الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قنابل ذكية بأيدٍ غبية

محمد أبو مهادي

2006 / 7 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها ستزود جيش الاحتلال الإسرائيلي بمجموعة من القنابل الذكية لتمكن إسرائيل من النجاح في عدوانها علي لبنان والقضاء علي المقاومة اللبنانية كما يعتقد كل من إسرائيل وأمريكا!!.
قنابل أمريكا الذكية التي جربتها خلال الحرب علي افعانستان والحرب علي العراق لم تنقذ غباء الإدارة الأمريكية وتوصلها إلي نتيجة مفادها بأنها ورطت مناطق مختلفة من العالم في حروب طاحنة راح ضحيتها آلاف الأبرياء وخلفت عشرات الصراعات في البلدان التي غزتها وتركت دماراً يصعب علي كل العقلاء والأذكياء في العالم إصلاحه.

أميركا وإداراتها ومستشاريها من كبار تجار السلاح وشركات النفط يبدوا أنها أدمنت الحروب ورعايتها للحروب وتغذية الصراعات الإقليمية ووصلت إلي مرحلة لم يعد بمقدورها علاج هذا الإدمان وسد شهيتها المفتوحة علي رائحة الدماء ومشاهد الحرب والدماء وتشريد آلاف الأبرياء في العالم، وهي لم تقتنع بان كل إبداعاتها في إنتاج تقنيات الحرب والقتل لن يمنحها ويوفر لشعبها الأمن، وان كل الطاقة التدميرية التي تحدثها هذه الأطنان من المتفجرات ستتحول إلي طاقة كراهية وعداء لها تمتد في كل أرجاء الكون سيجعلهم في حالة هوس امني مستمر.

إذا كانت أميركا بعدوانها علي بعض الدول وتهديدها لدول أخري ودعمها للعدوان الإسرائيلي عسكرياً وسياسياً قد حققت أهدافها في إنهاء بعض الأنظمة والسيطرة علي خيرات البلدان كالنفط مثلاً، فإنها في المقابل لم تستطع بكل صواريخها وقنابلها الذكية وجبروتها العسكري من حماية جنودها من نيران المقاومة المحلية في كل من العراق وأفغانستان ولم تنجح حتى الان من توفير الأمن للنّظم الوهمية التي أوجدتها لحكم تلك البلدان، وهي تتلقي الضربات الموجعة بشكل يومي علي المستوي العسكري وتلقي المزيد من السخط الشعبي العالمي جراء سياساتها وبلطجتها.

الحكام العرب الذين سارعوا إلي اتهام المقاومة بالمغامرة أو اتهامها بتنفيذ أجندة إقليمية ويحضروا عبر أبواقهم المختلفة لاتهامات أخري، يقفوا صامتين عاجزين أمام هذا التحالف العسكري الأمريكي الإسرائيلي الخطير المعلن الذي يستهدف بلداً عربياً يسعي إلي تحرير ما تبقي من أرضه محتلاً وما بقي من موطنيه أسيراً، ويصل بهم الصلف إلي حد إلغاء قمة عربية كان مقرراً لها أن تعقد، وتحوّل البعض منهم إلي وسطاء يطرحون المبادرات لوقف إطلاق النار وكأن أحداث القتل والخراب والدماء التي تسيل في كل من لبنان وفلسطين تحدث علي كوكب آخر ولشعوب غير عربية ولسكان ليسوا من البشر!!.

أدرك أن الجماهير العربية والإسلامية قد نفضت أيديها من أي أمل يذكر لهذه الزمرة من الحكام، ولا تعول كثيرا علي مواقفهم وقممهم، ولكن استغرابي هنا عن سر قوة هؤلاء الحكام التي تجعلهم مطمئنين لموقفهم؟، وعلي ماذا يراهن هؤلاء؟. لربما وقعوا اتفاقية الدفاع عن مشترك مع أميركا للحفاظ العروش !!.

الآن بعد هذه الحرب المكشوفة علي الإرادة العربية المقاومة، وبعد ما قدمته أميركا من براهين كثيرة علي أنها هي التي تخوض هذه الحرب القذرة وبأيدٍ إسرائيلية علي لبنان وفلسطين، ومن المحتمل أن يكون هناك تواجد لخبراء عسكريين في إسرائيل يشرفون علي تقنياتهم العسكرية ويصوغون وينفذون مخططات الحرب، ينبغي أن تفقأ كل الأعين التي تنظر لأمريكا باعتبارها وسيط، وان تلغي كل الأفكار الواهمة باعتقادها وسيط ، كما ينبغي أن تخرس بعض الألسنة التي تصنع الأوهام لتبرير المواقف الحكومية المتخاذلة تجاه لبنان وفلسطين، أمريكا شريك معلن في الحرب علي العرب وهي داعم عسكري وسياسي لإرهاب إسرائيل اليومي والجميع يقتل بسلاح أمريكي.

بات من الواجب علي كل المثقفين العرب وغير العرب الأحزاب العربية وغير العربية المباشرة بصياغة مواقف جديدة والبحث عن تحالفات عالمية جديدة فالمعركة ضد الإرادة العربية مستمرة وتتصاعد، وانتم جميعاً أمام تحدٍ كبير يتطلب جهدٍ كثير، فإما إرادة وخيرات وطاقات الأمة أو صواريخهم الذكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان