الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة اولية في حرب الوعد الصادق

ابوعلي طلال

2006 / 7 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


تحت دوي القصف العشوائي حينا والمركز أحيانا والذي تقوم فيه اعتى ألآت الحرب الامروصهيونية على الشعب اللبناني وبنيته التحتية...تحدث العديد من المحللين العسكريين والسياسيين في محاولة لتوصيف ما جرى ويجري من هجوم ومقاومة لم يستخدم فيها ما يستخدم اليوم من أساليب وعتاد هو آخر ما ابتكرته أدوات القتل العالمية الساعية من خلال هذه الحرب وبشكل فاضح لفرض رؤيتها لمنطقة الشرق الأوسط الجديد والذي يستجيب مع مصالحها الاستراتيجية.
من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحبه القرار بهذه الحرب التي تم الأعداد إليها بشكل مسبق ويبدوا انه استكمالا للمخطط الذي ابتدأ تنفيذه باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في إطار مشروعها الاستراتيجي لترتيب منطقة الشرق الأوسط الجديد في إطار حربها العالمية التي تشنها في أكثر من مكان وزمان متذرعة بإحداث الحادي عشر من سبتمبر وتحت عنوان يجمع المضللين من حولها باسم محاربه ما تدعوه بالإرهاب.
فقد كشفت هذه الحرب وبشكل واضح أن المؤسسة ألعسكريه الصهيونية ما هي إلا أداه من أدوات الإدارة الأمريكية وان مقولة بعض أنظمة العالم العربي بان أمريكا تخضع لابتزاز الحركة الصهيونية وهي بريئة من كل جرائمها قد أصبحت نوعا من أنواع الهرطقه السياسية الساذجة . إذا نحن أمام مشروع أمريكي كامل لإعادة ترتيب المنطقة وباستخدام اليد الغليظة الصهيونية بعد أن اصطدمت مشاريعها السياسية بممانعة شعوب ومقاومة هذه المنطقة العربية وخاصة في فلسطين ولبنان وان القضاء على المقاومة فيهما بمهد الطريق أمام المشروع الأمريكي لاستكمال خطواته باتجاه كل من سوريا وإيران. فالمعركة إذا معركة إقليمية وان كانت تدور رحاها في لبنان بين المقاومة اللبنانية وجيش الاحتلال الصهيوني. وبالتالي فان نتائجها أيضا ستكون إقليمية وسترخي بظلالها على مستقبل المنطقة بدون أدنى شك لفترة ليست بالقليلة.
إما من الناحية العسكرية فقد حددت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني اهد افهما من هذه الحرب بشكل لا يقبل التأويل والتفسير وهو تدمير بنية المقاومة اللبنانية وتنفيذ القرار 1955 ونشر الجيش اللبناني بالجنوب لتحميل الدولة اللبنانية مسؤولية أي خلل تشهده تلك الحدود لكي يقوم الجيش اللبناني كما بعض الجيوش العربية بلعب دور الحارس لحدود هذا الكيان المغتصب،ولفك العلاقة السورية اللبنانية إلى الأبد وتحويل لبنان لمنصة وجزء من الكماشة التي تلتف حول سوريا وخنقها وبالتالي فرض الحلول الصهيونية أحاديه الجانب على المنطقة برمتها.


وقد استخدمت لتحقيق هذه الغاية ترسانتها البحرية والجوية والبرية والمعروفة بتفوقها النوعي والكمي والتي تتمثل بـ:
- سلاح الجو ( أف 16 – 15 – 14 وطائرات الاستطلاع المزودة بصواريخ والقادرة على التعامل مع مختلف الأهداف الأرضية وسلسلة من الطائرات المروحية تتقدمها طائرة الاباتشي بترسانتها المتفوقة بالإضافة لاستخدام الأقمار الصناعية لتوجيه الصواريخ ورصد كل الأرض اللبنانية المستهدفة ).
- سلاح البحرية ( كل القطع التي تحويها الترسانة البحرية الصهيونية والت تقوم بفرض حصار شامل على مدى الشاطئ اللبناني من الشمال حتى الجنوب والبوارج التي تقوم بعمليات حربية متعددة كقصف المناطق والأهداف وصولا للعمق اللبناني باستخدام صواريخ بحر ارض والقذائف المتنوعة وباستخدام نظام توجيه وتصويب عبر الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع ).
- الأسلحة البرية وقوات المشاة ( وفي هذا المضمار تستخدم القوات الصهيونية ميركافا 3 ومثيلاتها والتي تعد من أحدث الدبابات في العالم بالإضافة لترسانتها المتنوعة من سلاح المدفعية بمختلف الأعيرة وشتى أنواع القذائف وصواريخ ارض ارض متوسطة وبعيدة المدى وقذائفها المحرمة دوليا كالقذائف المسمارية والانشطارية وهناك حديث عن استخدام بعض القذائف التي تحتوي غازا مثيرا للأعصاب في بعض المناطق بالإضافة إلى قواتها البرية الخاصة من لواء غولاني والوحدات الخاصة المعدة لحرب العصابات بتجهيزاتها النوعية والتي تعتبر الأغلى في العالم ).

إما من ناحية التكتيك فقد استخدمت القوات الصهيونية في العشرة أيام الأولى لبدء القتال سلاح الجو والمدفعية والصواريخ متوسطة المدى وسلاح البحرية لتدمير كل المراكز التي تعتقد أنها تابعة للمقاومة وفي شتى المناطق اللبنانية وقد تبين بهذا الخصوص أن بنك أهدافها ومعلوماتها الاستخباريه متواضعة وليست بحجم الهالة التي تصورها العديد من الأقلام حيث لم تتجاوز الأهداف التابعة للمقاومة نسبة 3% من الأهداف التي استهدفتها القوات الصهيونية المتنوعة في عدوانها وان 97% من الخسائر التي حققتها الإلة الحربية الصهيونية كانت في صفوف المدنيين وشبكة الطرق والجسور والبنية التحتية اللبنانية عدا عن استهدافها للحفارات وشاحنات المواد الغذائية والطبية والمعونات المقدمة للمدنيين المهجرين من قراهم ، ويبدوا أن قائد أركان الجيش الصهيوني وهو القائد السابق لسلاح الجو يعتقد واهما بأنه من خلال ترسانته الجوية قادرا على حسم هذه المعركة مع المقاومة في لبنان. أن الخسائر الهائلة التي لحقت بالبنية التحتية والمدنيين اللبنانيين قد فاقت كل التوقعات إلا أن تضامن اللبنانيين وصمودهم حول هذه الخسائر إلى مزيد من الالتفاف حول المقاومة ودعمها . إما في البحر فقد كان تدمير البارجة الصهيونية قبالة شواطئ بيروت كالصاعقة على رؤوس قادة أركان جيش الاحتلال مما يشير إلى امتلاك المقاومة أسلحة قادرة على التعاطي مع سلاح البحرية الصهيونية والتي دفعت بها إلى الابتعاد نحو عمق المياه الإقليمية اللبنانية.
أما في البر فقد شهدت الأيام الثلاث الأخيرة محاولات تقدم للقوات البرية الصهيونية باتجاه بعض المناطق في الأراضي اللبنانية وقد كان نموذج مارون الرأس درسا جعل القادة الصهاينة يعيدون حساباتهم وتقديراتهم لقدرة المقاومة على التصدي لعدوانهم. هذا وقد شنت القوات الصهيونية 1800 غارة جوية واستخدمت أكثر من 2200 طن من المواد والقذائف المتفجرة أي أكثر مما استخدمته القوات الأمريكية في اجتياحها للعراق حتى الآن.
ربما تستطيع القوات المهاجمة من تحقيق بعض التقدم هنا وهناك على طول الحدود ولكن السؤال الصعب كم من الوقت تستطيع هذه القوات المكوث على الأرض اللبنانية خاصة ونحن نعلم انه في حالة الالتحام بين المهاجمين والمدافعين تشل قدرة القوات الجوية على القيام بضربات مباشرة في ارض الميدان.
أما المقاومة والتي يبدو أنها استعدت لهذه المواجه منذ وقت ليس بالقليل فهي تعتمد على ترسانة من الأسلحة الصاروخية تفوق في تعدادها ومدياتها كل تقديرات القوات الغازية واستخباراتها بالإضافة لأسلحة متطورة مضادة للدروع ونظام إنفاق وخنادق محصنه ومموهة ومجهزة بكامل الاحتياجات الضرورية وبمجوعات صغيرة من 3 إلى 5 مقاتلين مدربين تدريبا كافيا وبقدرة مناورة متعاظمة مع مرور الأيام ففي الأيام الأولى استخدمت المقاومة مابين 75 إلى 100 صاروخ يوميا أما الآن وبعد مرور أكثر من عشرة أيام على بدء القتال فقد ارتفعت وتيرتها لتصل لحدود الـ 175 صاروخ يوميا غطت 35% من دولة هذا الكيان وشلت الحياة لأكثر من مليونين مستوطن في شمال فلسطين.
أن النصر للقوات المهاجمة يتمثل بتحقيق أهداف هجومها المختلفة أما القوات المدافعة فهو قدرتها على الصمود وإفشال القوات المهاجمة من تحقيق أهدافها..فهل تستطيع الترسانة التقليدية التغلب رغم تفوقها على مقاتلين المقاومة والذين يعتمدون على تكتيكات حرب العصابات والتي تدور رحاها على أساس الكر والفر والمباغتة؟
اعتقد جازما وبعيدا عن منطق العواطف والشعارات المنمقة أن المقاومة اللبنانية ستخوض حربا شرسة سيسجلها التاريخ والمدارس والكليات الحربية العالمية كمحطة تاريخية لا بد من قراءتها والاستفادة من تجربتها....كذلك اعتقد أن هذه المقاومة ستتمكن في النهاية وان تراجعت بعض الخطوات التكتيكية من تحقيق النصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد