الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم وراثة يتوقع عواقب وخيمة لفيروس كورونا: -سوف نعود إلى الكهوف-

مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)

2021 / 2 / 14
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


يتحدث الدكتور في العلوم البيولوجية، البروفسور، رئيس مختبر عِلْم التَّخَلُّق (التابع للنشأة الأصلية) التابع لمعهد علم الوراثة العامة أو معهد فافيلوف (تابع لأكاديمية العلوم الروسية) سيرغي كيسيليوف عما ينتظرنا كنوع بيولوجي، إذا ما أصبحت عادةُ الجلوس في عزلة، ودون تواصل مباشر، مثابة طبيعتنا الثانية، فيقول إن العيش بعيداً بعضنا من بعض على "مسافة اجتماعية" يتعارض مع الطبيعة البشرية..

ويتابع البروفسور كيسيليوف: "العزل سيؤدي إلى التدهور والانغلاق في كيس حجري". فـ"الحياة هي دائمًا الاجتماع والمجتمع". - حتى أبسط أنواع البكتيريا أو الفيروسات نفسها دائمًا ما يتلامس بعضها مع بعض. وبالنسبة لأي إنسان، من المستحيل عمومًا أن يعيش بلا اتصال خارجي مع آخرين مثله، مع أشباهه. لقد أصبحنا أذكياء تمام الذكاء فقط بفضل التواصل والتعاشر والتحادث بالكلام – جاء في الكتاب المقدس، سفر التكوين: "في البداية كانت الكلمة". فبمجرد اختفاء "الكلمة"، سنصبح... أحجاراً جامدة يمكن الاعتماد عليها في البناء.

والطبيعة لن تعارض هذا إذا نحن شئناه لأنها ليست لنا، بل نحن لها، نحن مجرد جزء منها، موجودون بداخلها. وبمجرد أن تنقطع الصلات والتعاشر في ما بين الناس، فإن الإنسان العاقل كنوعٍ سيختفي بالطبع.
حينئذ لن يصاب أحد بفيروس كورونا (). لذلك، يجب أن نختار - إما أن نعيش في وئام مع الطبيعة التي توفر لنا ظروفها هي، ونسعى للبقاء على قيد الحياة والعودة إلى ظروف الوجود الطبيعية، وإما اختفاؤنا كنوع.
لذلك، يبدو شيئا رائعاً، ومريحاً لبعضهم التواصل والتعلم عن بعد على أساس دائم، وهما ذاك التحول الذي بدأ أهل السلطة والصولجان يتحدثون عنه بصوت أعلى وأعلى. لكن قد يأتي جرذ ويقضم الكابل البصري اللازم للأونلاين، وسيبقى كل واحد منا ساعتئذ محبوساً بمفرده في شقته المنعزلة. كيف ستنوجد صحيفتك وينوجد تلفزيونك آنئذ؟ يمكنك أيضًا أن تتخيل أن الأشخاص الذين يجعلون لنا الكهرباء، أو يزرعون لنا القمح، سيتوقفون هم أيضا عن التواصل أو يختفون أصلاً بسبب رداءة التعليم عن بُعد ... سيؤدي ذلك بنا جميعًا إلى النهاية الحتمية. سننقرض كما انقرض الماموث أو الديناصور. وهل نختلف نحن في الجوهر عنهم؟

هناك شائعات حول "حكومة عميقة" سترسم حدوداً صارمة تحيق بحفنة من النخبة... "دعهم يحاولون. لقد برزت "عقول مشرقة" مماثلة لهذه من قبل (كهتلر وأمثاله). أين هي الآن؟
إن جماعة "الدولة العميقة" بعزلهم أنفسهم عن البشرية جمعاء، سيدفعون بأنفسهم إلى طريق مسدود. فقط في مرحلة معينة قد يبدو لهم أنهم سيكونون في وضع متميز بالمقارنة مع الآخرين. لكن هذا لن يطول.

كلنا على هذه الأرض مرتبط بغيره من بني البشر. من وجهة نظر الطبيعة والبيولوجيا والتنمية، انعزال هؤلاء عن باقي البشر سيؤدي أيضا إلى التدهور والانغلاق في كيس حجري. سيجلسون في كهف ويطبخون الطعام في قدر من الفخار. من ذا الذي سيصنع الحديد لهم، من ذا سيمد لهم الألياف الضوئية؟
حتى الأشخاص الذين سيدربونهم على خدمتهم سيبدأون في طرح أسئلة غير مريحة على رؤسائهم هؤلاء. لا شيء يدوم إلى الأبد، والأسد لا يعيش وحده في الغابة، وعاجلاً أم آجلاً سيمرض ويموت. للطبيعة والسنين تأثيرها. ربما وفقًا لهذا القانون، سيحدث الشيء نفسه في العام المقبل لفيروس كورونا، وسننسى الأمر كأنه كابوس ومضى.

بناءً على ما نراه من حولنا اليوم (أعني استخدام الوباء في خدمة المصالح السياسية لمجموعات معينة من الناس)، يذكرنا جدًا كل هذا بنوع من فاشية تكنولوجيا المعلومات وبالنازية التي واجهناها بالأمس البعيد.
بالنسبة للأطفال، سوف يكبرون غير متعلمين من خلال التعليم عن بعد، لأن هذا ليس تعليمًا، سيعلمهم الإنترنت طرقاً سهلة للربح والفجور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب