الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات محيرة

علاء هادي الحطاب

2021 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لا أود الخوض في اهداف الانتخابات في النظم السياسية الديمقراطية كون الامر اصبح معلوما على مستوى التنظير الاكاديمي لاغلب طبقات المجتمع نتيجة الحديث المستمر فيه بإسهاب حتى عزف عن سماع نغمته كثيرون لان نتاج ما يرونه يختلف عن تنظير ما يسمعونه الامر الذي قلل ثقة الناس بموضوع الانتخابات على الاقل عامة الناس لا نخبهم، فضلا عن كم الاحباط المتراكم الذي عاناه المواطن مما جرى ويجري، ولهذا الامر مدلولات غير محمودة فإذا تراجعت ثقة الناس بالانتخابات كآلية لحاكمية الشعب تأصيلا للديمقراطية في النظام السياسي الذي يحكمهم فان بدائل ذلك حتما ستكون دكتاتورية بالوان وصور متعددة تنتهي الى حكم شمولي لم يعد للناس دور فيه اطلاقا.
لذا فان خيار الانتخابات النزيهة هو الحل الوحيد لاستدامة نظام سياسي يعالج اخطاءه ويصحح مساراته وان طال زمن ذلك وواجهته معرقلات عدة، اذ ان بدائل الانتخابات كآلية للوصول الى السلطة في بلد تتقاذفه الخلافات الداخلية والتدخلات الخارجية ستكون الفوضى وما يتبعها من ازمات تؤدي بالنهاية الى عدم الاستقرار بدرجاته العليا التي ستتمظهر بصراعات ربما تكون دموية لوجود مقدمات واستعدادات وممكنات لذلك.
ومن هنا ليس امامنا الا الذهاب الى انتخابات نزيهة وشفافة على الاقل بالقدر الذي تكون فيه مقبولة داخليا وخارجيا، الامر الذي يتطلب اشرافا دوليا وليس وصاية دولية على نتائج تلك الانتخابات لان مجرد حضور تلك الوصاية الدولية على قبول نتائج الانتخابات من عدمه مدعاة لخلافات اكبر واشد واعمق سيما ان واقعنا يسهم ويساعد على استفحال الازمات لا احتوائها.
لذا فان الانتخابات المقبلة محيرة بالنسبة لجميع المشتركين فيها كمرشحين احزابا وافرادا من حيث الآليات التي ستعتمدها مقابل النماذج التي مرت بها في التجارب السابقة مع نشوء احزاب وتيارات وايدلوجيات جديدة في المشهد العراقي عقب حركة احتجاجية كان رأس مال مطالبها انتخابات مبكرة وحرة ونزيهة يقبل بها طيف واسع من المجتمع، وهنا تكون المسؤولية مضاعفة على جميع المشاركين فيها اولا وبالدرجة الاساس مفوضية الانتخابات والحكومة والقوى السياسية الفاعلة وكذلك الناخبون فسيناريوهات فشلها وعدم القبول بنتائجها تعني صراعات أمّر علينا مما حدث في مسيرة تشرين الاحتجاجية وسيكون من الصعب ايجاد حلول لانهائها بعد فشل مشروع الانتخابات كآلية للتغيير الذي ينشده المجتمع وعندها ستكون الخيارات اكثر راديكالية مما نتوقعه، لذا فليعمل الجميع على انتاج انتخابات غير محيرة ومقبولة لطرفي الحراك الجماهيري والاحزاب والقوى التقليدية كمقدمة لتغيير اوسع في المراحل المقبلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح