الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساعة الحرب الممكنة يا سورية

محمد عبدالله الاحمد

2006 / 7 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يخرج الى العلن اليوم و اثناء معركة الشرف في لبنان مايعرف بالوجدان السياسي الذي يتحدث عن ضرورة دخول المعركة , دخول يتجاوز الحسابات على الارض ليصل الى الكرامة الوطنية و دعم رفاق السلاح و عدم ترك الشقيق الاصغر وحده يتحمل عقاب الافعى الاسرائيلية . لكن البعض يرد بأن الوجدان السياسي غير موجود بل العقل السياسي هو الوحيد القادر على الحساب و دخول سورية المعركة يعني وقوعها بين الكماشتين الامريكية في الشرق و الاسرائيلية في الجنوب و كماشة الشقيق المذهل في تخاذله (السعودية و مصر و الاردن ) و عليه فان سورية ليس باستطاعتها توقع اي دعم أقله ذاك الدعم السياسي و الاقتصادي و انها ستحارب وحيدة هذه المرة بالعسكر و بالسياسة و حتى بالاعلام و ربما كون ايران دولة غير محاذية لسورية فان الدعم المتوقع منها سيكون مرهونا بالموقف على الجبهة العراقية !, و انه بالمعنى العسكري هو دعم ردع اولا و من ثم حرب صواريخ متبادلة ستضع الامريكي مباشرة في قلب المعركة .
و بعيدا عن الجدل حول الوجدان السياسي الذي نقر بوجوده قبل و بعد الغير وجداني (ميكافيللي) و لوجود قامات سياسية كبرى في التاريخ الانساني وقفت الى صف الوجدان السياسي و صارت مدرسة فيه نعتقد ان
العقل السياسي نفسه يضع مجموعة من العناصر التي تدعوا الى دخول هذه المعركة كفرصة ربما تكون الاخيرة في عقدنا هذا لخلق واقع جديد على الارض يسمح لنا باجتراح قضية التحرير المؤجلة كل هذا الوقت .
اولا وانطلاقا من ان عقيدة المعركة الفيتنامية (بل اللبنانية) هي الوحيدة الممكنة و القادرة على تحقيق واقع جديد على أرض المعركة فان الدخول في المعركة يفترض عدم الاكتراث اثناء حساب الربح و الخسارة بمقدار التدمير في البنية التحتية الذي سيلحق بالدولة السورية و ان كل مفهوم مغايير لتقييم الربح و الخسارة هو مفهوم الانهزام التاريخي الذي شبعنا منه و لم ينجز شيئا ذي بال على صعيد التنمية أصلا بل ابقانا في الصف الاخير عالميا في كل شيء و السبب هو تأجيل ساعة الحسم مع عدو يعمل كل شيء لدحرنا في كل المجالات و نساعده نحن بشكل او بآخر في ذلك في معادلة واضحة في طرفها الاول المعركة المؤجلة و في طرفها الثاني
نصف التنمية و نصف الحرية و نصف الموقف ( وليست المناسبة مناسبة البحث في الشأن الوطني الداخلي ) لكن الارتباط العضوي واضح وجلي بين الاثنين في مجتمع (يحضر للمعركة ) كل هذه السنين و أنا من الذين يؤمنون بصدقية القيادة السورية في مواجهة المشروع الصهيوني و أرفض بتاتا المنطق التخويني الصادر من جهات متعددة .
لتكن حرب طويلة اذن , طويلة و شعبية و فيها متحولات دراماتيكية قد تبدأ بأن يحقق العدو انتصارات أولى على الارض لابد انه خطط لها طويلا و هو يضعها في الادراج تحت ملمس اليد مثلما يفعل الان مع لبنان تحت ذريعة خطف جنديين !! , و لتكن حربا ليس فيها مفاوضين ولا اتصالات ديبلوماسية تكون فيها مهمة الجيش دعم القوى الشعبية التي عليها هي ان تتعامل مع الدبابات و المجنزرات الاسرائيلية على التوازي مع قواتنا الخاصة التي عليها ان تكرر نفسها في مضاعفة عددية و نوعية اثناء المعركة من صفوف الشعب المؤهل وطنيا لخوض المعركة بفكرة الاستشهاد التي لا تغادر اغلب قلوب الشباب السوري ..
اذن العنصر الاول هو المعركة الشعبية ضد اسرائيل و هو متوفر و من أولوياته عنصر تحضير الجبهة الداخلية بشكل سريع و ممكن جدا باعلان عفو سياسي عن كل مختلف مع السلطة و الغاء جميع المطالبات القضائية بحقه و الافراج عن المحكومين بقضايا ذات طابع سياسي ...
أما العنصر الثاني المتوفر لنجاح المعركة (الطويلة) فهو حركة الشارع العربي الذي من الممكن ان لا يبقى ساكتا في حال دخول سورية المعركة و لابد ان نلاحظ ان الساحة الاردنية قابلة لاحداث تغير ما باستمرار معركة فلسطينية لبنانية سورية طويلة مع العدو لابد ان يتأثر بها الاردن الذي سيعيش مرحلة قلق سياسي بالتأكيد قد تضع الامور في مقاييس جديدة اذا ما حسبنا عامل تصدير المعركة بكل حساباته المعروفة .
أما العنصر الثالث فهو خلق واقع جديد على الساحة العراقية لايجد فيه المتقاعسون عن حرب امريكا (بشكل غير مفهوم) بدا من اعلان الجهاد و بدء المقاومة حيث ستلعب عوامل عدة في هذا الامر يدرك معها هؤلاء ان حرب المحتل هي الطريق الوحيدة لاخراج العراق من محنته .
العنصر الرابع الداعي لبدء المعركة هو ان بديل المعركة هو الانهزام دون معركة !!!! و ربما كان هذا هو اهم العناصر السابقة من حيث حسابات الامن الوطني البعيدة المدى فلابد من الادراك ان التحول التاريخي الاقتصادي و السياسي الى طلب عضوية ثانوية في نادي العالم القوي الرأسمالي دون القبول بخوض معركة تاريخية لتحرير الارض و تحرير الانسان الذي يعيش غربة ابتعاد الشعارات عن الحقيقة ستفضي ان عاجلا او اجلا الى الهزيمة دون معركة و ستكون الهزيمة هزيمة المحتاج اقتصاديا المنفذ سياسيا !!! الا اذا قبلنا التحدي و ذهبنا الا معركة تغير قبل كل شيء فلسفة حياتنا و تعيد العالم ليقتنع ان عليه الجلوس الى الطاولة قبالة شعب ثائر يريد حقوقه كلها غير منقوصة بما فيها حقه في العيش الكريم اللاحق لحقه بالاستقلال الناجز .
هذه هي عناصر المعركة و هي تتطلب قرارا وطنيا شجاعا يدرك أن المستقبل القادم يخبئ الكثير و الافضل الفاضل هي المعركة معركة الشرف و العزة و الكرامة حيث في باب الوجدان السياسي لابد من القول ان ترك الشقيق الاصغر وحده الان ما فيه مفخرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : شهادة طبيب • فرانس 24 / FRANCE 24


.. -يوروفيجن- في قلب التجاذبات حول غزة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الذكاء الاصطناعي يفتح جولة جديدة في الحرب التجارية بين بكين


.. إسرائيل نفذت عمليات عسكرية في كل قطاع غزة من الشمال وصولا إل




.. عرض عسكري في موسكو بمناسبة الذكرى الـ79 للانتصار على ألمانيا