الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خبريات عن يوم فالنتين

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 2 / 12
الادب والفن


وردني رسالتين مقتضبتين عن عيد الحبّ صغتهما بطريقتي ، أردت أن أشارك بهما الألم .
معذرة فالنتين ! نحن النساء ننتظر العنوسة ، فالزواج متعذّر والحبّ مؤجّل ، ما الحلّ؟
معذرة لو قرّبنا أو أخّرنا يومك فالروزنامة لدينا معطلة !
لا أعرف إن كان سوف يتسنى لي في غد أن أحيي يوماً للحبّ ، قد أفقد عزيزاً ، والأحبة يتساقطون بمتوالية هندسية . أنا من سورية . ذلك البلد الفارغ من أهله، ومن الشباب على وجه التحديد يا فلنتاين. أنا ثورة . كنت في العشرين عندما خرجت أوّل صرخة " سورية بدها حرّية"، اعتقدت أن الحرية تدّق بابي ، و إذ أرى أمام بابي العسكر، وداعش، وما بينهما ، فقدت الكثير ممن أعرفهم ومن أحبتي، لكن الحياة مستمرة ، أصبحت عانساً في الثلاثين من عمري ، و ابن جيراننا ثائر في الأربعين، ولا أحد يسميه عانساً . خرجنا معاً في أوّل مظاهرة من أجل الحرية، وبعدها التزمنا الصمت، حيث لا ندري من أين تأتي يد السّياف . قال لي ثائر البارحة بأننا سوف نحيا حتى في تلك الظروف :
تعالي نعيش الحبّ علّنا ننسى
تعالي نركض كالعصافير
ننقر الحبّ من الأرض، ونقضم الحشيش
تعالي نغيّر، نتغير
لم أعد أصبر على التّهميش
كانت ليلة حبّ لكن ليس في الليل ، بل في عصر يوم مضى ، حيث سرقت بعض العجين من عند أمي ، و اشترى ثائر خمس حبات بطاطا صغيرة ، وجلب معه سكر وشاي ، و إبريق ، وكأسين .
أنا وثائر في سنّ العنوسة لكن لا أحد يعرف غيري ، أنا العانس الوحيد. إياكم أن تقولوا :" قد تغيّر العصر" ! العصر يسير إلى الخلف ، لن أدخل في حوارات عقيمة ، لكن منذ اليوم سوف يكون لي حبيب.
ذهبنا أنا وثائر مشياً على الأقدام وقت الظهيرة، وصلنا إلى بساتين فارغة من أصحابها ليس فيها سوى القشّ و الحجر. جمعنا الحجارة و القش ، وضعنا القش و العيدان فوق الحجارة، وبمهارة امرأة خلقت للحبّ صنعت قلباً من العجين، ووضعته على الحجارة ، ثم غطيت وجهه بالقش الملتهب ، عندما انطفأ اللهب. أخرجت قلباً مقمّراً ، قبلناه أنا وثائر ، وحلف لي عليه قائلاً:" وحياة ه النعمة لن أتركك".
وضعنا البطاطا ، و ابريق الشاي ، وأكلنا حتى التّخمة. ما أجمل الرّفاه! هناك من ينصحنا بعدم شرب الشاي مع السّكر كي لا نصاب بالسّكري . هههههه. ماذا سوف نأكل إذاً؟
الأسماء مستعارة ، و القصة مرسلة على أنها حقيقة .
* * *
القصة التالية هي من مخيمات إدلب أرسلها لي أحد الأصدقاء وهي تدور حول امرأة " حقيقية" تعيل ثمانية أطفال ، تطلب من فالنتين أن يساعدها لتستعيد كرامتها . تقول:
" قالوا لي ظل رجل، ولا ظل حائط، أنا فقدت الاثنين . أحتضن أطفالي ، ونحن نلتحف خيمة عجفاء . تدخل الرّيح إلى الخيمة دون استئذان، وكلما أغلقنا مكاناً فيها ، فتحت مكاناً أخر. الريح تعاند الخيمة، و نحن ضحيّة الرّيح و الخيمة.
ماذا أقول لك يا فالنتين؟
لقد خرج زوجي ثائراً من أجل أن ننعم بالحبّ و الأمان، أن يكون لنا كرامة، تاريخ، زمان ومكان ، لكنّه قضى برصاصة صديقة ، أصبحنا بعده بلا كرامة ، أناديه في كل يوم . أقول له: " انظر إلى حالنا" يا زوجي . كنت أباً لأولادنا وسنداً لنا ، و الآن نحن لا شيء . حملي ثقيل، ثقيل، الطريق موحش ، وبعيد، و نياب البشر مفترسة أكثر من الضَباع . أنتظر الخاتمة، و أنا صابرة على البلوى. قل أيها القدّيس : كيف أحتفل بيوم للحبّ؟ "
أقول: معذرة أيّها الحبّ . كيف يمكن للنساء أن تحيي عيد الحبّ ومنزلها خال من الطّعام. هل فكر القدّيس فالنتين بأنّ الفقر هو طارد الحبّ الكبير؟
سوف نستمر في الحياة، وسوف يستمر الحبّ . أيها العالم: أفتح ذراعيك لنا، ضمّنا إليك، ساعدنا كي نتجاوز المحنة، وكي نحصل على الحبّ. الحبّ يليق بنا. خلقنا من أجله. . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع