الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيحاسب من في لبنان ؟

ثائر دوري

2006 / 7 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


في النقاش حول دور حزب الله يتعامل بعضهم معه و كأنه مقاول عهد إليه إنجاز عملية التحرير و مقاومة العدوان الصهيوني ، فبات عليه أن يستريح بعد أن أدى المهمة على خير وجه ، أي أن يسلم سلاحه و يأخذ أجره و يركن للهدوء . هل يعقل هذا ؟ هل قرأ الذين يقولون بهذا الكلام تاريخ الشعوب ؟
كل الشعوب التي تعرضت لاحتلال جزئي أو كلي و نشبت فيها حركات مقاومة ، مسلحة أو سلمية ، تحت أي شعار كان ، ماركسي ، أو ديني ، أو وطني ، أو قومي . و أنجزت هذه الحركات ، السلمية أو المسلحة ، عملية التحرير بنجاح . فإن هذه الحركات بعد نصرها استمرت بأداء دور مركزي في الحياة السياسية في البلد بعد التحرير ، بل حكمته و لعقود . حدث هذا في دول من شرق العالم إلى غربه . فديغول وصل إلى الحكم في فرنسا لأنه قاد المقاومة ضد النازيين ، و في الهند بقي حزب المؤتمر يحكم الهند لعقود لأنه قاد عملية التحرر من الاستعمار البريطاني ، و كذلك الحال في الجزائر فقد حكمتها جبهة التحرير ثلاثة عقود كاملة بعد أن أنجزت عملية تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسي . و في فيتنام ما زال الحزب الشيوعي يحكم بعد أن طرد الاحتلال الأمريكي من الجزء الجنوبي من البلاد و أنجز تحرير و توحيد البلد . و يمكنكم تعداد عشرات الأمثلة من بلدان العالم الثالث و غيرها . كل حزب أو جبهة أو مجموعة أنجزت تحريراً من احتلال كامل أو جزئي حكمت البلد بعد إنجاز مهمة التحرير ، فتحول المقاومون إلى عسكريين نظاميين وصاروا جنود و ضباط و قادة جيش الدولة المحررة . و أصبح رجالات الحزب ، الذي أنجز هذه المهمة ، رجالات الدولة . و بالتأكيد هذا ما سيحدث في العراق بعد وقت طويل أو قصير ، فالذين يقاومون المحتل اليوم في العراق هم من سيستلمون السلطة بعد التحرير ....
لم يحدث مثل هذا الأمر مع حزب الله اللبناني نتيجة وضع لبنان الفريد و تركيبته الطائفية المعقدة و كونه ساحة تقاطعات إقليمية و دولية متشابكة و الأهم من ذلك عقلانية قيادة حزب الله و تفهمها لوضع بلدها . و لولا هذا الوضع الفريد لكان وضع حزب الله مثل وضع حزب المؤتمر في الهند ، أو حزب جبهة التحرير في الجزائر، أو الحزب الشيوعي في فيتنام . و لكان أمينه العام رئيساً للدولة ، و أعضاء مكتبه السياسي وزراء الدولة المحررة ...........الخ . لكن فرادة النموذج اللبناني كان لها رأي آخر .
و بدلاً من أن يدرك الساسة اللبنانيون ، الذين كان بعضهم متعاملاً مع المحتل الصهيوني و هم بالمعايير الفرنسية التي يعرفونها جيداً كان يجب أن يطبق عليهم حكم الإعدام كما فعل ديغول مع بيتان . بدل أن يدرك هؤلاء الساسة هذه الحقائق و يتصرفون على أساسها فيوجهون شكراً مضاعفاً لقيادة حزب الله لأنه أنجز التحرير ، و لأنه تنازل عن حق تاريخي بديهي بحكم الدولة المحررة . بدل ذلك تعاملوا مع المقاومة بعنجهية فاعتبروها مجرد مقاول أنجزت مهمتها و عليها أن تنسحب ، كما ذكرنا ، هل يعقل هذا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إسقاط مسيرة إسرائيلية بعد استهدافها في أجواء جنوبي لبنا


.. كيف ستتعامل أمريكا مع إسرائيل حال رفضها مقترح وقف إطلاق النا




.. الشرطة تجر داعمات فلسطين من شعرهن وملابسهن باحتجاجات في ا?مر


.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا




.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا