الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرازيل بطلة كاس العالم في مكافحة الفساد

فراس حاتم

2021 / 2 / 13
الفساد الإداري والمالي


قبل ايام اعلن المدعي العام في البرازيل ان البلاد لم يعد فيها فساد تماما
ذهلت من الخبر الذي دائما ما اعرف عن حجم الجريمة المنظمة و الفساد فيها بالرغم من جمال هذا البلد و حب هذا البلد من خلال كرة القدم و الاغذية التي تصدرها الى العالم حيث لا تكاد تسال اي انسان الا و يغرق في حلم زيارة البرازيل هذا البلد الذي لطالما له محبين على كل انحاء العالم لنيله عدة مرات كاس العالم و هذا البلد المشهور برقصات السامبا و الجاز البوسنوفا و غير عن تواجد جاليات عربية تعيش فيها و تحبها لكن ما دفعني للبحث عن كيفية مكافحة الفساد فيها و مطاردة عصابات الجريمة المنظمة المرتبطة بها هنا كان الفضول لاعرف اسباب و نتائج قضية لا فا جاتو التي لطالما شغلت المجتمع في البرازيل حيث بدات في آذار/مارس 2014 من محطة وقود متواضعة في برازيليا لمكافحة تبييض الأموال، بسرعة أداة قوية بأيدي قضاة كشفوا أمر شبكة فساد مترامية الأطراف ثم هنا كان نقطة التحول الاكبر في التحقيفات من خلال كشف الفضيحة عن أكبر دوائر الحكومة وعالم الأعمال في البرازيل، سرعان ما توسعت لتمتد لدولاً أخرى في أميركا اللاتينية ووصلت حتى الى إفريقيا في الوقت التي كانت هذه الفضيحة مصدرا لفيلم ومسلسل عُرضا على منصة "نيتفليكس. ثم بعد اكتشاف امر المدعون من خلال أساليب قاسية كثيراً ما تستند الى دفع مكافآت مقابل اعترافات عن نظامًا راسخًا جدًا يسمح لسياسيين من كافة الأحزاب تقريبًا بالتوافق مع شركات مثل تكتل "بي تي بي أودبريشت"، على عقود مع مجموعة "بيتروبراس" الحكومية واختلاس مبالغ ضخمة التي كانت هي العمود الفقري للفساد و راس جبل الجليد في القضية لتبدا بعدها هنا رحلة للوصول لرؤوس الفساد في البرازيل من خلال مواصلة المحققون في قضية "لافا جاتو" مع زملائهم في دول أجنبية وأرسلوا إليهم نتائج تحقيقهم ليكون تاثير مكافحة فساد في عدد كبير من الدول سواء في امريكا اللاتينية و افريقيا و بقية دول العالم . لتكون النتيجة مذهلة متمثلة في :
1-إدانة 174 شخصاً في البرازيل .
2-وتوجيه التهم إلى 12 رئيس دولة أو رئيساً سابقاً في البرازيل والبيرو وبنما


3-إضافة إلى إعادة 665 مليون يورو إلى الحسابات البرازيلية وتعّهد بإعادة 2,32 مليار يورو إضاف.
و بعد ايام يصدر المدعي العام بحل فريق التحقيق المكلف بالقضية و اعلان انهاء الفساد في البرازيل .
و المفارقة الكبرى
ان حماسة الرئيس بولسونارو هو في طريقه الى العزل من الولاية بعد ان كانت جل حملاته هي مكافحة الفساد علنا لكن سرا كان هو من تستر على شبكات الفساد في البلاد و خصوصا قضية لا فا جاتو من خلال سرقته اخيرا من صندوق علاج كوفيد 19 او فايروس كورونا مبلغ اخر هو 4600 يورو حيث استصغر الخبر و قال هذا مبلغ لا يذكر فرد المدعي العام اي مبلغ ان كان هو من مال الشعب البرازيلي و ليست اموال خاصة او اموال لاحزاب غير عن الاحزاب الموالية و المتسترة على الفساد بدات بالبكاء عن البراءة و النزاهة و تعسف القضاء بعدما جعلت الفساد اسلوب حياة في البرازيل لكن المدعي العام امر بعد التستر على اي فاسد مهما كان منصبه و يفضح في الصحافة ليكون عبرة لمن لا يعتبر في البرازيل .
و نتيجة لهذا للنجاح في مكافحة الفساد يتم مكافحة الارث المترتب عليها من خلال تشكيل خلية جديدة تقوم بمطاردة العصابات المرتبطة بالجريمة المنظمة ثم انهاء عدم محاسبة المتنفذين يقضي بتشديد الاجراءات عن قرائن البراءة للمتهم في الفساد و الجريمة في البلاد لكن في الوقت نفسه اعترضت بعض الاصوات على عملية الفساد بحجة تقويض القضاء و الديمقراطية في البلاد بينما اصوات اخرى قالت ان بعد ما عرف السياسيين ان دخول السجن لا محالة بتهم الفساد لتبدا حملاتهم عن استيائهم من الفساد المستشري في البلاد رغم انهم رؤوس الفساد و حماته الابرار لكن غاب عن فكرهم ان الشعب انتفض عليهم باسلوب اخر فريد من نوعه لا يشبه اي مكان في العالم ليجعلو من البرازيل بطلة كاس العالم في مكافحة الفساد كما عودتنا البرازيل ان تكون هي البطلة في كاس العالم لكرة القدم .
و هنا يكمن الدرس الاكبر من البرازيل التي يجب ان تستفاد منه دولنا العربية و على راسها العراق هل من ان يكون املا في فضح الفساد و عصابات الجريمة و السياسيين الذي لم يبقو في البلاد شيئا و الا و طاله فسادهم و بصمة جرائمهم عليه التي كان اخرها شهداء ساحة الطيران و مقتل الطيار عمار ابراهيم العبيدي و غيرها من جرائم اجتماعية و مالية بحق البلاد و العباد فهل سيكون لنا امل لنرى عهد جديد في مكافحة الفساد و الارهاب و الجريمة في البلاد على غرار البرازيل ام لا ؟ لكن براي الشخصي المتواضع ان لطالما عصابات الارهاب و الفساد مسيطرة في سدة الحكم لا يمكن ان يكون هناك انهاء للفساد دوما مالم يتم فضحه و فضح رموزه و التحقيق في جرائمه ضد الانسانية لتكون بلادا حجر اساسها العدل و الشفافية و ليس الافلات من العقاب و الفساد من اجل اجيال افضل و اوطانا اكثر تعافي كما البرازيل عملت في مكافحة الفساد فتحية و اعتزاز لكل من تطوع في خندق الدفاع ضد الفساد بكل امكانياته و قدراته في ان يحسب من الابطال الذين لا ينساهم التاريخ .
تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا