الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة جد

ابتسام يوسف الطاهر

2006 / 7 / 25
الادب والفن


"حاولي ان تعيدي كتابتها, عملية تشذيب فقط, فكثير مانستطرد فتصبح الجمل مكررة, فلابد من الاعادة للتصحيح او للاضافة".
كنت اتاملها بشرود وهي تستطرد بالنصائح ولم تكن بي رغبة لاقاطعها, فشعرت ان حماسها ربما كان من حالة حرج, خاصة وهي التي اقترحت علي ان ازودها بما اكتب لنشره بعد ان اعجبتها القصة هذه بالذات. معها حق طبعا بماقالت, فكثير ماتأتي الفكرة, فيتسابق القلم مع الجمل للسيطرة عليها, فنجد احيانا الجمل مبتورة, النصف الذي كتب على عجل يبحث عن النصف الاخر الذي بقي مسطرا في عالم الفكرة ذاتها. مع ذلك أكره فكرة الاعادة, فلا يمكن ان اعيد لحظة الكتابة, لحظة تشبه الحمى, شعور بالنشوة والتجلي. فالهث راكضة للحاق بتلك الكلمات او الافكار, حتى اصل النهاية, حينها تنتابني حالة من الفرح كمن يرى صفوفا وقفت لتحييه.
كيف لي ان اعيد كل ذلك مرة اخرى؟

قلت لها بعد لحظة صمت" هل تستسيغي مضغ لقمة اكثر من مرة, حتى لاكلتك المفضلة؟"
قالت بنفاذ صبر "الأمر يرجع لك, فانا لاارى اي وجه للشبه بين الاكل والكتابة. اكبر الشعراء والادباء يعيدوا مايكتبوا مرات ومرات, ليأتي انتاجهم صافيا نقيا خاليا من الشوائب, كالذهب".
تشبيه جميل , لكني نقيت تلك القصة وشذبتها حتى صارت قصة قصيرة جدا, وحسب رأيها كان انطباعهم عنها جيد جدا, لماذا غيروا رايهم فيما بعد" القصة قصيرة جدا" لو قالوا انها طويلة, والمساحة لاتسمح بنشرها لكان العذر معقول!
لابد انه انا ....انا السبب, كيف فاتني ذلك, فقد رفضت طلبهم بارفاق صورة لي مع القصة, فطلبوا مقابلتي!

خرجت من المكتب على عجل, دون اي تعقيب, بل كأنها لم تكن هناك . فاسرعت وكاني اخاف ضياع فكرة خطرت توا. فحثثت الخطا قبل ان أغير رأيي.
استلفت من اختي مبلغا من المال, على ان اعيده بعد نجاح خطتي.
وهرعت لاحدث صالون حلاقة, ليصففوا شعري ويصبغوا بعض خصلاته, ويضعوا شئ من الماكياج مقابل مبلغ من المال, ماكنت افكر بدفعه لهكذا سبب من قبل!
ثم اتجهت لاقرب استوديو للتصوير, لاجد نفسي بعدها امام صور لامرأة اخرى لاتشبهني كثيرا. شعرت بمغص, وانتابني احساس من يلبس باروكة ويمشي في مهب الريح.
مع ذلك صممت على فكرتي. لم اكن متحمسة للنشر, لكن حاجتي لبعض المال, وملاحظتي لما ينشر من الغث الكثير, دفعتني للمحاولة.
اخذت الاوراق وكأي موظف قلّبت الصفحات على عجل غيرت العنوان فقط, ووضعت اسم وعنوان اختي, وارفقتها باحلى الصور, من التي ابدو فيها وكاني غارقة بالتفكير غير مبالية بالكامرة.
لم يمض اسبوع حتى ظهرت صورتي بحجم كبير ومعها القصة القصيرة جدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان