الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجعيدة !

محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)

2021 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يحكى أن هناك عصابة كانت تسرق وتنهب في أموال الناس وحلالهم ، وكان هناك "موجه" يوجه هذه العصابات التي فتكت بالناس وسرقة حلالهم وأموالهم، وكان هذا الموجه يقود عمليات السرقة والنهب من بعيد ، والأدوات هي من تسرق وتنهب ، لذلك سمي هذا الموجه الخفي بـ( الجعيدة)؟!
مفوضية النزاهة أعلنت في وقت سبق عن ملفات سرقة واختلاس وسطو على المال العام ورفض كشف الذمم المالية للمسؤوليين وهدر للمال العام بمليارات الدولارات، ومع كل الادعاء باسترداد قسم من هذه الأموال، إلا أن أحد نواب اللجنة القانونية في البرلمان أعلن في أحدى الفضائيات أن ما تم استرداده لا يساوي واحد بالألف مما تمت سرقته وتهريبه إلى الخارج ، ومع كل هذا الحديث عن هذه الملفات الخطيرة والكبيرة ، ولكننا لم نلحظ حتى الآن القبض على رأس من رؤوس الفساد وإيداعه السجن بالجرم المشهود حتى يشكل حالة ردع للآخرين أو محاولة استرجاع الأموال الكبيرة المهربة إلى الخارج ، وأمر طبيعي أن يبقى الفساد كما هو بسبب عدم مواجهته بقوة من خلال القانون أو سواه من الإجراءات الفعالة.
الكتل السياسية من جهتها تسعى وكل قوة البقاء في السلطة ، والسيطرة على مقدرات الشعب العراقي ، والعمل على أن تبقى الامتيازات بيديها ، والعمل بإصرار على ضرب مصالح الشعب العراقي ، فالحديث عن فساد الأحزاب المسيطرة في العراق يثير الحزن والشجون، فهذه الطبقة السياسية فرصة تاريخية ليصبح العراق من البلدان المتقدمة، بفعل الموازنات الضخمة التي تلاعبت بها هذه الطبقة وملئت بها البنوك والمصارف الأهلية والإقليمية والدولية ، لكن نتيجة سوء الإدارة وفتح الباب على مصراعيه للفساد وأتاح لهذه الطبقة اللعب مصير الشعب العراقي ونهب خيراته ، فتبخرت كل الأحلام وتحولت لأوهام، لينخر الفساد في جسد مؤسسات الدولة، حتى أصبح العراق في صدارة الدول الفاسدة عالميا.
قد فقدت الأحزاب السلطوية الكثير من بريقها بسبب عدم قدرتها على حلّ المشكلات والأزمات والتهديد المستمر لاستقرار الدولة ، ما جعل معظم العراقيين يعيشون حالة اليأس من هذه الأحزاب الفاشلة والتي عملت على الاستفادة من الحراك الشعبي من خلال الصعود على أكتاف هذا الحراك،لذلك هي الآن تعمل على ترقيع صورتها أمام العراقيين،لذلك نجد أن أغلب هذه الحركات الشعبية مدعومة أو موجهة من بعض أحزاب السلطة المتنفذة، والتي استطاعت أن تكون جعيدة لأي حكومة أو وزير او مسؤول فاسد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر