الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكثرية الصوت الواحد والديمقراطية - المُرقعة -

محيي الدين محروس

2021 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ثقافة الديمقراطية لا تأتي بين ليلةٍ وضُحاها، بل هي عملية تاريخية - اقتصادية - اجتماعية ثقافية معقدة وطويلة.
وللأسف يقتصر العديد من الناس في مفهومهم للديمقراطية من خلال تعريفها اللغوي فقط: حكم الأغلبية!
بينما تعريفها السياسي الأوسع: هو حكم الشعب، من قِبل الشعب، ومن أجل الشعب.
وهنا يبرز السؤال: وكيف يتم تحقيق الديمقراطية مع تواجد „ أقليات „ عددية قومية ودينية؟
وهل الأكثرية هي التي ستقرر كل شيء دون الأخذ بعين الاعتبار مصلحة هذه الأقليات؟!
وهل عندها ستتحقق الديمقراطية " بمفهومها السطحي " ؟
المسألة الثانية الهامة:
ما هي علاقة الديمقراطية بالحرية وحقوق الإنسان؟
وهل يمكن ممارسة الديمقراطية في الأنظمة الاستبدادية؟
من أهم الأساسيات النظرية والعملية لمسيرة الديمقراطية:
- البدايات من التقدم الاقتصادي في مختلف نواحي الحياة، ومن الصعب تصور تحقيق الديمقراطية في مجتمعٍ يسوده التخلف. وهذا يتفق مع مقولة: الواقع المادي للمجتمع يُحدد مستوى الوعي للأفراد.
- تطور الوعي الاجتماعي في المجالات العلمية والثقافية وصولاً لتفهم حقوق المواطنة، وحقوق الإنسان.
- ممارسة الحريات العامة، وحرية التعبير عبر الصحافة ووسائل الإعلام، والجمعيات الثقافية تُعتبر من أساسيات ممارسة الديمقراطية.
- حرية عمل الأحزاب السياسية والتنظيمات المدنية والجمعيات من أهم سمات ممارسة الديمقراطية.
- حرية حق ممارسة العقائد الدينية أو عدمها ( عدم فرض أي ديانة على المواطن بقوة القانون ).
- استقلالية القضاء عن السلطات الحكومية والتمثيلية ونزاهته.
- ممارسة اللامركزية الإدارية فعلياً على الأرض، بحيث تدير الناس أمورها بنفسها ولنفسها في مناطقها. ( وهناك أشكال عديدة للحكم اللامركزي - ليست في مجال هذا البحث ).
---------------------
ولكن كيف يمكن أن تتحول الديمقراطية إلى ديمقراطية استبدادية؟
في الديمقراطية الاستبدادية على مستوى الدولة:
يتم ترشيح قائمة واحدة للبرلمان تمثل مصالح السلطة، ليتم التصويت عليها … وعلى الأغلب يتم التلاعب في عد الأصوات والفرز.
وضمن هذه القائمة عادةً يتم „ تزينيها“ ببعض الأشخاص من القوميات والديانات والأحزاب الأخرى، الذين لا حول لهم ولا قوة!
أي عملية „ ترقيع „ بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
وهنا نصل للتصويت في هذا البرلمان الذي يتحلى دائماً بالأكثرية لصالح السلطة … ولو كان صوتاً واحداً!
وهذه الديمقراطية ( الشكلية ) الاستبدادية - أكثرية الصوت الواحد - تنطبق على الأحزاب والنقابات والجمعيات الفلاحية والشبابية والنسائية ..إلخ!
وهذا عادةً ينطبق ليس فقط على الحزب الحاكم الذي بيده السلطة كلياً … بل على الأحزاب الأخرى التي تعيش نفس الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية …لأنها ببساطة تعيش نفس ظروف السلطة والمجتمع.
ومن المفيد التذكير بأن العديد من الدول في العالم سارت باتجاه الديمقراطية الليبرالية للتخلص من ظاهرة الديمقراطية المُزيفة ( التي تتجسد فقط بأكثرية عددية بالأصوات ).
بينما الليبرالية تأخذ بعين الاعتبار مصالح الأقليات ( العددية ) إن كانت قومية أو دنيية أو نسائية …وتمثل مصالح المجمتع كله بكل مكوناته. ( هناك انتقادات لليبرالية الاقتصادية ليست مجال البحث هنا ).
كل ذلك يعني باختصار بأن مسيرة الديمقراطية لا تبدأ، ولا تنتهي بإصدار الأحكام!
الديمقراطية عملية تاريخية نضالية سياسية وإنسانية طويلة ومستمرة، وتهدف لتحقيق تحرر الإنسان وسيادة العدالة لصالحه.
ومن هنا يتضح أكثر شعارات الثورات في بلداننا:
الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر