الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(ضد الجنس)-ماركو فيري:Counter Sex1964

بلال سمير الصدّر

2021 / 2 / 15
الادب والفن


هو من افلام المقتطفات الادبية التي تحقق بالعادة من قبل أكثر من مخرج،وهذا الفيلم حقق من قبل ثلاثة مخرجين أحدهم هو موضوعنا(ماركو فيري).
الجزئية الأولى هي من تحقيق المخرج فرانكو روزي ومن انتاج كارلو بونتي،وهي بعنوان الكوكاكيين يوم الاحد:الكوكاكيين يوم الاحد(انتهاك الضحك):
يعتمد فرانكو روزي في هذا الفيلم الاسلوب الكوميدي المألوف بالنسبة للأفلام الايطالية في تلك الحقبة،وهو الاسلوب الأقرب للسخرية،وشيئا فشيئا،تسير هذه الكوميديا أو تتحول الى كوميديا عرضية أو كوميديا موقف
.SitCom
والقصة برمتها تبدو أحداثها مفتعلة:تكتشف مارسيلا عرضيا أن زوجها ساندر يتعاطى الكوكايين،وتتناول جرعة بشكل عرضي وغير مقصود،لتتحول مارسيلا الى حالة اقرب الى الهلوسة،من ثم تطلب من زوجها أن يتعاطى النصف الآخر وأن لايتركها وحيدة في مثل هذا الموقف،وبعد تردد كبير يقوم ساندر بأخذ المتبقي من الجرعة،والملفت للنظر أنهما يحاولان اختراع أفكار خصبة مبدعة حول الممارسة الزوجية أثناء هذا السكر الهلوسي،بل شعرنا أن هذه الكوميديا (المفتعلة) كانت على وشك الانقلاب عندما يقول ساندرو جملة على شاكلة:سوف نلعب لعبة الحب والموت
يرى فرويد أن الرغبة الجنسية دونا عن غيرها من الغرائز،لا تمتلك مؤشر احصائي رياضي يقيس تطوراتها وانتقالها من حالات الى اخرى عبر التاريخ،بل هي معرضة للنكوص أحيانا والتوقف ايضا عند نقطة معينة.
قد تكون المحفزات-ومنها الكوكايين-لها دور في قياس الرغبة الجنسية كغريزة تطورية،لتقودنا هذه النتيجة ان الرغبة الجنسية تشبه المرض احيانا،لأنها تثور من حالتها الطبيعية إلى حالة اشبه بالغليان في حالة محددة ليس لها أي علاقة بالمسار الزمني التاريخي لنظرية التطور.
مايحدث فعلا في هذا الفيلم،او في هذه الجزئية هو انتهاك الضحك.
الجزئية الثانية: البروفيسور 1964-ماركو فيري
،وهوUgo Tognazziما يقال عن الفيلم،بانه القنبلة الابداعية الأولى للمخرج في الحقبة الايطالية مع الممثل
بطل هذه الحقبة بامتياز،والفيلم هو من كتابة المخرج نفسه،ما يشكل مصطلحات نقدية تحدثنا عنها سابقا،وهي سينما المؤلف والعشيرة السينمائية...وربما السينما الشعرية
على العموم،حتى الآن لايوجد اي اكتمال للشكل عند ماركو فيري،لأنه حتى الآن لم يقدم فيلما يصلح لأن يخلد اسمه كمخرج كبير...
نستطيع القول عن فيلم البروفيسور،بانه فيلم كبير حقا قال الكثير بشكل واضح وبشكل مختصر ايضا،ولولا ان طبيعة الفيلم برمته قائمة على الاختصار،لقلنا ان الفيلم لازال ناقصا في المعالجة وفي السرد ايضا.
يوحي الفيلم ومن بداياته،بأنه عن الشكل الطبيعي المألوف للغواية،على ان كل مايدور من حولنا،أو بشكل اصح من حول البروفيسور،هو شرح مبسط لحالة مرضية ومألوفة ايضا تدعى بالكبت الجنسي.
البروفيسور يدير صفا من الفتيات فقط في عمر المراهقة،ويعيش حياة هادئة فيها شيء غير مألوف وغير طبيعي،فهو يعيش مع عجوزتان أحداهما هي جدته لأمه،ويكتفي بقضاء لحظات فراغه بين كتبه وبين المقهى.
هو ينطق بنظريات ظاهرها مبعثه القناعة،ولكن داخلها هو الضعف:الانسان هو حيوان غريب-بعد مشهد تبجيلي في امتداح الأمومة-حياته هو مسيطر عليها تماما من قبل الجنس،وبعد كل شيء,هو يرى الأجندة المختفية،الرغبة الآثمة.
(هذه التصريحات تشكل ادعاءا بالانتصار فقط ليس إلا)
ما هو واضح،أن البروفيسور،هو ضحية الموانع الجنسية التي تدعى عند فرويد بالأخلاق وردات فعلها الانسانية هي الخجل،فهو يتجنب حتى النظر الى تلميذاته،وهو واقع حتى النخاع في غواية تلميذته(زاناتي)،وهو مع قوة مقاومته الداخلية،يقبع كامل هذا الهاجس في اللاوعي،على ان الفعل التقليدي قادم من هنا...من الغواية التي لم تعد قادرة،أو لم يعد هو قادر على اخمادها في اللاوعي،فيما تلاحقه أحلام اليقظة والهواجس...البروفيسور ليس الا مضطرب نفسيا يبكي نتيجة قمعه الشخصي لرغباته الجنسية...
يصلح هذا البروفيسور بالتأكيد،بل بامتياز،أن يكون أحد مرضى فرويد الذي سيمارس عليهم أسلوبه في التحليل النفسي،وربما ستكون الغرفة التي يدعو فيها البروفيسور البنات الى الدخول اليها حال انجازهن امتحانهن الانشائي قبل وقته هي المهبل الأنثوي..وربما سيغرقنا فرويد أكثر في أخصاء ولذة وتكرار.
حقق ماركو فيري فيلما ممتازا عن الجنس ومن دون أي مشهد جنسي واحد،ولكن ان نقول عن الفيلم بانه قنبلة ابداعية فهو شيء بالتأكيد مبالغ فيه.
سيدة أعمال مشغولة1964:حتى بيتهوفن كان عليه ان يدفع مخالفة في يوم من الايام
هذه الجزئية هي من كتابة تونينو جويرا ومن اخرج ريناتو كاستيلاني
المايسترو معجب بامراة لايعرفها تمر عرضيا في الطريق العام،مثيرة للأعجاب وملفتة للنظر وبسرعة تقبل جيوفنا اللقاء به...
حركاته تسير مع دقات الاوركسترا،والخلفية الموسيقية على نمط المايسترو،ويكتشف انها عملية في كل شيء،وهذا ليس شيئا فنيا أبدا،هي في الحقيقة عبده لأعمالها المالية لدرجة انها لاتستطيع أن تجد دقيقة واحدة للحب.
بين الربط والانفصال،بين اللمسة الفنية والحاجة الرأسمالية التي صاغت هنا حتى العلاقة الكونية البشرية،وحتى لو خضعت العلاقة الحبية لمثل هذه المعطيات،فبالنسبة للمايسترو والمهم بالنسبة اليه-طبع الغريزة-هو الوصول الى تلك اللحظة،ولكنه لم يصل اليها ابدا وبالتالي سيكون هذا المايسترو هو الضحية...ضحية رغباته واصراره عليها،وضحية اللمسة النفعية للرأسمالية حتى لو كانت غير مقصودة...سيكون المايسترو ضحية استغلال جنسي معاكس في الطريقة والهدف.
لا يخلو الفيلم من مبالغة في تفصيل وتطوير هذه العلاقة،وحس ساخر نقدي مفتعل من سلطة المال التي سيطرت على العقل بالنسبة لجيوفانا...وسيطرة الشهوة الجنسية بالنسبة للمايسترعلى ان هناك شيء يكافح الحب في هذا الفيلم.
هي طبيعة العلاقة النفعية التي تقيمها جيوفنا مع كل من هم من حولها حتى المايسترو نفسه...
يخسر المايسترو كل شيء حتى مستقبله المهني،ولكن حتى بيتهوفن كان عليه ان يدفع مخالفة في يوم من الايام.
هذه الجزئية هي الأكثر حيوية وقبولا لدى المشاهد،متوازنة على انها تميل الى الافتعال ايضا،بينما جزئية البروفيسور هي الافضل في هذه الثلاثية.
16/01/2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعد خضر يرد على شائعات وفاته


.. من المسرح لعش الزوجية.. مسرحيات جمعت سمير غانم ودلال عبد الع




.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله


.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك




.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في