الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراهقة بالإنابة

حيدر سالم

2021 / 2 / 11
الادب والفن


توجد صلاة بالإنابة ، تعطي لشيخ نقودا مقابل أن يقضي صلاتك أو صومك، أو حج بالإنابة على نفس الشاكلة.

منذ ما يقارب السنة بدأتُ أعيش مراهقتي بالإنابة، بدأ الموضوع مع مسلسل sex education ، و هو من إنتاج Netflix,l، المسلسل من جزئين، عن مراهقين في ثانوية ببريطانيا، مدرسة مثل الخيال، كل شيء فيها منظم، الصفوف مثل الوجوه، و المناهج مثل المستقبل، أقارن الآن مع مدرستي، الوجوه أيضا مثل الصفوف ، شاحبة و خائفة وجائعة ، المدرسة بريطانية يحيطها بستان، المدرسة هنا عراقية ( و النعم ) يحيطها صبات كونكريتية على سياجها زجاج مدبب و اسلاك شائكة، الكادر بريطاني مع لابتوب ، الكادر عراقي مع عصا ملفوفة بلاصق أسود.

أعيش الان مراهقتي و كل ما أحبه أن الفتى لا يضطرب حين يرى فتاةً، و لا يفكر بأنه أحبها ، و أحب كل من مرت بجانبه ( مكرودة ) قد تشتري الخبز من ركن الشارع، قدمي ترتجف كلما طالعت وجوههن من شاشة هاتفي ، بريطانيات يدرسن في مكان به حمام.

و للحمام إيقاع خاص بداخلي ، كنا نركض ، يضرب أحدنا الاخر بقوة ،لنشرب الماء من الحنفيات الصدئة، ذات يوم قال لنا أحد أهم اشقياء الإبتدائية ؛ إن خزانات الماء فيها جرذان ميتة، و حفاظات أطفال ممتلئة بالقذارة، و أشياء أخرى كثيرة، لكن شقي آخر نهره و كاد يشج رأسه لعل ذلك بدافع الغيرة من معلومته الاستخباراتية الخطرة، و قال له ( هذا ماء الله ) ، و مجرد أن تسمع كلمة الله إنتهى الصراع ، كل شيء من الله نقي و صالح ، فشربنا.
المدرسة البريطانية بها حمام، دوش ساخن بعد كل مباراة ، منشفة لك، و شامبو ، و الأهم أن لك خزانة بكلمة سرية أو مفتاح بإمكانك أن تضع بها حاجاتك الخاصة ، لانك في مكان بريطاني فهو يخصك و ملكك كبيتك، أنت مالك له و بإمكانك أن تضع اشياءك فيه، و حينما تضعها فأنت تودع جزء منك في المكان، بل تضع كيانك كله ، فهو بإختصار ملكك، أما في مدرستنا العراقية فأنت تدخل بجلاق و تخرج بدفرة على وجهك المضطرب من الجوع و مواجهات القتال مع الأميركان، و الطائفية و المفخخات.

لست وحدي من يعيش مراهقته مع Netflix بل صارحني عدة أصدقاء بهذا.

شكرا Netflix لقد أعدتي لي سنوات مسروقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا