الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غروب ايديولوجية العروبة ستبدأ من غرب تامازغا (المورك)

كوسلا ابشن

2021 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


منذ بسط الكولونيالية العروبية سيطرتها على بلاد إيمازيغن تامازغا بمساعدة الامبريالية الأوروبية في أواسط القرن الماضي وهي تمارس أبشع إنتهاكات لحقوق الامة الامازيغية, من آلإبادة البيولوجية الى آلإبادة الهوياتية, مع نهج لسياسة التمييز العرقي التي حرمت الامازيغ من ثرواتهم الطبيعية وهمشت ثقافتهم ولغتهم و أخضعتهم لسياسة القمع الممنهج وسلبت منهم سيادتهم على بلادهم, وبقي الامازيغ شعب تحت نير الاحتلال العروبي يعاني من أشد أشكال الاستغلال والفقر وأفضع أنواع الاستبداد.
سياسة التعريب ضمن النظام الابارتهايدي, أقامت بشكل قهري بتغيير هوية الامازيغ, كما أخضعت المجال الترابي الأمازغوفوني الغير المعرب للفقر المدقع بنهب موارده الطبيعية وأرصدته المالية, ولمنع نمو الوعي الذاتي والاجتماعي بين أوساط الامازيغ إنتهجت الكولونيالية جدلية القهر المادي والفكري بالقمع اللاإنساني الى حد الابادة الجماعية للإنسان والقهر الفكري الذاتي والفعل الميداني من جهة ومن جهة آخرى التصدي للوعي الذاتي الثوري بالثقافة النقيضة الرجعية والقمعية بنشر وتوسيع لثقافة الجهل و الأمية والثقافة البدوية و نشر الوعي المغلوط في أوساط القلة المتعلمة بصهرها في الايديولوجية العروبية للزوايا الثقافية والسياسية وخلق جيش من البربر المرتزقة تحارب الهوية الذاتية عوض عن النظام الكولونيالية.
ربيع العروبة الاستعمارية إزدهر في زمن المقيم العام العلوي الحسن الفاشي, في زمن إشتداد القهر القومي والاجتماعي, بإنتهاك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية والسياسية للشعب الامازيغي, و في المقابل وفرت السياسة العرقية قوانين قمعية تبرر القتل والاعتقالات والتهجير القسري و إبتكرت العرقية اللاإنسانية شتى أساليب وأنواع التعذيب و إهانة الذات الإنسانية, كما وفرت السلطة اللقيطة الموارد المالية والقوانين الدستورية الاستعمارية لفرض الهوية الثقافية واللغوية الاستعماريتين في بلاد الامازيغ و مصادرة الاراضي من أصحابها الشرعيين ونهب خيراتها الطبيعية.
سياسة التمييز العرقي التي إنتهجتها السلطة الكولونيالية للفصل المجالي التنموي بين الشعب الامازيغي الغير المعرب (المورك الغير النافع) و بين البربر المتحولون هوياتيا( المورك النافع),بين منطقة القمع والتفقير والاستغلال والأمية و تكريس التخلف ومنطقة النقيض المستفيدة من الهيكلة الاقتصادية بالاستثمارات السخية في مجالات البنية التحتية والبنية الفوقية.
سياسة التمييز العرقي خلقت أوضاع مزرية من التفقير والاستغلال والتجهيل والتزييف والقمع, رغم قوة هذا الوضع في إعاقة نمو الوعي الذاتي الامازيغي للتطور من الحالة الجنينية الى حالة تحطيم أغلال العبودية, إلا أن من هذا الواقع المأساوي للمجتمع الأمازيغي, من سجون القهر والعار سطعت شمس الحرية تقتحم الغيوم الراكدة المغطية لسماء تامازغا, من المعانات خرج صوت الحر يدوي في أرض ايمازيغن, يعلن عن إنتمائه لهويته الامازيغية والرافض للهويات الزائفة التي كرستها الانظمة الاستعمارية, وكرونولوجية الانتفاضات الشعبية الامازيغية, خصوصا في الألفية الثالثة ( تازة, صفرو, أيت بعمران, تينغيرت, جرادة, الريف), متمثلة بالفعل المؤكد للمد الثوري الامازيغي النابع من غرب تامازغا, وتؤكد بداية غروب العروبة الاستعمارية, التي سيستكمل عودتها الحتمية و المنطقية الى جغرافيتها الطبيعية, النضال الواعي والثوري للجماهير الشعبية الامازيغية.
هذه الإنتفاضات الشعبية قد وصل صداها الى كل بقاع العالم, وقد سمع العالم (و منهم لأول مرة) بالأمة الأمازيغية الرازخة تحت نير النظام الكولونيالي العروبي, و بفضلها إمتد التضامن الاممي الى أصقاع العالم. بالنضال السياسي الديبلوماسي وبالنضال الميداني الفعال, الجدلية الحقة من ستعجل من حفر قبر العروبة الاستعمارية في بلاد الامازيغ.
تكثيف النضال على مستوى الداخلي لتامازغا وكذا تكثيف الجهود على المستوى الدولي لفضح وتعرية الزيف الاستعماري وسياسته العرقية المنتهكة لحقوق الانسان وقواعد القانون الدولي, و حق الإلتجاء الى المحافل الدولية وخصوصا لجان الأمم المتحدة لكسب التضامن والتأييد والدعم الدولي للقضية الامازيغية المشروعة والعادلة, بوضع حد لممارسات الوحشية والدموية للنظام الكولونيالي, والحد من نهب ثروات البلد و تهريب أموال الشعب الى الخارج , ودعم حق الامازيغ في التحرر من الكولونيالية العروبية وبناء الدولة المستقلة.
غروب العروبة بدأ يقترب أكثر فأكثر, رغم جهود النظام الكولونيالي بضخ الحياة في الجسد الشبه الميت, من خلال الهروب الى الامام من جهة بإبتكار النظام الكولونيالي للأساليب الفاشستية الجديدة القمعية المادية والفكرية, ومن جهة آخرى التعويل على بعض التنازلات الأليمة بهدف إحتواء القضية الامازيغية وإرجاعها الى زمن السكون والجمود. هذه المحاولات البائسة الناتجة عن الخوف من القضية الامازيغية, ترمي بالأساس الى تشتيت صفوف الحركة الامازيغية وحرمانها من قوة وحدتها وتأثيرها في الأوساط الجماهير الشعبية و تحريف وعيها الذاتي وتحييد الامازيغ عن درب النضال التحرري, إلا ان مثل هذه المحاولات قد تلبي مصالح بعض الإنتهازيين والوصوليين من متسلقي الهرم الطبقي, لكنها لا تستطيع تحطيم الصلابة الإرادية للجماهير الشعبية المؤمنة بقضيتها المشروعة, ولم تعد الإجراءات الجزئية تجدي في فرملة نضال الحركة الامازيغية المناضلة ووقف الزحف الثوري التحرري العضوي والجدلي بين مهام التحرر القومي والتحرري الإجتماعي. فلا القمع الوحشي الدموي الى حد الإبادة, ولا إنتهاك إنسانية الانسان الامازيغي داخل معتقلات العروبة الاستعمارية, قادران عن وقف النضال الثوري الأمازيغي, ولا التنازلات الجزئية قادرة على أن تكون بديل عن التحرر من هيمنة العروبة العرقية و لا يمكن أن تكون كذلك بديلا لبناء دولة قيم تيموزغا المتحررة والمستقلة. واقعية وشرعية المشروع الامازيغي التحرري قد أدخل العروبة العرقية الاستعمارية في مأزق الوجودي بين بداية نهايتها من المسرح التاريخي لبلاد الامازيغ و بين حتمية رجوعها الى الركوض والهدوء نشأتها الطفولية النجدية-الحجازية.
إقتصر الموضوع عن غرب تامازغا (المورك), إلا أن الواقع الامازيغي في كافة بلاد الامازيغ قد تغير كثيرا منذ 2011, بفعل إنفجار الانتفاضات الشعبية التي خلقت واقع جديد منذ رفع العلم الامازيغي على باب العزيزية بليبيا و فرض التسيير الذاتي المجالي و الإعتراف الرسمي بالهوية واللغة الامازيغيتين بدزاير و الإعتراف الضمني بالجمعيات الثقافية بتانيس.
الأكيد أن تناولنا للعروبة ليس في شكلها الإثنو- ثقافي كهوية شعب الحجاز والنجد والذي يبعدنا آلاف الكيلومترات, وإنما نرفض و ننتقد العروبة المؤدلجة العرقية المفروضة قهريا و تعسفا على الأمة الامازيغية في بلادها تامازغا (شمال افريقيا), نرفض العروبة الاستعمارية أن تكون بديل لهويتنا الثقافية الامازيغية, ولذا من حقنا الطبيعي أن نناضل و نكافح ضد العروبة القهرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العروبة ايديولوجية مستعارة
عبد الله اغونان ( 2021 / 2 / 10 - 18:31 )
خاصة من القوميات الأروبية وجل من نظر لها في البداية مسيحيون من سوريا ولبنان
العروبة ليست هوية بل الإسلام الجامع بين اثنيات وعرقيات عديدة وقد تعربت شعوب بفضل الدين ونبغ علماء كتبوا بالعربية بل هم من قعدوا قواعدها منهم في كل الأعراق
ومنهم الأمازيغ فعندما نجد أجروم كعالم نحو في العربية يشبه سيبويه الفارسي
أما الكلام عن كيان وهمي يدعى تمزغا
الأمازيغ الى الآن لايشكلون شعبا ذا وعي فهم حتى الفئة الواعية منهم يوجدون في كل الأحزاب ومع كل الأنظمة العربية كان الشيخ الراحل عبد السلام ياسين ؤسس جماعة العدل والإحسان أمازيغيا وكتب كتاب موجه الى العناصر العرقية من أهله سماه = حوار مع صديقي الأمازيغي
ورئيس الحكومة الآن بالمغرب امازيغي اسمه سعد الدين العثماني
الهوية الحقيقية هي ما يجمعنا الدين والوطن


2 - الرد الى اغونان
كوسلا ابشن ( 2021 / 2 / 10 - 18:59 )
العروبة هي هوية قومية للعرب الحقيقيين, وهي إيديولوجية إستعمارية قهرية في بلاد الامازيغ
الاسلام هو معتقد ديني وليس هوية إثنو-ثقافي, وإذا كنت تجهل هذا فإسئل أبوك العربي بالتبني (العربي الحقيقي)
السوال: ماذا يجمع الباكستاني المسلم بالعربي السعودي أو بالامازيغي؟ الجواب إلا الصلاة والقبلة ما عداه لا شيئ, لا الجغرافية ولا اللغة ولا الثقافة. الاديان تتغير أما الجغرافية فهي الثابت.
الحركة الرجعية الاسلامية لا علاقة لها بالثقافة الامازيغية ولا بالوجود الامازيغي, البربري ياسين كان عدو الثقافة واللغة الأمازيغيتين
إن قرأت حوار مع صديقي الامازيغي, كان عليك أن تقرأ رد الأستاذ شفيق: حوار مع صديقي المسلم
والبربري العثماني لا يختلف عن أخوه في البربرية ياسين
و السؤال الثاني لماذا عرب الاسلام الشعوب الغير العربية وجعلهم عرب, أليس الاسلام دين العالمين كما تقولون؟ أم أن الله هو من عرق عربي ولهذا فضل العرب عن جميع الأمم؟


3 - من الجاهلية الي الاسلام
محمد البدري ( 2021 / 2 / 10 - 20:24 )
شكرا للفاضل كوسلا ابشن
التمييز في كل شئ هي آفة اساسية في ثقافة العروبة والاسلام تكمن جذورها في اصل ما يسمي عرب اي في جاهليتهم في موطنهم الجغرافي بصحراء جزيرة العرب.
بتفاخر شعراء الجاهلية بهويتهم العنصرية كما في شعر عمرو ابن كلثوم يقول: إذا بَلَغَ الرَّضِيعُ لَنَا فِطاماً .... تَخِرُّ لَهُ الجَبابِرُ ساجِدِينا، استعلاءا وتميزاعلي القبائل الاخري من اقوام ثم ياتي نبي الاسلام كشاعر فاشل ليمجد العروبة ولغتها بقوله إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وينقل التمييز والاستعلاء بوضع قاعدة بلهاء اسمها مؤمن وكافر فيقسم ويستعلي علي من اعتبرهم قبيلة الكفار ويستحل اموالهم ونساؤهم وهويتهم بصبغها بالعروبة ذات الاصل الجاهلي.
همذا اصبحت العروبة معبرا من جاهلية قديمة الي جاهلية جديدة يرعاها الله بإنتهاك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية والسياسية للشعوب خارج جزيرة العرب.
نفض هذه الافة وملحقاتها الدينية امر حتمي علي من يريد اللحاق بالحضارة.
تحياتي وشكر جزيل لك



4 - الرد الى الأخ محمد البدري
كوسلا ابشن ( 2021 / 2 / 10 - 21:20 )
كما قلت الأخ البدري التفكير البدوي القبلي هو منغلق داخل إطار القبيلة يمجد القبيلة والنسب القبلي والاسلام هو منتوج من أفكار و مرجعيات مختلفة تعايشت في ما يسمى بالشرق الاوسط, وجمعت في فترة تاريخية محددة في وعاء البدوي(الأعرابي) القبلي, والتفكير القبلي كما أشرت هو تفكير متعصب للقبيلة ولهذا نجد الاسلام الاعرابي كذلك متعصب للقبيلة الكبيرة (الاعراب) ولغة الاعراب(بدو الحجاز والنجد), و التزمت ينتج الكراهية وإستصغار الآخر ومحاربته الى حد إبادته وسبي فتياته وإستعباد هذا الاخر المسالم.
العروبة هوية العرب كلمة مستحدثة و من أعراب و أصلها أرامي - عبري وتعني باللغة العربية, البدو إذا فالعروبة فعلا ثقافة البدو
نحن كشعوب مختلفة لا نعارض ثقافة الحجاز في موطنها, المشكلة عندما تفرض على هذه الشعوب هذه الثقافة المتمثلة في الاسلام المتخلف, هذه الايديولوجية الرجعية التي آبادة شعوب وحضارات وثقافات وأرجعت أوطان الشعوب المحتلة الى العصور الحجرية
شكرا الأخ البدري على المرور

اخر الافلام

.. هكذا اعترف عمار لريم بحبه لها ????


.. مصر: طبيبات يكسرن تابو العلاج الجنسي! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. كندا: حرائق تحت الثلج! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مارين لوبان: بإمكاننا الفوز بهذه الانتخابات وإخراج فرنسا من




.. أكثر من 3 تريليونات دولار.. لماذا هذه الاستثمارات الضخمة في