الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدهشة العقلية كمدخل لصناعة الفيلسوف

حسين موسى البناء
أكاديمي وكاتب

(Hussein Albanna)

2021 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


عندما تكون طفلًا فإن كل شيٍ يُمثّل لديك دهشة، ثم ما تلبث الأشياء أن تصير اعتيادية بحكم الألفة والتكرار، عندها نفقد القدرة على طرح التساؤلات والسعي للإجابات، ههنا يُقتَل مشروع الكائن المُفكّر فينا ويموت الفيلسوف المُحب والساعي للمعرفة!

يقول آينشتاين بأنه لم يكن يفعل شيئًا سوى الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها الأطفال؛ فعقل الطفل الخام المتحرر من أي قيد هو وحده القادر على تحويل الدهشة إلى أسئلة تبدو ظاهريًا بسيطة، برغم أن إجاباتها غاية في التعقيد.

الجميع مسؤولٌ عن قتل دهشة الطفل فينا اليوم وأمس، عندما كنا نحبو متكأين على الحائط، وعندما كنا نتعكز على عصا الشيخوخة، الجميع بدءًا بالأهل وليس انتهاءً بالنظام التعليمي التجهيلي الذي يقمع أي خروج عن الصندوق المقدس المُنمّط، وليس بريئًا منه كذلك نظام رأس المال المُحتكر للثروة، و الدكتاتورية المُحتكرة للسلطة، وحتى حُرّاس الدِّين المُدّعين لاحتكار الوصل بالآلهة !

الدهشة التي تُنتِج علمًا ومعرفة هي تلك الدهشة من أبسط الأشياء في الكون، كانسكاب الماء خارج الحوض، يوريكا الإزاحة، وكذلك هي تلك الدهشة من أعقد الأشياء في الكون، كانحناء الزمكان في الثقب الأسود.

الدهشة، واستمرارية الدهشة العقلية هي ما يمكن له أن يدفع لخلق مزيد من المعرفة والنور في مواجهة الجهل والانغلاق والظلام.

جميعنا تعلّم في مدرسة أو جامعة تُقيّم القدرة على الحفظ والتذكر، ولا تكافيء على التفكير، هذا هو النموذج المثالي للتلقين وخلق ملايين من البشر المستنسخين والمطيعين والمنصاعين للأمر الأعلى السلطوي بحيث لا تتمرد فينا دهشة الطفل عن مصالح القوى الساطية على عقول البشرية ومواردها.

إن كان هنالك هتافٌ للفيلسوف والمفكر فما هو إلا: "أنا مندهش، إذن أنا موجود".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل مستعدة لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة إذا فشلت المف


.. واشنطن متفائلة وإسرائيل تبدي تشاؤما بشأن محادثات هدنة غزة




.. التصعيد العسكري الإسرائيلي مستمر في رفح .. فماذا ستفعل واشنط


.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. ومواصلة اجتياح رفح




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا 3 مسيرات من اليمن دون خسائر