منه العديد من الأحزاب الشيوعية ..
ومن ضمنها الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية.
وعلى سبيل المثال: الانقسامات العديدة في الحزب الشيوعي السوري، والتي لم تأخذ دائماً طابع الحوارات السياسية على القضايا الخلافية …بل تعدت للتهجمات الشخصية على ممثلي كل تيار!
ومن المسائل الخلافية التي عانت منها الأحزاب الشيوعية هي مسألة „ الفرد القائد“ وبقائه لعشرات السنين في „ القيادة „، وكذلك مسألة „ ديكتاتورية البروليتاريا „ ومرحلتها التاريخية، مسألة الديمقراطية الاشتراكية في الأنظمة الاشتراكية ( وليس المقصود هنا الأحزاب الليبرالية اليسارية ).
وتوجد أهمية خاصة للتحلي بالثقافة وبالأخلاق الماركسية عند الاختلاف والخلاف. والابتعاد كلياً عن ثقافة التخوين والشتائم وغيرها من الاتهامات. ومن الضروري البحث عن نقاط التقاطع والتوافق في القضايا الرئيسية التي يواجهها المجتمع في المرحلة الحالية التي يمر بها.
ومرةً أخرى في العودة للوضع السوري المأساوي الذي يُعاني منه الشعب الأمرين: من تنظيمات وعصابات مسلحة من مختلف البلدان العربية وتركيا وغيرها من البلدان، ومن النظام السياسي القائم، ألا يمكن للتنظيمات الشيوعية والماركسية والاشتراكية العلمية أن تتوافق على برنامج سياسي، وبرنامج عمل موحد حسب قرار مجلس الأمن 2254 ،في عملية „ إسعافية „ للمجتمع السوري؟! والمقصود في „ الإسعاف „ هو إنقاذ المجتمع من المأساة الاقتصادية وغلاء الأسعار…وفقدان معظمها مع انخفاض قيمة النقد( 3240 ل.س مقابل الدولار الواحد )، ومع الصعوبات الجمى للحصول على البنزين والمازوت ومعظم المواد الغذائية….وحتى الخبز مُقنن وعلى الكرت!
إذا كان كل هذا لا يجمع التنظيمات التي تعتبر حالها شيوعية واشتراكية ويسارية، فما الذي يجمعها؟؟
هذه مهمة وطنية رقم واحد „ لحزب الخبز „ و „ لحزب الشعب „ و „ لحزب الحرية والسلم“.
وتبقى المهمة الدائمة أمام المجتمع البشري إزالة كل أشكال الاستغلال للإنسان وللمجتمعات!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك