الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد... وهامش...

غسان صابور

2021 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


رد... وهــامــش...
كتب الزميل الرائع.. والرفيق الطيب سيمون خوري.. من اليونان.. على صفحته الفيسبوكية.. الصرخة المخنوقة التالية :
(مرحبا ..
لدي سؤال عام هل بقي شىء يستحق التضحية من أجله ..؟! في هذا العالم العربي المؤلف من عالمين حزام بلدان الفقر ، وحزام بلدان البترو دولار النفطية .؟؟
ماذا كان حصاد ما يسمى بالربيع العربي ...؟ مزيد من الخيبة السياسية وسقوط كافة ادعياء العمل السياسي الذي اطلقوه عليه اسم " العمل الوطني ".. زوراً . سقط الجميع يميناً ويساراً ،ومنصات معارضة وقوى دينية سلفية رجعية وغيبية ،ومنظمات ماركسية . سقطت جميعها في أحضان مموليها . الاحتلال الاردوخاني العثملي ، والاحتلال الفارسي والاحتلال الروسي والاحتلال الأمريكي .
مرة أخرى ربما يعيد الشارع التونسي في حراكة الجديد الأمل لإنعطافات سياسية جديدة تعبر عن روح العصر القادم وليس عن روح الماضي .
المنطقة تحتاج الى قراءة سياسية جديدة ودماء شابة جديدة . الى شىء يستحق أن يضحي المرء من اجله . الى مستقبل خال من الطائفية ومن الظلم الإجتماعي الى ديمقراطية تعيد للمرء كرامته التي إمتهنت تحت شعار الديمقراطي ...؟
هذا رأي المتواضع فقد ماتت كافة القوى الراهنة . وكافة القيادات الضوئية سواء نقابية أم سياسيية أو مرجعيات غيبية.. .)

ــ وهذا ردي إليه.. بعد أن وعدته بالرد ـ إثـر محادثة مباشرة ـ مساء البارحة...

سيمون.. يا صديقي الإنسان الكامل...
اعدت قراءة رسالتك.. فور مشاهدتي لها.. وأعدت قراءتها عدة مرات... اليوم... إنها ملحمة يائسة بائسة حزينة.. على بلدان المشرق التي ولدنا بها.. وأيضا على كل ما يسمى ـ ألف مرة خطأ ـ الوطن العربي.. وبلدان المغرب.. أو شمال أفريقيا.. والتي ما زالت تشارك.. بالتعيسة الذكر "الجامعة العربية" .. أكبر وكر دبابير.. وأكبر محطة لصهر كل كرامة... وصبغها ورضوخها للمذلات والخيانات.. وبيع أوطاننا.. مفجرة واحدة بعد الأخرى...
يا سيمون.. لا تشكي.. ولا تبكي.. ولا تحزن... كل هذه البلدان.. مباعة من سياسيها الذين توظفوا لإدارتها.. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.. ومشاركتهم ـ بخيانات جيناتية ـ لخلق دولة إسرائيل.. والتي يتسارعون اليوم بالانبطاح على أبواب حدودها.. للتفاوض معها.. بعدما لم يتبق ببلداننا أي شيء للبيع.. بعدما نهبوا وغزوا وباعوا شعوبهم.. لأردوغان وروسيا وأمريكا.. كما تقول بكل صراحة وشجاعة... حتى الذين سميناهم أبطالا وطنيين.. بنهاية الحرب الأولى.. وتقسيم بلداننا.. كانوا يعملون لتركيا.. وكانوا من حلقات وتشكيلات الذئاب الرمادية.. والتي تسعى لعودة السلطنة والعظمة العثماتية العتيقة... كومات من العائلات الأرستقراطية السورية ــ اللبنانية.. تحمل رتب زعامات ووظائف تركية.. أو عثمانية...
أيام بدايات فتوتي وشبابي.. كنت دوما أسمي العروبة.. بنعت "الــعــرجاء".. العروبة العرجاء... لأنني كنت ارتأي تطوراتها الطائفية آنذاك.. وقرأت موسوعات عن غزواتها لبلدان مولدنا.. والتي طمست كل تاريخنا وحضاراتنا.. وشروشنا الحقيقية... حتى نسينا من نحن.. وألبسونا ـ بلا اختيار ـ هويات طائفية دينية.. ورفعوا فوق رؤوسنا أعلامهم السوداء.. وخلافاتهم وتمزقاتهم... وضعنا وتهنا.. وضاعت من مخومخنا.. كل هوية كرامة.. وعلمونا أن الفساد "فهلوة وشطارة"... ولم يتبق لنا أي حل.. بعدما ضيعنا طفولتنا.. وفتوتنا.. وشبابنا.. ولم يتبق لشبابنا سوى الهجرة.. هجرات غالبا بعيدة.. بعيدة..
انظر اليوم إلى أين وصلنا... بلدان متعبة.. ممزقة.. والمهجرون منا بالخمسين سنة الماضية.. أكثر ممن تبقوا بالبلد... والذين يعيشون (ولم أقل يحيون).. يعيش غالبهم تحت خط الفقر.. بصعوبات معيشية يومية.. لا تطاق.. غــلاء.. لا يطاق.. وبلا أي بصبوص أمل بحياة أفضل...
يا صديقي... صرختك واضحة مشروعة حقيقية كاملة... ولكنها مثل صرخاتي التي عجزت وشابت.. وتعبت ومرضت من إرسالها بلا انقطاع.. إلى مسؤولي هذه البلدان التي جئنا منها.. بعدما اعطينا كل ما تستطيع إمكانيات الشباب.. هــنــاك.. آنذاك.. فقوبلنا بالمذلة ومهانة الظلم والسجن.. وبعد اليأس والبأس أخترنا الهجرة.. من بدايات الرجولة حتى الشيخوخة.. وتعلمنا من جديد ثقافة الحياة.. وطاقاتها المفتوحة هنا.. بالوطن الذي اخترناه هنا.. بالكتابة..بالندوات والاجتماعات والمشاركة بالحلقات والصداقات والرابطات التي تهتم بالشرق الأوسط.. سنوات بعد سنوات... ولكن السلبيات والتراجعات.. وتسليم بلداننا لعرابين.. اصبحوا " مـحـتـلـيـن " أكثر من أصدقاء... وتراكم الخيانات والتراجعات.. وخاصة الفساد المشرع... والذي أصبح خلال الخمسين سنة الأخيرة.. أقوى من أي قانون أو دستور... تأكدت يا صديقي.. أن كل صرخاتنا أنت وأنا... ضائعة... ضائعة... ضائعة...
***************
عــلــى الـــهـــامـــش :
ـ فظاعة بشعة.. بشعة جدا...
سمعت هذا الصباح.. وأنا أحلق ذقني.. على محطة فرنسية تدعى Europe 1... استشارة لصحفي متقاعد عتيق.. كان يشغل من سنوات جميع الاستشارات الرأسمالية.. بعديد من الكتب .. وعلى عديد من محطات الإعلام.. تلفزيون وراديو وصحف رئيسية... وغيرها.. إسمه François de Closets.. عمره اليوم سبعة وثمانون عاما.. ويملك ـ على ما أعتقد ـ كل قواه العقلية وشراسته الاقتحامية الفكرية الرأسمالية.. إذ أنه صرح بألا حاجة لإعطاء أفضلية اللقاح ضد الكوفيد للعمر الثالث (75 سنة وأكثر).. لأنهم بطبيعة الأحوال لن يعيشوا أكثر من سنة أو سنتين أو ثلاثة.. وهم غير منتجين.. وتفضيل الشبيبة بهذا اللقاح.. وخاصة الشبيبة المنتجة العاملة.. والتي سوف تنقذ وتحمي الاقتصاد... نعم الاقتصاد.. رأس المال والمليارديرية... علما أن باستطاعته هو أخذ أغلى اللقاحات الغالية جدا.. والذي أعطي من شهرين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. حيث أن هذا العارف بكل شيء السيد De Closets.. بخدمته عشرات السنين.. وطيلة فترات نشاطه الإعلامي..
كان دوما بخدمة السياسة الرأسمالية.. والبورصة.. والمليارديرية الذين امتلكوا جميع وسائل الإعلام الفرنسية...
الأفكار المتطرفة الفاشية والنازية.. ما زالت ناشطة بين العديد من قواد الفكر.. حتى بين شيوخها... وحتى هنا بفرنسا التي خلقت الثورة والعدالة والمساواة.. واحترام حق الحياة لجميع الأعمار.. وجميع الأعراق...
كل يوم.. وكل قراءة.. وبعد سنين.. أتعلم وأكتشف معلومات وثقافات جديدة عن المضادات والاختلافات والمتعاكسات الفرنسية Les Paradoxes Français... ولا أتعجب... أتعلم... أتــعــلــم....... ولكنني وصلت إلى الابتعاد عن حلقات الأنتليجنسيا البورجوازية المتكاتفة.. المتبادلة الضيقة.. والتي تفرخ وتنتج دوما حلقات بورجوازية خطيرة متبادلة متكاتفة... وبدأت بعد سنين طويلة تحديد أوكار دبابيرها.. وأخطارها على المجتمع والإنسانية...
ــ صحيح أن الأحزاب التقليدية الفرنسية من اليمين واليسار التاريخي.. قد فشلت كليا بالانتخابات الرئاسية الأخيرة.. ووصل لسدة الرئاسة شاب من إنتاج بنك روتشيلد.. والمؤسسات الإعلامية الديناصورية التي يملكها أغنى المليارديرية الفرنسيين العالميين... والتي خنقت كل التحركات اليسارية الشعبية... ولكن تجمعات " الــصــداري الــصــفــر " Les Gilets Jaunes.. والتي أنزلت إلى الشوارع الفرنسية ملايين المعترضين من الطبقات الشعبية ( لا يمين ولا يسار) بلا طاقات حزبية رسمية.. ولا زعماء.. دامت سنتين.. وهزت كل حكومات ماكرون.. وإعلام ماكرون... حتى أنتشار الكورونا والكوفيد اللتين جمدت كل مطالبها الشعبية.. ضد البطالة وغلاء المعيشة.. وخنق حدود الحريات العامة...
لهذا أعشق هذا البلد... لأنه رغم الصعوبات.. والممنوعات.. والكركبات اليومية... هناك دوما تتفجر طاقة بسيطة.. تكبر أو تصغر.. حسب الأحداث... تذكرنا أن هذا البلد.. هو مولد المتناقضات.. والحريات العامة...
نقطة على السطر... انـــتـــهـــى.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فـــرنـــســـا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس الأمريكي يقر مشروع قانون مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا


.. لازاريني: آمل أن تحصل المجموعة الأخيرة من المانحين على الثقة




.. المبعوث الأمريكي للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط: على إسرا


.. آرسنال يطارد لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي غاب عن خزائنه




.. استمرار أعمال الإنقاذ والإجلاء في -غوانغدونغ- الصينية