الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طقم اسنان 2

علي العجولي

2021 / 2 / 10
الادب والفن


كنت اعتقد ان مظهر عدم القبول او الرفض الذي اظهرته في تصرفي على ما اقترحته زوجتي حول تركيبي طقم اسنان من قبل ابنت ابن عمتها هو ارضاء لها لا اكثر وان الكلام فيه سينتهي بانتها جلستنا في تلك اللحظه التي طرحت فيه مقترحها لكن يبدو ان الامر لم يعد كذلك فقد بداءت تزن كالنحل على افكاري بما تطرحه من حسنات وفضائل يمكن الحصول عليها في حالة موافقتي على ان تعمل لي قريبتها طقم الاسنان الصناعيه .. فالطالب كما قالت.. لايفكر كم سيجني من المال من جراء عمله فهو لم يقع بعد بخطيئه (اجمع المال وانت شاب يغنيك عن العوز والحاجه وانت شيخ كبير )نظرت اليها ضاحكا وقلت.
مرحومة الوالدين الشعار عندنا هذه الايام اجمع المال من المهد الى اللحد لانهم يعملون بالقاعده التي اوجدوها ..(الماعنده فلس مايسوه فلس ) .
لكنها لم تقتنع بما قلت .. واستمرت بتعداد فضائل عمل قريبتها و زملائها ..الطالب يجعل جل اهتمامه في انجاز عمله لان مقياس تفوقه ونجاحه يتوقف على مدى اجادته لعمله فهو يعتبر تدريب واختبار..
والضحيه انا وامثالي ممن يقع بيدين غير خبيرتين لتصول وتجول في فمه رددت عليها.
ان العمل يتم باشراف اساتذه تخصصيين ان لم يكن بايدهم .
ردت بنبرتها التي لا تعرف اهي غاضبه ام هادئه.
سكت وسكتت لكنها كانت تتفحصني بنظره كأنها تراني لاول مره .. وانا اشد ما اخشى ما يحل على رأسي بعد هذه النظره التي لا تعرف اهي الغضب ام الترقب ام الهدوء الذي يسبق العاصفه كنت في السابق اترك البيت متعللا بعمل ما خارج البيت لحين هدوء العاصفه
قلت في نفسي ..الامر لزوجتي اولا واخيرا فلاجرب ولا اعتقد ان خسارتي ستكون اكبر مما انا فيه. قلت في نفسي وكأنني اجد مبررا لانصياعي وخنوعي لرغبة زوجتي صاحبة الجلاله وقد اخطأ من اسمى الزوجات بوزير الداخليه فهن كل شيئ.
مرة الجلسة الاولى بسلام ..تاريخي المرضي وعمري وكيف سقطت اسناني ثم بداءت الطبعه ولم تكن مؤذيه اوفيها شيئ من العذاب وفعلا كان العمل يتم بيد واشراف الاساتذه وبعد اسبوعين اتصلت قريبة زوجتي وقالت.عمو اذا تكدر غدا الساعة التاسعه صباحا الجلسه الثانيه تذمرت وتحوقلت واستعنت بالله على ما ينتظرني .
وذهبت في صباح اليوم الثاني وقلبي يخفق خوفا ثم بداء العمل حيث قالت عمو اليوم ناخذ الطبعه فوافقت مستسلما فانا كل الخروف الذي يذهب به الى المجزره .
قلت .. ان شاء الله..جاءت المعيده مع قريبة زوجتي وبدأتا بصنع الطبعه وقد استغرق صنعها وقت رأيته طويلا جدا كانت تتفنن بصنع الكبعه لكني لم اعترض ولم ادلو باي رأي فانا حاله مرضيه وطبيب الاسنان (يشك اكبر حلك)كما يقول العراقيين وبدأءت الطبيه المعيده فقالت افتح فمك ووضعت ما صنعت في فمي وضفطت بيدين اقسم ان ضغط يديها على عظام فكي الواهنه من حمل السنين كانها مفك الانابيب او (المنكنه )ثم سمعتها تطلب من قريبة زوجتي ان تحدد الوقت قائله يجب ان تستمرين لمدة ربع ساعة لكي تحصلي على طبعه جيده ولوكان الدكتور عبود الشالجي موجودا لاضافه ماجرى لي الى موسعته المسماة موسوعة العذاب والتي ذكر فيها كل ادوات التعذيب واساليبها من قلع الاضافر وسبل العيون وتهشيم الاطراف وقلع الاسنان لاضافة طبعة صناعة طقم الاسنان لشدة الالم الذي حصلت عليه ..طفرت الدموع من عيني ودفعت بيدها من شدة الالم لكن لا حول لي ولاقوه وما ان انتهت الجلسة الا ووضعت في بالي اني ساطحن عظام زوجتي عند وصولي الى البيت لكني تذكرت ان اخيها هو من يرافقني فنظرت اليها نظره تحمل كل ما مررت به من وجع.
وسمعتها تسأل همسا..مالذي حدث
لم اسمع رد اخيها.
لكني اعترفت في فرارة نفسي ان ما مررت به هو عقوبه انا صنعت اسبابها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا