الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إحذروا العدوان يا قادة إيران

وسام جواد

2021 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


نسمع ونقرأ بين الحين والآخر، تصريحات نارية يطلقها بعض المسؤولين الإيرانيين، كرد فعل على لغة التهديد والتصعيد، التي تستعين بها أمريكا واسرائيل وحلفائهما في دول الخليج، ضد إيران . ومن بين هذه التصريحات الإيرانية الغاضبة، ما أعلنه المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، اللواء أبو الفضل شكارجي، حيث هدد : بـ "تسوية تل أبيب وحيفا بالأرض فورا، إذا ارتكبت إسرائيل أي خطأ ضد إيران" .
- فهل فكر اللواء ابو الفضل بما يمكن ان تقدما عليه أمريكا واسرائيل من جرائم قتل وتدمير وتشريد، قبل ان يُكرمنا بتنفيذ وعد مسح تل ابيب وحيفا بالأرض ؟.
- وهل فكر اللواء وحكومته بدور الحكومات العبرية في الخليج ( ما عاد بالإمكان تسميتها عربية )، المستعدة لتقديم المليارات للعم سام والحاخام، في سبيل بدء الحرب على إيران وتحطيم قوتها كما فعلوا قبلا في العراق وسوريا وليبيا واليمن ؟.
- وهل يضمن اللواء صمود النظام، وتماسك الجبهة الداخلية المتعوبة سياسيا واقتصاديا، إذا ما قُرِعَت طبول الحرب وطال أمدها وأمد تبعاتها عسكريا وسياسيا واقتصاديا ؟.
- الواقع يقول، ان ايران لم تظهر قدرة الرد على الضربات الموضعية الموجعة، التي وجهتها لها أمريكا وإسرائيل في الفترة الماضية، وخصوصا بعد جرائم اغتيال العلماء في طهران، والجنرال سليماني في بغداد، ونقاط تمركز القوات الايرانية في سوريا، فكيف لها ان ترد على القوة الجوية والبحرية والبرية الهائلة، المحيطة بها من كل الاتجاهات في حال وقوع حرب شاملة ؟.
أما بالنسبة لمحمود واعظي (رئيس مكتب الرئيس الإيراني) فقد أعلن عن قناعته " بغياب القدرةٍ لدى إسرائيل على شنّ حرب ضدّ إيران " الأمر، الذي يفتقر الى التقييم السليم لواقع الحال، ويدعو الى التذكير بـ "رحم الله إمرأ عرف قدر نفسه".
لا أحد يتمنى الحرب ودمار ايران غير واشنطن وتل أبيب وخليج المتصهينين والمُبتلين بالحقد الطائفي المقيت. فما فعلته أمريكا وحلفائها واذنابها في العراق وسوريا وليبيا واليمن، لم يكن سوى إحلال الدم- قراطية بحجة نشر "الديمقراطية" الكاذبة والتخلص من الدكتاتورية، وهو ما يدعو الى رفض تكرار الجريمة وشجب محاولات تكراها سواء في إيران، أوغيرها .
إن الحل الأمثل للقيادة الإيرانية يتمثل بمراعاة :
1- وقف التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار، ووضع حد لتجاوز الأحزاب والتنظيمات المحسوبة عليها، والعمل على إعادة بناء جسور الثقة، التي هدمتها هذه الأحزاب بسلوكها الأهوج، ونهجها الأعوج، وانحدارها نحو اسفل قاع الطائفية دون الخروج منه.
2- معالجة المشاكل الاقتصادية المتراكمة في الداخل الايراني، والتي تشكل آثارها الواضحة عبئا ثقيلا على حياة المواطنين. فمعالجة القضايا الإقتصادية للبلاد، ستؤدي حتما الى تقوية دعائم الجبهة الداخلية سياسيا، وتُعين على بناء صرح مستقبل أفضل.
3- وقف التصريحات المرفوضة وغير المسؤولة لبعض المسؤولين ورجال الدين، لكونها لا تخدم تنمية العلاقات بين ايران ودول الجوار، التي يجب ان تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ( صرح أحد رجل الدين الايرانيين: "العراق لنا، وسوريا لنا، ولبنان واليمن لنا") .
4- يجب الرد على أي عدوان فورا، اذا توفرت امكانية الرد، وإلا فما معنى عروض ايران بين الحين والآخر، لصناعة الصواريخ المتطورة والغواصات والبوارج الحربية والطائرات المسيرة و...و...الخ، بينما لا نسمع بعد كل عدوان أسرائيلي على مواقعها غير تكرار "احتفاظها بالرد" ووضع حرف السين قبل الفعل المضارع لنقله الى صيغة المستقبل المجهول : سنرد، سنلقن، سنضرب، سندمر ولسان الحال يقول: دخانكم عمانا وطبيخكم ما جانا .
5- لا يحرر فلسطين غير أهلها. وبما أن بعض الخونة الاشرار، قد قبلوا بالخزي والعار، وباعوا ضمائرهم بالشيكل والدولار، وحرَّموا نضال الرجال الأخيار، وخذلوا فلسطين وأهل الدار، لذا فإن التحرير، لا ولن يأتي من إيران، لا سيما بعد ان تصهينت بعض الحكومات العربية وخذلت فلسطين وشعبها المناضل، متجهة نحو إقامة علاقات عسكرية واقتصادية مع العدو .
6- نجحت أمريكا واسرائيل والإعلام العربي الأصفر في شيطنة إيران وتحويلها الى الخطر رقم 1 بدلا من اسرائيل، وفشلت إيران في كبح جماح بعض الميليشيات المتطرفة، وكسب أطراف همشتها لأسباب معروفة. لذا، فإن من الجدير بايران، ان تبذل الجهود الكافية لإظهار وإثبات حسن النوايا، سياسيا واقتصاديا مع جميع مكونات شعوب المنطقة، وليس مع فئات، أو تنظيمات، أو أفراد منها.
7- الأخذ بما ورد أعلاه، سيوفر للشعوب، العمل الدؤوب، لتذليل الخطوب، وعقبات الدروب، وعصف الكروب، وويلات الحروب، بشكل محسوب، لبلوغ المطلوب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه