الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شرفات الشاعر السوري عبد اللطيف الحسيني .

عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).

2021 / 2 / 12
الادب والفن


( نائلة خطيب). فاسطين.


نحن نتنحّى جانبا حين تمرُّ من هنا أيها الشاعر.
إنّه الشاعرُ الذي يتنفسُ نهرًا !
الدفءُ الذي يؤلمُ !يهديك اسمك كقشعريرة تصطدمُ بالفراغ وتسحقك .
حين تقرأُهُ المرأةُ تبدو كآدمية تحترقُ بهدوءٍ وتثيرُ معها مشهدَ الهائم, لأنه يقنعُها تماما أنها أجملُ نساء الكون.
واقرأه كأنني صفصافةٌ عالية تهلوسُ: أين جذوري؟كأنني بعيدة المدى? أنغرزُ في ساقِ الزمان
ويجرّني اللاشعورُ إلى اللامكان؟
يا آلهي
كلنا غرقى............والبحرُ قبيحٌ دائما؟ وأنا المتعبة بالخط العريض تحت شعار- غريبة تطلُّ من نوافذ الزمان
هل المرأةُ آدمية؟ جدا .وهو الهادئُ كالرعد, يقول لك: سأصعدُ قليلا إلى السماء وأعودُ, ابقَ مكانك !!
قصائدُه تبقيكِ مكانكِ عزيزتي بلا حراك؟ مليئة خدرا أم أنها تبقى الحواس؟
بل هي شرابُ المرأة المفضل, الذي يروي الحواسَّ, ليزحف إلى مواجعها ويطفأ الألم:
هو ممزوجٌ بغير مزج, بل هو كالكونياك الفاخر الذي نراه فقط,
بالنسبة لي يكفي أن أراه فقط, فالجرعاتُ الحقيقية يعقبها روضٌ عاطرٌ جميل يدخلك إلى ليل لا يسهر فيه أحدٌ وحياة خالية؟
سأتركها في مكانها تلك الكلمات في الجوار,
وأحتفظ بمفاتيحها في البحر كي لا تجرح أحدا, برقت في خواطري كعينين صريحتين اخترقت ظلامي الدامس ,
وتبقيني وراء الباب, وأنا أدري أية مغامرة طائشة أمارسُها تنخر عظامي كالزمهرير, حين اقرأ هذا الشاعر,
بل أنا التي صرتُ طقسا من طقوس تلك المغامرة, والموتُ أهونُ بكثير, قد أغفى الآن.
وهو يتنفسُ قلقاً وعصبية, لا نعرفُ كيف ؟ ومتى ؟ ولماذا تستولي عليه حالاتُه : قد يجنُّ في أيَّ وقت لا تشاء،
ولا يجنُّ في أيِّ وقت تشاء. يصادقك حين تكرهُهُ. ويكرهُكَ حين تصادقه,
لا : هو ليس كالنهر الذي يتحدث عنه , وليس ثمة مَنْ يعاديه، ومن يناصره سدى.
لن تستطيع أن تمرَّ بجانبه كمن مرَّ بجانب جدار، أو حجر.
من يجلس بجانبه على العشب الملائكي فتفوحُ من خضرتِه اللباقةُ والجمالُ الذي يبدو على ملامح وجهه ,
وأعذبها ابتسامته, من الصعب أنْ يتركه: فهو الشاعر المعلم – الحرية - الحب -الجمال.
حين تقرأه سوف يجرّك لتتعرّف على أخاديده وتعرجاته ، وعيونه المتدفقة .
سوف يأخذك إلى أنْ تستقبلك حدودٌ يصعبُ عليك تخطيها،
وربما التحديقُ إليها, أو التوقف عندها, وحتى ربما مجرد الوقوفُ البعيد عنها.
عبد اللطيف الحسيني وشرفات المرأة:
يا الهـ ...............ي .
هو نفسُ الكاتب الذي يوثق حضارة عامودا المدينة الكردية العميقة الجذور ولا أجزمُ لو قلتُ: إنه يكتبُ عنها كرجل يتغزل بكلّ تضاريس حبيبته وجغرافيتها , بل أكثر من ذلك: هو يشتهيها, يشتاقها وينفعل لأجلها ويحزن جدا حين تهولها الأيامُ والناس. هو مَنْ كتب عن تلة شرمولا برقةٍ متناهية ثم تابع قائلا:
أنا الذي لعبْتُ فوقه( شرمولا) . تمددتُ على عشبه ، وربما غفوتُ فوق نقاوة ترابه .
ولو أني كنتُ أحسّ بدفق الماء تحتي , وقلق الموتى .
يا.......الهـ..........ي:. فكيف أبعدُ نظري وأمرُّ عابرةً أمام شاعر كعبد اللطيف الحسيني؟
وأنا التي عبرتني قصائدُه كسحابة اشتياق ذات مزاج جميل.
لم تأخذْ مكانا لها هنا ولم ينجُ حظي الكبير منها هنا.
لملمتُ أسراري وبعثرتُها هناك
حيث الهاربُ السرمدي يلاطف ثقلَ عينيه كتابٌ يصلح لقراءة واحدة فقط, يسرقه من نفسه
ويرميه لتلتهمه الحياةُ على مهلها
تأملني برهة ثم غفى.
تحدّثُ المرأةُ الرجلَ, فتقول : أيها الربيع الخريفي
يا مغامري الجميل
هي هواجسي التي تشبه بقايا صور
كيف حملتَ القلم فوق جبال الجليد , وكتبتَ لي أيها البحار الشجاع؟
وأراك تطلُّ من شرفتي التي تتكأ عليها الحماماتُ الزرقاء ناظمة أيام الربيع الأولى,
لتلقيني ما وراء الغروب في قاع الخلاص.
فلا تجد مَنْ يخاطبها برقة تخترقُ المسام سوى الشاعر الذي حين يمرُّ تتنحّى الأيامُ والأسماءُ جانبا لتقول تفضل أيها الشاعر الحسيني:
أسحبُ الأرضَ مِنْ تحتِ قدميكِ
لتسقطي
كقنديلٍ متوهّجٍٍ
لتمتلئ عيني بكِ .
كم من النساء تركعُ تكفيرا أمام هذا الغزل الجميل؟
إنه العاطفة التي تسكن جفون النساء , وهي تغادر صوتها الأنثوي فلا تجده.
فتخاطب نفسها:
لم تلتصق بي هكذا؟
وأمنعك من مغادرة كهفي ضاحكة لأخفي في قلبي ذلك المخلوق الذي يشبه المرأة لحد كبير.
أأروق لك؟
فيردُّ الشاعر:
(أرجوكِ لا تضحكي أمامي بكثرة . أنا لا أُمسكُ نفسي أمامَ النساء ).
يرضيني ثوبٌ من السّاتان البنفسجيِّ, لأننا سنتواجه. و ستمانعينَ بدلعٍ - أو بخفرٍ - ومع ذلك سأطلبُ منكِ.
ولكنَّ المرأة الجميلة كركوة قهوة مُرّةٍ ترويك , وتفرغك من نزواتك كلها فتضطرب في مهاوي الردى تبحث عن شرف اللقاء, ولو أردت لتركتك وشأنك, لكنك رغم ذلك ستبقى عزيزأً عليها.
هل يعرف الرجل العربي هذا الكلام؟ طبعا.....!
هي تتنهّدُ وتصمت, ملوثة من الداخل بكلِّ جمالك وبهاك الذي تخفيه لتشبه أسطورة, وأنت مثلها, هي حظك من النشوة التي تكفي لتنام قريرة العين, لكن شماتتك لن تطول, ستطول بأكثر مما تظنّ....ربّما؟
حين تقرأ المرأةُ لشاعر مثل عبد اللطيف الحسيني فأنها تقبضُ على غصتها لا لتتذكر الألم القاسي , بل لأنها تشتاق لهذا النوع من الكلام , بل لأنه ما تبقى لها غير الموت غير المحدد ليحلّي أياما لا تموت, المرأة التي اعتادتْ أنْ تكون من المنسيات, وتشرب الكثير من القهوة ثم تنام, وتتعذب حين تقول الحقيقة, لا تلف ولا تدور, وليست من المناضلين الذين كانوا سجناء, الدوران هو سجنها, والعدم وأشياء كثيرة, بل اعتبارات كثيرة مدموغة تتنفس معها أنفاسها الأخيرة التي تكاد لا تنتهي. بعد كلِّ شيء ليست في سذج في خاطرها, تحاول فقط أنْ تكونْ سعيدة إلى الغد وما بعده, تتحول إلى النافذة إياها, تتبعثر فيها إلى الأبد. تقبل إعدامها بجرأة وطمأنينة:
شرفات عبد اللطيف الحسيني:
(مسحْتُ كلَّ الرّجالِ كي لا يحبَّكِ أحدٌ سواي . لكنّ شرفاتِك تُغري رجالاً من بلادٍ بعيدة) .
شرفتُكِ التي في المساء تضيءُ شجرة الورد والليمون تقولُ أكثرَ ممّا تقولين في الصّباحِ حينَ ألتقي بكِ عابراً .
و يدُكِ النحيلةُ تكتبُ اسمي فوقَ دفترٍ قديم .
كنتِ اثنتين .
أقولُ :أحبُّكِ ’ تبدينَ صامتة , ويردُّ عليَّ ظلُّكِ .
غبْتِ عن الشّرفةِ فطفحتْ برسائلي و قصائدَ صغيرةٍ .
قلتُ :أحبُّكِ .
ردّتْ شرفتُكِ : قالها كثيرون غيركَ.
بل هو عذابها الدافع للنشاط والبهجة, تكره الغيرة العمياء التي تثير القرف, وترد عليها بفتور, لتحتفظ بطراوة اللحظات التي لا تملكها, لحظات تتذكر فيها مزاج عيني حبيبها الصيفيتين, فيها التماعة عطره من السهد الجريح, تعصف بعنقها وتطرق الباب في غيابه وهو لم يغبْ, بل هو مشغول عنها في أعماله الكثيرة, وهي تدور حول النار العظيمة بنفس الجنون الذي أحبته فيه أول مرة, فلماذا تبالي بالبرد؟
هي التي تفرح جدا كالقبائل الهمجية حين تكون الجنون بعينه, لماذا تخاف من الجنون؟
تجنُّ وهي صاحية تماما فما ألذ هذا الجنون؟ المرأةُ تكرهُ الحطب اليابس والرجل اليابس الذي تحوم حوله أكثر من امرأة, فهي تخصص النار لرجل واحد, لشتاء واحد, بزجاجة عطر واحدة, تبدو مشاكسة مثل هر يتحفز لخوصرتك وأنت تمارس الكتابة أو تقرأ جريدة أو تستمع لنشرة أخبار فلا تلتفت لألاعيبها, ما سبب هذا؟
تقول بسرها:حسنا سأفك ذراعيك قليلا كي تستريح, فلا أسدُّ أبواب الرزق.
هل ألعبُ بشعرك قليلا؟
ومن النوم ما جفاك يا امرأة؟
حين يخاطبكِ الشاعر الحسيني فيقول:
لا تحسبي أنكِ تنامينَ على زرقة السّماء . إنها يدي التي عوّدتُها أنْ تكونَ كلَّ شيءٍٍ .حتى أني جعلتُها ثوباً رصاصياً ترتدينه.
المرأة تعيش ريعان شبابها في انتظار (مَنْ لا يأتي ).
ما الفائدة من (لِمَنْ أتى )؟ حين يخنقك حبه وغيرته ووقته القليل معك وكلامه القليل الذي هو تحية المساء والصباح واستعادة سريعة ليوم شاق خائر من الجوع؟
الإعياء يجرح الروح حقا , ولكنك تحتاجه لتنام بعمق والصمت أحيانا كثيرة مبعث عذاب للمرأة فهي تحتاج المداعبة والغزل والحب الكثير لتكون امرأة وليس جثة تتفركش بها حين تتأخر بالعودة إلى البيت.
نفس الشاعر الذي يكتب غزلا يرقى لأذواق الجميلات الحسناوات يكتب عن جده بنفس الشاعرية :
( تحت هذه الشمعة كان يدون كتاباً لا ينتهي ، هنا أطعم القطط الأليفة ، و لفّهم بعباءته ، من
هنا مرّت عصاه ،ألا تراه) ؟
يا الهـ ...............ي:.
احفظْ هذا الشاعر , وأجلسْ ملائكتك بجانبه كالظلال التي تجاوره بنومه الذي لا ينام.
لوّنْ أيامه بلون الطيف الذي يرسمك - يا الهي وكوّن من كلامه أجمل الألوان.
عبد اللطيف الحسيني لا يكتبُ عن المرأة كما يكتب الآخرون عنها وكأنها الجويسم الثرثار بل يحترم أنوثتها ويغازلها برقة متناهية:
(شعرُكِ ينعسُ فوقَ يدي كأنّهُ لمْ ينمْ طيلة شهرين, كانَ أصفرَ فتلوّنَ حينَ أخفاني, كأنه ظلُّ أشجارٍ كثيفٌ, و مع ذلك لم أبالِ به .
لأني أعرفُ الأحلامَ جيّدا ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم


.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع




.. هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية