الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- الهند أم العجائب- في عيد الحب

هاشم مطر

2021 / 2 / 14
الادب والفن


كاد قلبي تخترقه الابتسامة، حينما قررت أن أكتب رسالة، رسالة حب، طرب وبهجة، فعيد الحب يمضي في كل عام كشعاع بارد ثم يغيب فلا يترك أثراً بي كما لم يترك أثره فيكم، فأنا وأنتم من طينة مبتلّة منقوعة بدموعها ومكتفية بذاتها، وعلى ما يبدو منذورة للصمت بندرتها وقلقها وشدة تعلقها بشقائها. فقلت: ليس من الأنسب ان انكأ ذكرى هذا اليوم بالكثير مما فات وتعذر حضوره، بل سأتفاءل بالقادم، فلدي من الأسباب ما يجعلني افرح.

وعلى عكس ذلك، قلبت دفتر الأسماء في عالمي الالكتروني الذي هجم علي منذ سنين ابحث عن من يشاطرني الفرحة في هذا العام، عكسه حتى عام فائت لم اجد قلبا واحدا سعيدا او موغلاً على نحو اقل بفرح يجعله يجتاز يومه، او حتى قابلا لاستلام تحية مني بهذا اليوم، حتى وان تبسّم وهو يقرأها فيقول: اي تندر هذا وما زلنا نرفل برداءة الزمن الذي نعيش وبسقم ايام تخيط ذيولها بما يليها بإبرة ناعمة تستعصي على الفتق. فتساءلت ان هو الأمر كذلك لأننا اصبحنا لا نتذوق الأشياء الا مع مرارتها!؟
لكنني وجدت مع ذلك أن افعل واحتفل، حتى وان غردت خارج السرب، بأن أكشف سري واترك تحية لومضة سحر من عشق حاضرة اضطمت على وجه وعينين، قلت عنها في وقت سابق من لون الطين، ومعطف مطري أحمر او أنه يشبهه، لعله سبقَ عيد الحب بلمعته وفتوته، وصوت تشغلني عذوبته حتى يعلن عن ساعة حضور اليوم البهيج. اخترقتني الومضة وشغلتني واخذتني اليها بعد ان اخترقتني طعنة ديسمبرية ليست فقط لزمنها وانما لشدة تعلقها بالسهم! فقلت:
اعرفي مكانتك في ساحة حربك مع جيش قوامه قلب واحد لعشق واحد! فما كاد يسقط بحبك حتى كان لصوتك سحر عصى موسى فقام لتأخذيه مجددا كقوس بسهم من أربعة رؤوس من حروف الحب، تأنيثاً او تذكيراً: (ا ح ب ك)! حتى انهمل الدمع فالأشياء الكبيرة تحصل في اي زمن كان. فما أن عبرت ثانية، همسة أخرى، حتى كان الكيبورد يلهو مع الحروف التي الفت ملمسها أصابعي ليخبر ليقول، ليصرخ فانه يعرف أن هناك في الضفة الأخرى من سيأخذها لقلبه. ولكنه الآن كيف سيصطبر على غياب الدفء الذي يجعل أطراف أنامل تلامس حروفه بأنها ستذهب لانتظار قريب يحضر! حتى وان عرف أن زاجلا سيأتي بعد حين يأخذه إليها لكنه يبقى بوحشته حتى يعود الزاجل ليس برسالة ولكن بزقة ماء يدلقها بين شفتي العاشق فيهرب إلى روحه!
والأكثر من كل هذا كله: فهل سيعرف الورد شدة تعلقه بميسمه؟ فالوردة تستوحش عزلتها حتى صباح تتفتح فيه أخرى ترافقها والفجر، توأمها، (هو وهي)، أنيسا الوحدة وصخب الأشياء وحتى بقايا اليوم (كزعابيل) تأبى الا ان تترك رونقها في أي مكان، كل مكان! اطمأن قلبي فقلت: نم يا كيبورد سيوقظك الزاجل ذات لمح ضياء! وتأتي، فلكل منا نجمه الحافظ سيجعل حبه قريبا منه.
آه لو تعرفون خوفي ان يبدد الصحو حلمي لأنصفتم قلبي العليل المنصت لذؤابات الشوق، كتأنيث بـ(هي) ومقابله (هو)، يذكرني بمسلسل ثمانيني (هو وهي) لسعاد حسني واحمد زكي، راحلان الى حب سرمدي سيفوق عجائب الهند فيظفران بأغنيتهما آنذاك (الهند أم العجائب) وما بينها عجائب أخرى لصلاح جاهين!
يعيشان قربا لا يعرف قلبه غير ذلك الذي اخترقته المزنة بشتاء فائت وحب نابت فأضحى نجيلا اخضرا في كل فصل، له دقات مميزة تميزه عن وقع آخر صوت للودق او حرفان تسمرا على شجرة. فما هي الا لحظات حتى تململ هذا العمر المتناقص منذ ولادته، موعود بنهاية عمر بسعادة قد لا يحتملها قلبه، ودموع اللؤلؤ تقضم حياة براعمه فتنهد على وقع هسيس الحلم وتبسم لعيد الحب.

هل تعرف الآن يا عيد الحب بإنني اعشق احلامك، بل وجودك ورشاقة انفاسك تصعد حبا لبرتقالة، وينزل هياما لمنزلة أخرى تحبه فاضطمت أضلعك على سرها، فأدفن رأسي بين ضلوعي لأني آويتها القلب اينما يشتد النبض وتلهج الروح حد اللوعة بالصبر، فلا اتوانى أن اولد بصورتها تباعا بروح تعشق الورد، كل الورد الذاهب لصفاء المطر، مشرأب الميسم مبسوط البتلات يقدح بحبات الندى، ويلهث بندرة العجب، عجب العجاب لحب أثيري جعلني أتعلق بالغيمة، فالأرض خصام والوجوه خصام، الا وجها واحدا يأخذني لحلم يندلق كما صفحة بحر ورمل ضارب لأبيضٍ مطعون بشمس تدفئه كلما احتجب عنه الشوق، او هكذا في اليقظة حتى يتساوى الأمران فأقول:
فمثله بالحياة هو ما تحلمين واحلم! فأقبّل حلمك واقّبل رخامة صوتك!. ولا اخفيكم الملاك الذي زارني بابتسامة عطوف يوم أمس وانا على وشك الكتابة، مسد على رأسي وقال: لم يحن اجلك بعد يا ولدي، ثم ابتسم لي من فوق كتفه وهو يغادر وقال: ستكون سعيدا هذا العام!!، وما زلت متعلقا ببسمته حتى فاح منها صوت الحب وندرته لأضبط ساعتي على موعده بعقربيها ١٢ فأنه يوم حب جديد حتى وإن شارف العمر على نهايته، وما زالت الهند بعجائبها تزف سعاد وأحمد بالكثير من النوادر والحكايا وايضا الكثير مما يطلق الخيول لاكتشاف الهند السعيد.
فاكتشفوا احبتي برحلتكم صوت الحب فأنه اقرب من كل رزايا وانقى من اي مزيا، وله رنين الغيمة لتملأ كأس المغلوبين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا