الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع العراقي المر وتداعياته على الوضع العربي

حسني أبو المعالي

2006 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لم تستطع الدولة العبرية الغاصبة أن تشن هجومها الارهابي المزدوج على لبنان وفلسطين بكل هذه الوحشية والوقاحة وبمرأى من عيون العالم بالرغم من تأريخها الأسود لولا مايجري في العراق من بشاعات فظيعة ودمار وخراب وقتل بين ابناء الشعب الواحد، فحرب الأخوة الأعداء قد فتحت الباب على مصراعيه لمختلف التأويلات السلبية التي تسيء الى العرب والمسلمين قبل أن تسيء الى العراقيين، وعندما يرى العالم شعبا عريقا مثل شعب العراق وهو يقتل بعضه على أساس الهوية الطائفية سيتهم العرب جميعا بالوحشية والتخلف والإرهاب، وسيعتبر الكيان الصهيوني ذو التوجه الديمقراطي بمثابة الحمل الوديع المغلوب على أمره وهو محاط بمجموعة من الذئاب وهي تنهش لحم بعضها وسيجد نفسه مضطرا للتعاطف معه ويمنحه كل الحق للدفاع عن نفسه بكل الوسائل، وبالتالي ليس للعرب الحق في المطالبة بأسراهم ولا بالدفاع عن أراضيهم المغتصبة ولا بوقف العدوان على ضوء الصورة المشوهة التي رسموها لأنفسهم، وتلك هي الفرصة الاسرائيلية السانحة لان تصب جام غضبها على الشعب العربي الذي يتصدى لها وخصوصا الشعبين اللبناني والفلسطيني اللذين يتمتعان بأشرف مقاومة عربية معاصرة لا تواجه سوى المحتل ولم تلوث أياديها الطاهرة بدماء أخوة لها في الوطن.
لاشك ان الولايات المتحدة الشريك الاول لاسرائيل قد مهدت الطريق لما آل إليه الوضع المأساوي في العراق وساهمت بشكل مقصود في إشعال فتيل الفتنة الطائفية لتبرر وجودها الطويل الامد بحجة محاربة الارهاب، والحقيقة ان ما يحصل في العراق ليس ارهابا بمفهوم الارهاب وانما هو اكثر قتامة من الارهاب، انها الحرب الاهلية التي بدأت تتسع نارها لتحرق الاخضر واليابس بشكل لا يتحملها العقل البشري، فكيف نطالب العالم لان يرسم لنا صورة جميلة في ظل بشاعة الاقتتال العراقي العراقي، ومن تحصيل حاصل القول فان حجم المقاومة الشريفة في العراق لا يمثل سوى قطرة أمام بحر الدماء الطائفية التي تنزف كل يوم بشكل مجاني وهنا بيت القصيد، فقد شوهت الحرب الطائفية في العراق المعاني الحقة والحقيقية لمفهوم المقاومة التي يفترض ان تستهدف العدو المحتل وتحاذر من مواجهة الاخوة والابناء في الوطن الواحد، وقد استغل هذا الوضع كل من الاحتلال والقوى المعادية ممن يفكرون بمصالحهم الذاتية بعيدا عن مصلحة الوطن، هذا التشويه انسحب بفعل الدعاية الامريكية والاسرائيلية ظلما على المقاومة العربية الشريفة في كل من لبنان وفلسطين واعطى صورة غير صادقة للمقاومة المدافعة عن الوطن وعن حق المواطن العربي، وآمل أن يلتفت العراقيون الى هذا الامر الخطير ويخطون بسرعة باتجاه الوحدة الوطنية ونبذ العنف فيما بينهم والعمل على تضميد الجراح ورفع مستوى السقف التضامني بين الاخوة في الوطن، وتوفير الطاقات وشحذ الهمم لمواجهة المحتلين فقط.
ولابد من الاشارة الى ان اسرائيل لم تتخذ قرار الحرب مباشرة بعد أسر جنودها من قبل حماس وحزب الله ولكنها اتخذت من هذا الحدث ذريعة للاسراع بما كان مبيتا، وتصريح كوندليزا رايس الأخير : إن ما يحصل الآن في لبنان وفلسطين هو آلام المخاض لشرق أوسط جديد، يؤكد النوايا العدوانية لإسرائيل لأن أسر الجنديين لاينسجم مع حجم ما لحق بلبنان من دمار شامل على صعيد البنى التحتية والبشرية وانما ينسجم مع ما جاء على لسان الشاعر حين قال متهكما:
قتل امريء مستعمر جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
ويجب أن لاننسى الاهداف الاسرائيلية الكبيرة والخطيرة وراء هذا العدوان الكبير
- شق الصف اللبناني من خلال اتهام حزب الله بانه السبب فيما لحق بلبنان من دمار وخراب وبالتالي احتمالات عودة الحرب الاهلية تكون واردة
- الإنتقام لما منيت به من هزائم على يد فئة قليلة مثل حزب الله وحماس وبالتالي فمن السهل اتهام المقاومة العربية الشريفة بالارهاب
- تحجيم الانظمة العربية وفرض قيود اكبر على شعوبها من اجل الانصياع للامر الواقع الامريكي والاسرائيلي
- محاولة لتوريط كل من سوريا وإيران وجرهما إلى الحرب
ان العدوان الاسرائيلي والامريكي مستمر تباعا على الامة العربية وطنا وطنا ولن تسلم منه أية دولة عربية في ظل الشقاق والنفاق والتمزق العربي، فقبل سنوات كان العرب كل العرب يهتفون - كلنا فلسطين - في اشارة الى تضامنهم اللفظي مع الشعب الفلسطيني دون ان ينهض أحد لنجدتها وبعدها هتفوا - كلنا عراق - نتيجة الاحتلال الامريكي له، واليوم نهتف - كلنا لبنان - والدمار يلف المكان، وغدا لناظره قريب ولا من مجيب، ولا نستبعد ان نستيقظ يوما لنجد انفسنا نردد ، أكلنا يوم أكل الثور الابيض، ونهتف - كلنا فلسطين









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب