الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كان زمان يامعارضة

عبدالزهرة الركابي

2003 / 5 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



                          
                                                                       
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها حتى من قبل أوساط معارضة نظام صدام حسين المخلوع هي ان هذه المعارضة لم تكن مؤثرة ولو كانت عكس ذلك ، لكان بمقدورها الإطاحة بالنظام خصوصا" وانه كان هشا" ومعرضا" للإختراق منذ حقبة التسعينات ، لكن هذه المعارضة عجزت عن ذلك وبالتالي انتظرت مجيء عوامل خارجية لتحقيق هذا الهدف وهو ما حصل أخيرا" .
   إذا" ليس هنالك فضل للمعارضة في إسقاط النظام السابق سواء أكانت هذه المعارضة خارجية أم داخلية ، وعلى هذا الواقع فإن عراقيي الداخل يتهمون عراقيي الخارج بالعيش الرغيد ( والتنعم بالدولار ) وهي تهمة لا تنطبق على مجمل المعارضين وقد تصح نسبيا" ، لكن الواقع الذي عشناه وعايشناه كان يعكس شظف العيش والظروف التعسة  التي كان يواجهها آلاف وآلاف العراقيين في ديار الغربة بل ان بعض الظروف التي مرت بعراقيي الخارج جمعت صورة المعاناة والمأساة على حد سواء ، ناهيك عن مئات العراقيين الذين ذهبوا طعاما" لأسماك البحار وهم الذين كانوا ينشدون الطعام في جزر ( الواق واق ) .
   لكن الصورة السالفة عن عراقيي الخارج او معارضة الخارج لا تعني ان هناك قلة قليلة قد شوّهت صورة المعارضة في الخارج حيث جعلت جسور الود والتواصل مقطوعة بينها وبين الجماهير العراقية في الخارج حتى ان هذه القلة كان يطلق عليها عراقيوالمنافي تسمية ( معارضة فنادق لا معارضة خنادق ) ومن هذه القلة من أصابه ولع إقامة مصانع الذهب في البلد الذي يقيم به بالإضافة الى شراء العقارات من داخل العراق ، وفي الوقت نفسه يصم آذاننا ويتعب عيوننا في تصريحاته اليومية وصور الفاكس بإعتباره ممثلا" في أكثر من بلد عربي لحركة ( أساسية ) تجسد معارضة ( ميدانية ) لكن الواقع يقول ان حركته لا تعرف العمل الميداني المزعوم سوى من خلال شراء العقارات في العراق ، ولا نعرف ان كان مثل هذا الشراء يدخل في صلب عمل المعارضة ؟ .
   وهناك بلاشك الكثير من النماذج السلبية في معارضة الخارج تعرفها جيدا" الجماهير العراقية في الخارج لسنا في صدد التشهير بها في هذه الكتابة بعد ان باتت مكشوفة ومعروفة في آن واحد ، ومع ذلك فهناك أيضا" قلة من معارضة الخارج كانت وطنية وغيورة ونزيهة وكانت بحق مترجمة أمينة للحس العراقي الوطني والشريف ، وهي بلا شك تستحق أن يكون لها دور في تحديد مستقبل العراق السياسي ، وأكثرمن ذلك ، ان يكون هذا الدور طليعيا" وفي الصدارة .
   في المقابل يرد عراقيو الخارج على إتهامات عراقيي الداخل بالقول ، انهم كانوا جريئين عندما أعلنوا معارضتهم للنظام علانية وعانوا الكثير من جراء ذلك ، ومنهم من كان معتقلا" في سجون النظام لسنوات عدة بل وحتى في سجون خارج العراق ، كما كانوا عرضة للتهديد من قبل أجهزة النظام التي استطاعت إغتيال العديد من المعارضين وكذلك قام النظام بإعتقال وإعدام أفراد من أسر معارضي الخارج مثلما هو معروف ، ناهيك عن معاناة الغربة وظروف العيش التي واجهوها في هذه الغربة سيما وان بعض المعارضين طالت غربتهم الى أكثر من ثلاثين سنة ، وهي سنوات ثقيلة مات على أثرها الكثير من المعارضين دون ان يكحلوا عيونهم برؤية الوطن .
   وعليه فإن معارضي الخارج يرون أنفسهم أكثر إستحقاقا" في ان يلعبوا الدور المميز في حاضر ومستقبل العراق ، مثلما يرون انهم صحيح لم يسقطوا النظام بشكل مباشر إلا ان جهودهم السياسية والإعلامية لعبت دورا" مهما" في تشجيع العامل الخارجي للقيام بمهمة إسقاط النظام وقد تمت هذه العملية ، لتنتهي معها حقبة سوداء خيمت على العراق لأكثر من ثلاثة عقود .
   مانريد قوله الآن هو ان القلة النزيهة في المعارضة والتي خرجت للمنفى لها الحق في ان يكون لها دور قيادي في أي نظام حكم يضطلع بقيادة العراق مستقبلا" ، على أعتبار ان ذلك حق مشروع لكل عراقي تنطبق عليه شروط المسؤولية والقيادة هذا أولا" ، وثانيا" لهم حق إضافيا" إكتسبوه من معارضتهم للنظام السابق بحكم الثمن الذي دفعوه من جراء ذلك ، وعلى الذي يتهمهم من الداخل ويزايد عليهم ، عليه أولا" أن يملك أكثر من حق حتى يكون أهلا" لهذه المزايدة .
   وعلى كل حال ، فلسنا من طلاب القيادة والجلوس على كراسي المناصب التي لم تدم لأحد ، لكن من الطبيعي القول ان مستقبل العراق يهمنا كعراقيين ولا بأس ان تكون هناك صيغة توفيقية بين ( عراقيي الخارج وعراقيي الداخل ) خصوصا" وان تلاقح الأفكار في هذا الزمن وارد ومطلوب في هذا الوقت بالنسبة للشان العراقي سيما وان كل طرف يرى سلامة نهجه ورؤيته . 
 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة