الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفعل الصحراوي 2

فارس تركي محمود

2021 / 2 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كذلك تناول ابن خلدون في مقدمته الشهيرة صفات العرب وأحوالهم فقال : " إنهم بطبيعة التوحش الذي فيهم أهل انتهاب وعبث ، ينتهبون ما قدروا عليه من غير مغالبة ولا ركوب خطر ، ويفرون إلى منتجعهم بالقفر ، ولا يذهبون إلى المزاحفة والمحاربة إلا إذا دفعوا بذلك عن أنفسهم . فكل معقل أو مستصعب عليهم فهم تاركوه إلى ما يسهل عنه ، ولا يعرضون له . والقبائل الممتنعة عليهم بأوعار الجبال بمنجاة من عبثهم وفسادهم ، لأنهم لا يتسنمون إليهم الهضاب ، ولا يركبون الصعاب ولا يحاولون الخطر . وأما البسائط متى اقتدروا عليها بفقدان الحامية وضعف الدولة فهي نهب لهم وطعمة لأكلهم ، يرددون عليها الغارة والنهب والزحف لسهولتها عليهم . . . ، ثم يتعاورونهم باختلاف الأيدي وانحراف السياسة ، إلى أن ينقرض عمرانهم . . . والعرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب والسبب في ذلك أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقاً وجبلة •، وكان عندهم ملذوذاً لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم ، وعدم الانقياد للسياسة . وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له . فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة والتغلب وذلك مناقض للسكون الذي به العمران ومناف له . فالحجر مثلاً إنما حاجتهم إليه لنصبه أثافي للقدر، فينقلونه من المباني ويخربونها عليه ، ويعدونه لذلك . والخشب أيضاً إنما حاجتهم إليه ليعمدوا به خيامهم ويتخذوا الأوتاد منه لبيوتهم فيخربون السقف عليه لذلك . فصارت طبيعة وجودهم منافية للبناء الذي هو أصل العمران . هذا في حالهم على العموم .
وأيضاً فطبيعتهم انتهاب ما في أيدي الناس ، وأن رزقهم في ظلال رماحهم ، وليس عندهم في أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه ، بل كلما امتدت أعينهم إلى مال أو متاع أو ماعون انتهبوه . فإذا تم اقتدارهم على ذلك بالتغلب والملك بطلت السياسة في حفظ أموال الناس وخرب العمران . وأيضاً فلأنهم يتلفون على أهل الأعمال من الصنائع والحرف أعمالهم ، لا يرون لها قيمة ولا قسطاً من الأجر والثمن ، والأعمال كما سنذكره هي أصل المكاسب وحقيقتها ، وإذا فسدت الأعمال وصارت مجاناً ، ضعفت الآمال في المكاسب ، وانقبضت الأيدي عن العمل ، وفسد العمران .
وأيضاً فإنهم ليست لهم عناية بالأحكام وزجر الناس عن المفاسد ودفاع بعضهم عن بعض ، إنما همهم ما يأخذونه من أموال الناس نهباً أو مغرماً ، فإذا توصلوا إلى ذلك وحصلوا عليه أعرضوا عما بعده من تسديد أحوالهم والنظر في مصالحهم وقهر بعضهم عن أغراض المفاسد . وربما فرضوا العقوبات في الأموال حرصاً على تحصيل الفائدة والجباية والاستكثار منها كما هو شأنهم، وذلك ليس بمغن في دفع المفاسد وزجر المتعرض لها، بل يكون ذلك زائداً فيها لاستسهال الغرم في جانب حصول الغرض ، فتبقى الرعايا في ملكتهم كأنها فوضى دون حكم . والفوضى مهلكة للبشر مفسدة للعمران . . . وأيضاً فهم منافسون في الرياسة وقل أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره ولو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته إلا في الأقل . . . ، فيتعدد الحكام منهم والأمراء، وتختلف الأيدي وتختلف الأيدي على الرعية والأحكام ، فيفسد العمران وينتقض. وانظر إلى ما ملكوه وتغلبوا عليه من الأوطان من لدن الخليقة كيف تقوض عمرانه ، وأقفر ساكنه ، وبدلت الأرض فيه غير الأرض : فاليمن قرارهم خراب إلا قليلاً من الأمصار وعراق العرب كذلك قد خرب عمرانه الذي كان للفرس أجمع ، والشام لهذا العهد كذلك. . . وهم لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة والسبب في ذلك أنهم لخلق التوحش الذي فيهم أصعب الأمم انقياداً بعضهم لبعض للغلظة والأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرياسة، فقلما تجتمع أهواؤهم . فإذا كان الدين بالنبوة أو الولاية كان الوازع لهم من أنفسهم وذهب خلق الكبر والمنافسة منهم فسهل انقيادهم واجتماعهم، " . وعندما تحدث ابن خلدون عن علاقة العرب بالصناعات والعلوم قال " . . . وهم أبعد الناس عن الصنائع لأنهم أعرق في البدو وأبعد عن العمرات الحضري وما يدعو اليه من الصنائع وغيرها ، ولهذا نجد أوطان العرب وما ملكوه في الاسلام قليلة الصنائع بالجملة حتى تجلب من قطر آخر. . . وهم أبعد الناس عن العلوم لأن العلوم ذات ملكات محتاجة إلى التعليم فاندرجت في جملة الصنائع والعرب أبعد الناس عنها كما قدمنا ، فصارت العلوم لذلك حضرية وبَعُد العرب عنها وعن سوقها ، والحضر لذلك العهد هم العجم أو من في معناهم من الموالي . . . ولذلك كان حملة العلم في الإسلام أكثرهم العجم أو المستعجمون باللغة والمربى . . . " . ويضيف ابن خلدون قائلاً : " وهم مع ذلك أسرع الناس قبولاً للحق والهدى لسلامة طباعهم من عوج الملكات وبراءتها من ذميم الأخلاق، إلا ما كان من خلق التوحش القريب المعاناة المتهيئ لقبول الخير، ببقائه على الفطرة الأولى، وبعده عما ينطبع في النفوس من قبيح العوائد وسوء الملكات . . . . وهم أقرب إلى الشجاعة من غيرهم لتفردهم عن المجتمع ، وتوحشهم في الضواحي ، وبعدهم عن الحامية ، وانتباذهم عن الأسوار والأبواب قائمون بالمدافعة عن أنفسهم ، لا يكلونها إلى سواهم ، ولا يثقون فيها بغيرهم . فهم دائماً يحملون السلاح ويتلفتون عن كل جانب في الطرق ، ويتجافون عن الهجوع إلا غراراً في المجالس وعلى الرحال وفوق الأقتاب ، ويتوجسون للنبآت والهيعات ، ويتفردون في القفر والبيداء ، مدلين ببأسهم ، واثقين بأنفسهم قد صار لهم البأس خلقاً والشجاعة سجية يرجعون إليها متى دعاهم داع أو استنفرهم صارخ . ولهذا نجد المتوحشين من العرب أهل البدو أشد بأساً ممن تأخذه الأحكام . . . " .
ومن الكتَّاب الذين تناولوا العقلية العربية بالبحث والتحليل احمد أمين في كتابه فجر الإسلام إذ تحدث عما أسماه بضعف التعليل ، وعنى بذلك عدم القدرة على فهم الارتباط بين العلة والمعلول والسبب والمسبب فهما تاما ، فنراه يقول : " يمرض أحدهم ويألم من مرضه ، فيصفون له علاجًا ، فيفهم نوعًا من الارتباط بين الدواء والداء ، ولكن لا يفهمه فهم العقل الدقيق الذي يتفلسف ، يفهم أن عادة القبيلة أن تتناول هذا الدواء عند هذا الداء ، وهذا كل شيء في نظره ، لهذا لا يرى عقله بأسا من أن يعتقد أن دم الرئيس يشفي من الكَلَب ، أو أن سبب المرض روح شرير حلّ فيه فيداويه بما يطرد هذه الأرواح ، أو أنه إذا خيف على الرجل الجنون نجسوه بتعليق الأقذار وعظام الموتى إلى كثير من أمثال ذلك ، ولا يستنكر شيئا من ذلك ما دامت القبيلة تفعله ، لأن منشأ الاستنكار دقة النظر والقدرة على بحث المرض وأسبابه وعوارضه ، وما يزيل هذه العوارض . ثم أورد أمثلة للاستدلال بها على ضعف التعليل ، مثل قولهم بخراب سدّ مأرب بسب جرذان حُمْر، ومثل قصة قتل النعمان لسِنمّار بسبب آجُرّة وضعها سِنِمار في أساس قصر الخورنق ، لو زالت سقط القصر .
ثم تحدث عن مظهر آخر من مظاهر العقلية العربية ، لاحظه بعض المستشرقين ووافقهم هو عليه ، هو: أن طبيعة العقل العربي لا تنظر إلى الأشياء نظرة عامة شاملة ، وليس في استطاعتها ذلك . فالعربي لم ينظر إلى العالم نظرة عامة شاملة كما فعل اليوناني ، بل كان يطوف فيما حوله ، فإذا رأى منظرًا خاصًا أعجبه تحرك له ، وجاس صدره بالبيت أو الأبيات من الشعر أو الحكمة أو المثل ، فأما نظرة شاملة وتحليل دقيق لأسسه وعوارضه فذلك ما لا يتفق والعقل العربي . وفوق هذا هو إذا نظر إلى الشيء الواحد لا يستغرقه بفكره ، بل يقف فيه على مواطن خاصة تستثير عجبه ؛ فهو إذا وقف أمام شجرة لا ينظر إليها ككل إنما يستوقف نظره شيء خاص فيها ، كاستواء ساقها أو جمال أغصانها ، وإذا كان أمام بستان ، لا يحيطه بنظره ، ولا يلتقطه ذهنه كما تلتقطه "الفوتوغرافيا" ، إنما يكون كالنحلة ، يطير من زهرة إلى زهرة ، فيرتشف من كل رشفة. . . إن هذه الخاصة في العقل العربي هي السر الذي يكشف ما ترى في أدب العرب - حتى في العصور الإسلامية - من نقص وما ترى فيه من جمال . . . وعلى الجملة فالعقل اليوناني مثلاً إن نظر إلى شيء نظر إليه ككل يبحثه ويحلله ، والعقل العربي يطوف حوله فيقع منه على درر مختلفة الانواع لا ينظمها عقد . . . فالعربي لم ينظر إلى العالم نظرة عامة شاملة كما فعل اليوناني مثلا ً . لقد ألقى اليوناني – أول ما تفلسف – نظرة عامة على العالم فسأل نفسه : كيف برز هذا العالم إلى الوجود ؟ إني أرى هذا العالم جم التغيير كثير التقلب ! أفليس وراء هذه التغيرات أساس واحد ثابت ؟ وإذا كان فما هو ؟ الماء أم الهواء أم النار ؟ وأرى العالم كله كالشيء الواحد يتصل بعضه ببعض وهو خاضع لقوانين ثابتة ، فما هو هذا النظام ، وكيف نشأ ، وممّ وجد ؟ . هذه الاسئلة وأمثالها وجهها اليوناني إلى نفسه فكانت أساس فلسفته . أما العربي فلم يتجه نظره هذا الاتجاه حتى ولا بعد الإسلام ، بل كان يطوف فيما حوله فإذا رأى منظراً خاصاً أعجبه تحرك له وجاش صدره بالبيت أو الأبيات من الشعر أو الحكمة أو الأمثال . ويستنتج احمد امين من ذلك كله أن العرب لم يكونوا يحسنون تعليل الحوادث ولا يربطون النتائج بالأسباب وهذا ما أدى إلى انتشار الكهانة والعرافة والعيافة بينهم والاعتماد عليها في معرفة الحوادث الماضية ، وعلى الرغم من وجود مثل هذه الأمور لدى كل الأمم مهما رقيت ومهما تفلسفت ، إلا أن كتب الأدب العربي تدل على أن هذه العقائد كانت عقائد عامة الشعب لا أفراد شواذ ، وأن الكهانة وأمثالها تكاد تكون نظاماً مقرراً لكل قبيلة من قبائلهم .
ويشير أحمد أمين إلى أن العربي عصبي المزاج ، سريع الغضب يهيج للشيء التافه ثم لا يقف في هياجه عند حد وهو اشد هياجاً إذا جرحت كرامته ، أو انتهكت حرمة قبيلته ، ، وإذا إهتاج أسرع إلى السيف واحتكم إليه ، حتى أفنتهم الحروب ، وحتى صارت الحرب نظامهم المألوف ، وحياتهم اليومية المعتادة ، خيالهم محدود وغير متنوع ، ولديهم ميل للحرية لا يحدها حدود ، ولكن الذي فهموه من الحرية الحرية الشخصية لا الحرية الاجتماعية ، فهم لا يدينون بالطاعة لرئيس ولا حاكم والعربي يحب المساواة ولكنها مساواة في حدود القبيلة وهو مع حب المساواة كبير الاعتداد بقبيلته ثم بجنسه ويشعر في اعماق نفسه بأنه من دم ممتاز .
وتطرق إلى تأثر البيئة الصحراوية في الشخصية العربية فذكر أنها أثرت في النفوس فجعلتها تشعر أنها وحدها تجاه طبيعة قاسية ، تقابلها وجهًا لوجه ، لا حول لها ولا قوة ، لا مزروعات واسعة ، ولا أشجار باسقة ، تطلع الشمس فلا ظلّ ، ويطلع القمر والنجوم فلا حائل ، تبعث الشمس أشعتها المحرقة القاسية فتصيب أعماق نخاعه ، ويسطع القمر فيرسل أشعته الفضية الوادعة فتبهر لبّه ، وتتألق النجوم في السماء فتملك عليه نفسه ، وتعصف الرياح العاتية فتدمر كل ما أتت عليه . أمام هذه الطبيعة القوية ، والطبيعة الجميلة ، والطبيعة القاسية ، تهرع النفوس الحساسة إلى رحمن رحيم ، وإلى بارئ مصور وإلى حفيظ مغيث ، إلى الله . ولعلّ هذا هو السر في أن الديانات الثلاث التي يدين بها أكثر العالم ، وهي اليهودية والنصرانية والإسلام نبعت من صحراء سيناء وفلسطين وصحراء العرب .
والبيئة الطبيعية أيضا هي التي أثرت – برأيه - في طبع العربي ومزاجه ، فجعلته كئيبًا صارمًا يغلب عليه الوجد ، موسيقاه ذات نغمة واحدة متكررة عابسة حزينة ، ولغته غنية بالألفاظ إذا كانت تلك الألفاظ من ضروريات الحياة في المعيشة البدوية ، وشعره ذو حدود معينة مرسومة ، وقوانينه تقاليد القبيلة وعُرف الناس ، وهي التي جعلته كريما على فقره ، يبذل نفسه في سبيل الدفاع عن حمى قبيلته . وعن ذوبان الفرد بقيلته أشار أحمد أمين إلى أنك تشعر حين تقرأ الشعر الجاهلي أن شخصية الشاعر اندمجت في قبيلته حتى كانه لم يشعر لنفسه بوجود خاص ، وإنك لتتبين هذا بجلاء في معلقة عمرو ابن كلثوم ، وقل أن تعثر على شعر ظهرت فيه شخصية الشاعر ، ووصف ما يشعر به وجدانه ، وأظهر فيه أنه يحس لنفسه بوجود مستقل عن قبيلته .
أما المؤرخ والفيلسوف الامريكي ول ديورانت فذكر أن مهد الجنس السامي ومرباه جزيرة العرب ، فمن هذا الصقع الجدب حيث ينمو الإنسان شديداً عنيفاً ، وحيث لا يكاد ينمو نبات على الإطلاق ، تدفقت موجة في إثر موجة في هجرات متتابعة من خلائق أقوياء شديدي البأس لا يهابون الردى ، بعد أن وجدوا أن الصحراء والواحات لا تكفيهم ، فكان لابد لهم أن يفتتحوا بسواعدهم مكاناً خصباً ظليلاً يعولهم ويقوم بأودهم . فأما من بقي منهم في بلادهم فقد أوجدوا حضارة العرب والبدو، وأنشئوا الأسرة الأبوية وما تتطلبه من طاعة وصرامة خلقية ، وتخلقوا بالجبرية وليدة البيئة الشاقة الضنينة ، والشجاعة العمياء . . . ولم يعنوا بالفنون وملاذ الحياة لأنهم كانوا يرونها خليقة بالنساء ومن أسباب الضعف والانحلال . . . ولقد بقي هؤلاء الأقوام آلاف السنين يحيون حياتهم الخاصة بهم ، محافظين على عاداتهم وأخلاقهم ، متمسكين بآرائهم ، ولا يزالون إلى اليوم كما كانوا في أيام كيوبس وجوديا . ولقد شهدوا مئات الممالك تقوم وتفنى من حولهم ، ولا تزال أرضهم مِلكاً لهم يعضون عليها بالنواجذ ، ويحمونها من أن تطأها الأقدام الدنسة أو تنظر إليها الأعين الغريبة . . . .
إن هذه الكتابات والآراء التي حاولت أن تحلل الشخصية العربية وترصد أبرز صفاتها تضمنت بشكل أو بآخر كل السمات المميزة لأبناء المجتمع البدائي كالعقل الجمعي والديكتاتورية والروح الحربية القتالية وهيمنة المنهج الوعظي الخطابي والعقلية البدائية ، معتبرة أنها سمات لصيقة بالشخصية العربية ومميزة لها ، مما يدل على الحضور الطاغي لتلك السمات بحيث لا يمكن أن تخطئها العين أو يتم تجاهلها ، وبحيث أن الباحث والمدقق يستطيع وبجهدٍ بسيط أن يرصدها ويلحظ وجودها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها