الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحسجة أو الحسكة: التسمية. من كتابنا( مئة عام مرت على بناء مدينة الحسكة).1966م.

اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)

2021 / 2 / 15
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


مدينة سورية تقع في أرض الجزيرة السّورية، على نهر الخابور الذي يمرها من جنوبها الغربي وجنوبها الشرقي، هذا قديماً، أما اليوم يمرها في وسطها، وهي مركز محافظة الحسكة البالغة مساحتها 23 ألفاً و334 كلم مربع. وتبعد الحسكة عن العاصمة دمشق 600 كلم، وعن مدينة حلب 400 كلم. وعن دير الزور 179كلم.
مدينة الحسكة حديثة العهد في بنائها الجديد. حيث بدأ مع مجيء عمسي موسي وأسرته وإخوته قادمين إليها من طابان وبنوا لهم بيتاً كان أشبه بقصرٍ محاط بجدران (حيطان) عالية وعريضة ولفناء الدار( الحوش) باب كبير وله ثلاثة مزالج تُقفل وبعدها هناك قفل كبير قالوا: كان قد جلبه معه من ماردين.
وأما بالنسبة للتسمية :
فقد اختلفت الآراء حول هذه التسمية. ومن أين جاءت ؟! فمن التقينا بهم قبل أكثر من أربعين سنة. هؤلاء الذين شكلوا الجيل الأول والثاني. من الأوائل الذين عمرّوا قرية الحسجة. بعضهم قال: سمعنا أهلنا يقولون عن مجموعة بيوت لاتتعدى العشرة .في هذا المكان الذي كان يكثر به شوك ينمو بشكل غزير، وكثيف ويُزعج البشر والحيوانات على حد سواء حيث يعلق بصوف الغنم وشعر الماعز.حتى الحمير والبغال لم تكن تسلم من أذيته .بحيث لو علق بصوف الغنم لا يمكن نزعه إلا بقص الصوف. واسم ذاك الشوك (الحسك) والعرب تلفظه الحَسَجْ. فقالوا الحسجة كمفردة لشوكة الحسج. وقد أجمعوا على رأي واحد وهو أنها تسمت باسم الشوك .
وقال بعض ممن عَمِلَ مع الفرنسيين في عملية الطبوغرافيا والمسح الأثري ومنهم السيد بحدي عبد النور قال: كان في مكان الجسر الحالي نفسه آثار جسرٍ روماني قديم. ورأوا أخشاباً متهالكة تمتد على أكثر من ركيزة حجرية من الحجر الأسود .كما وجدوا وسيلة للتنقل من شمال النهر إلى جنوبه،وبالعكس كالعبارة مصنوعة من أغصان الأشجار الكبيرة. كانوا يسمونها بحسكة ولم تكن واحدة بل مجموعة حسكات لنقل العابرين فالمكان مهم وقديم جداً يعود إلى العصور الحجرية والآشورية والرومانية واليونانية والآرامية والعربية. ومن هنا جاءت التسمية ولانستبعد بأن الأوائل سموها نسبة لشوك الحسك.وقال سمعتُ من يُجيدون السريانية بأنّ كلمة حسكة: لفظة سريانية، مكوّنة من كلمتين. وتعني تنظيم جريان مياه النهر .لأن في المكان يُشكل نهر الخابور حركة متعرجة تشبه الشص خاصة عند شبه الجزيرة التي بُني عليها جرداق متى ولوقا. حتى جنوبها نرى نهر الخابور كالشص الذي يصطادون به السمك ينحرف من الشمال للجنوب الغربي ومن ثم يُتابع إلى الشرق. وأن أول ذكر لكلمة الحسك نجدها في أقدم كلام في الوحي حيث يقول الله سبحانهُ وتعالى لآدم : ( ملعونة الأرض بسببك بالتعب تأكل منها أيام حياتك.وشوكاً وحسكاً تنبت لك وتأكل عشب الأرض).وحتى سنبلة القمح تتكوّن من حبات الحنطة (القمح) وحسك .
وخلال بحثي منذ منتصف الستينيات من القرن العشرين وحتى عام 1988م عندما هاجرتُ إلى أمريكا لم أسمع من أحد أولئك الكِبار في السن منْ قال غير ما ذُكرتْ بالنسبة للتسمية.وقد أجمعوا على تسميتها بالحسكة نسبة إلى شوك الحسك. بحسب اللفظ القلعة مراوي والميردلي والمنصوراتي والمديادي وحين خالط العرب الذين كانوا يعيشون في الخيام على بعد كيلومترات أهل القرية (الحسكة) بغرض شراء حاجياتهم من دكاكين هؤلاء القلعة مراوية والميردليية والمديادية .أصبح هؤلاء يُنادون المكان بالحسجة.وقد غلب اللفظ العربي البدوي للكلمة الحسج. حتى أن الوثائق العثمانية كتبت كلمة الحسكة كما ليلفظها البدوي حينها ( الحسجة) .وقال السيد حمود ياسين العليوي إن التسمية ((نتيجة وجود الحسك بشكل كثيف وقد تعود الناس على الاسم وبحسب ما تداوله الأوائل، ولهذا ترانا لم نبدل التسمية لكونها واقعية، وكان من الممكن على المكوّن العربي أن يبدلها لكنه حافظ على ما تناقلته الألسن .وأما من يدعي بغير ما تقدم فهو يهدف لغايات سياسية ويُجير الحقيقة، ويُزور في التسميات على هواه. بدليل لم يكن في سهول الجزيرة غير قبائلنا العربية المتناثرة هنا وهناك .حيث كان أغلبهم وما نسبته 97% منهم يعيش في الخيام )).وعن هذا القول الحقيقي نجد وثيقة عثمانية رقمها وتاريخها .فرقمها 114NZ ـ 1316مالية و1318 هجرية الموافق لـ1900ميلادية جاء فيها أن الباب العالي يطلب من وجهاء قبيلة الجبور والذين يتوزعون على ((الخابور الأوسط)) أن يبدؤوا ببناء القرى بدلاً من سكناهم في الخيام،أي أن يهجروا العيش نهائياً في الخيام وعلى ألا يعترض منهم أحد في مخالفة هذا الأمر...وقولنا لم يكن في المكان سوى القبائل العربية المتناثرة التي كانت تتنقل طلباً للماء والكلأ عبر سهول الجزيرة يؤكد أمرين وجودهم وأسبقيتهم في أرض الجزيرة وتنقلهم وعدم استقرارهم أولاً من دون أن ننسى الوجود القلعة مراوي والميردلي والمنصوراتي والمديادي والقصوارني والبنيبليي في قرية الحسجة ثانياً .
ونؤكد تسمية الحسجة كما ورد ذكرها سابقاً لثقتنا بأنّ الأوائل من أهل الحسكة الذين أخذنا عنهم .لم تكن لهم غايات سياسية أصلاً.لهذا كلّ كلامٍ غير ما تقدم يعدّ تغييراً وتزويراً للحقيقة. فلو أراد العرب أن يفرضوا رأيهم لقالوه يوم كانوا أقوياء إن الحسكة سماها فلان أو أنها سُميت لأمر ما. وحتى المسيحيون الذين أسسوا المدينة فلم يسموها باسم خاص بهم. هذا يدل بشكل واضح وجلي بأنّ التسمية جاءت من الواقع لكثرة فعلاً الشوك الذي كان ينبتُ غربي الثكنة العثمانية، وينتشر غرباً حيثُ مبنى الهجانا وشرقاً حتى حدود الحارة العسكرية وكان ينبتُ بشكل منقطع النظير لكن تلاشى وجوده مع العمران وحركة البناء في المكان .
وأميل إلى التأكيد على أن تسمية الحسكة جاءت من كثرة وسيلة النقل القديمة التي نسميها عبارات (حسكة) .والتي كانت تكثر على نهر الخابور إلى وقت قريب قبل بناء الجسر الخشبي وجاء بعده الجسر الحديدي الذي بناه الفرنسيون في السنة الأولى من مجيئهم من دير الزور وانتهى العمل به في عام 1923م.
وأؤكد أنّ التسمية جاءت من تلك الوسيلة .وهي أقرب إلى استنتاجاتي على الرغم من أنني أطلقتُ على التل الذي تجثو تحت أنقاضه مدينة قديمة سميتها (( نهرين)). كان ذلك في معرض حديثي مع عالم الآثار السيد ديفيد أوتس وزوجته، الذي كان رئيساً للبعثة البريطانية للآثار والتي كانت تُنقب في تل باركتو(تل براك). في الربع الأول من ثمانينيات القرن العشرين ولقاءاتي به تجاوزت ثلاثة لقاءات. وأما عن الاسم الذي أطلقته على المكان (نهرين) فقد سألني يومها عن السبب الذي يدعوني لتسميتها بنهرين. قلت له: ألا ترى بأن نهر الجغجغ (بغدون) يصب في نهر الخابور إلى الجنوب الشرقي من تلها؟ّّ!! فأعتقد التسمية مناسبة أليسَ كذلك؟!! ووافقني الرأي وهزّ برأسه وقال لي :(( سنتريث قليلاً على الرغم من إعجابي بك وباستنتاجاتك وأنتَ محق بهذه التسمية الواقعية. لكن أرى أن تبدأ أعمال الحفريات والتنقيب عن الكنوز التي في هذا التل .حيث من المؤكد ستجلو الأبحاث الأثرية عن الاسم الحقيقي لهذه المدينة العريقة.والتي أتوقع بأنها تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد)).وكنا نتحدث عن توابع المدينة مثل القصر الملكي الواقع تحت كنيسة العذراء للسريان كاثوليك الموجود إلى الشمال الغربي قليلاً من كراج الانطلاق القديم (كراج بيت آدمو).وعن معبد شمشو المتوقع وجوده تحت كنيسة الكلدان، والمقبرة التي تقع تحت بناء البلدية الحديث، وسوق الصاغة حيث تمتد جنوباً إلى ما قبل سينما دمشق التي هي ملك لبيت لولي أبو نغم. وبعد فترة ليست ببعيدة عما كنا نتحدث ونتوقع ونفهرس المكان جاءت التنقيبات الأثرية في تل مدينة الحسكة في نهاية القرن العشرين،وبينت العديد من تكهناتي أولاً وما كان يأمله ديفيد أوتس ثانياً.حيث بان النقاب عن وجود كنيسة تعود للقرن الرابع الميلادي،وهذا يؤكد أن الوجود المسيحي كما قلنا في المنطقة ليس بجديد ولم يأتِ المسيحيون لأرضٍ غير أرض أجدادهم، كما أكدتْ كلّ المكتشفات للبعثة الوطنية السورية أن مدينة الحسكة التاريخية تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد.وبأنها مدينة آشورية تُدعى (مكريزي) حيث كانت منتجعاً للملك الآشوري تيكولتي نينورتا الأول يستريح بها عندما كان في مهمات حربية وكانت ترتبط بوحدة المصير لباقي الإمبراطورية الآشورية.وكانت البعثة الوطنية السورية بقيادة الدكتور عبد المسيح بغدو التي نقبت في تل الحسكة.وأما الاسم الذي أطلقته على المدينة مع ديفيد أوتس في الربع الأول من ثمانينات القرن العشرين ،كان عبارة عن رأي تحليلي وموضوعي وواقعي. لكون التل الأثري يومها يقع على مقربة من التقاء نهري الخابور القادم من الغرب ونهر الجغجغ القادم من الشمال.ولكن بعد الحفريات الأثرية لابد من أن نُغير التسمية من مدينة نهرين إلى مدينة مكريزي.وأما معنى مكريزي فلا نعلم ماذا تعني هذه الكلمة. إنما يجب التأكيد أن التسمية جاءت إما من خلال الشوك الذي كان يكثر على الضفة الشمالية لنهر الخابور خاصة.أو لكثرة العبارات (حسكة) التي كانت تكثر على نهر الخابور لنقل المتنقلين بين الشمال حيث ماردين يومها والجنوب حيث دير الزور .وجاء ذكر الحسكة في كتاب (طبوغرافيا التاريخ السوري) لرينيه دوسّوRENE DUSSAUD
Topografie historigue de la Syrie. p.488عن الحسكة بأنها كانت تُدعى بشاديكني.(شادي كاني).وكان الآشوريون يعرفونها بهذا الاسم الذي تحوّل إلى ساكان على عهد الرومان، واتخذ هذا الاسم الأخير العرب في أوائل سيطرتهم محوّلينه إلى حسكة ولفظه البدو حسيشة.أما المؤرخ ده فريز فيقول في كتابه (تاريخ الكنيسة الأنطاكية) إن كلمة الحسكة تعني القلاع من حساكا وهذه الكلمة تأتي من فعل حساك وتُجمع حساكه وأن الحسكة كانت عبارة عن عدة قلاع واقعة على ضفاف نهر الخابور وفي الحسكة أكام وتلول كثيرة لربما كانت هذه الأكام والتلول قلاعاً في الزمان الغابر وأن الكنيسة الجديدة واقعة على رابية في وسط الحسكة، حسنة الموقع، مرتفعة يراها الجميع من بعيد وهي أول بناء يقع عليه النظر عندما يُطل الإنسان على بلدة الحسكة. وقد هُدمت هذه الكنيسة الجديدة وتُشاد غيرها جاء هذا القول في موقع في الفيسبوك هذا هو (Facebok.com/biladassyrian).إنني أحترم جميع الآراء خاصة تلك العلمية منها .وأود أن أقول إن كلمة حسكة كلمة آشورية وليست سريانية لو أخذنا السياقات التاريخية في نشأة اللغات هذا أولاً على الرغم من أنني لا أجد حرجاً علمياً ولا تاريخياً في قولي إن اللغة السريانية التي هي آرامية كانت نتاج لغات عدة منها السينائية واللبنانية والفينقية والآشورية الآكادية. ولهذا فالتنقيبات الأثرية الأخيرة في تل الحسكة أثبت أن اسمها مكريزي. أما بشأن كلمة شاديكني أو (شادي كاني) فإني ألفت الانتباه بأن في حديثي مع الأستاذ البرفسور ديفيد أوتس جئنا على أن غويران مدينة يلزم أن تُفصح عنها التنقيبات الأثرية قلتُ للسيد ديفيد لماذا لا يكون غويران هو مدينة شادي كاني فقال:(لا أعتقد أنه مدينة شادي كاني فشادي كاني هي تلال عجاجة، ولكننا اختلفنا حقيقة حول أن تكون عجاجة ( مكسين ) هي شادي كاني.أما بالنسبة إلى ما جاء في كتاب طبوغرافيا التاريخ السوري لرين ديسو أو دوسّو المستشرق الفرنسي المولود عام 1868 وتوفي عام 1958م الذي دارت أبحاثه حول سورية فإن قولنا السابق يجعلنا نشك فيما توصل إليه المستشرق الفرنسي دوسّو أو ديسو. بشأن تسمية شاديكني(شادي كاني) أما ما خلاصته بتحريف الاسم من العهد الروماني وحتى مجيء العرب ففي القول وجهة نظر،أما الرأي الذي يُقدمه المؤرخ دي فريز في كتابه تاريخ الكنيسة الأنطاكية فلنا أن نأخذ على قوله عدة مآخذ أولها أن الحسكة (تعني عدة قلاع…واقعة على ضفاف نهر الخابور..). وهذا يسمح لنا بأنه يقصد منطقة كاملة بعينها وليس مدينة أو بلدة صغيرة في ذاك الزمن لهذا لا نأخذ بكل الأقوال على أنها حقيقة مطلقة ما لم تكن متوجة بالتنقيبات الأثرية ولكنني أوافقه الرأي بالنسبة للكنيسة وكيف يقول عنها إنها كانت تبدو للناظر من بعيد.كل هذه الأقوال والإثباتات تؤكد لنا أن من يدعي بأن الشعب المسيحي الذي هرب من ظلم المذابح العثمانية وأعوانهم في عام 1915م وقبل هذا هم ليسوا غرباء ولا محتلين ولا لاجئين ولا يطلبون الصدقة ممن كانوا في المكان على الرغم من أننا نؤكد بصوت عال أن القبائل العربية أكدت على أصالتها ونخوتها وإغاثتها للملهوفين وحماية الضعفاء الذين وجدت هي الأخرى في هؤلاء القادمين، المصلحة الحقيقية، للعيش المشترك الذي فيه العديد من الفوائد .ولكونهم أصحاب صناعات يدوية وتُجاراً ومتعلمين والقبائل العربية آنذاك بحاجة إلى من يُشاركها العيش في أرض واسعة الأرجاء ويوفر لها مستلزماتها من طعام وغذاء، وما تحتاج إليه .لهذا كانت علاقة تراحم وحاجة وجودية وروحية ثم أغلب هؤلاء القادمين وخاصة من ولايتي ديار بكر وماردين يُجيدون اللغة العربية كما يُجيدون التركية، وبعضهم يُجيد الفرنسية، والإنكليزية، والسريانية أيضاً. فكل هذه الأمور ساعدت ووفرت عوامل الوجود المسيحي مع الوجود العربي الذي سيبقى أرحم من غيره من الأقوام.
وبعد أن ورد اسم مدينة الحسكة في رُقمٍ مسماري مكتشف في تل الشيخ حمد باسم (مكريزي) إنّ وثائق أخرى تشي عن اسم آخر للمدينة قد ورد اسمها فقد ذكرها كلّ من البرفسور تريفور برايس المؤرخ الأسترالي وفي كتاب المؤرخ الدكتور طريف الخالدي والبروفيسور آنتي لاتو في كتابه (Antti Laato).فقد ذُكر بأنّ اسم المدينة الآرامي هو ماغاريشو وجذر الكلمة (مغرش) يعني أرض المراعي. حيث ذُكرت المدينة لأول مرة في التاريخ القديم عندما هاجمها الملك الآشوري بل ـ كالا.عام 3200 قبل الميلاد وبقيت عاصمة لمملكة آرامية (بيت ياحيري ) حتى احتلتها الجيوش الآشورية على عهد الملك آشور ناصر بال الثاني عام 870 قبل الميلاد (تقريباً).ثم تعرضت المدينة للدمار في العهد البيزنطي في القرن الرابع قبل الميلاد . وعادت كالفينيق وظلت مسكونة بشكل متواصل حتى العهد العربي وفي القرن الخامس عشر هجرها أهلها للدمار والخراب والقتل الذي أحدثه الاجتياح التيمولنكي وكان أهلها قد هربوا إلى الجبال الشمالية وقد عادوا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.ولكي نؤكد أهمية الاسم فالكلام الذي أدلى به البرفسور تريفور برايس وهو مؤرخ ومحاضر أسترالي ولد عام 1940م ومعه علماء الآثار الذين عرّفوا الحسكة باسمها القديم (ماغاريشو) اعتمدوا على معطيات وصف بها المكان القائد الآشوري توكولتي نينورتا الثاني ونجد هذا في كتاب تريفور برايس وهذا رابطه والصفحة التي تتضمن مانقوله :
https://books.google.nl/books?id=AwwNS0diXP4C&pg=PA439
أما بشأن جذر الكلمة ماغاريشو الآرامي فقد ورد في كتاب للدكتور طريف الخالدي الصادر عن الجامعة الأمريكية في بيروت الصفحة 5 فهو مؤرخ ولد بالقدس عام 1938م. وهذا هو الرابط.
https://books.google.nl/books?hl=nl&id=5SyFAAAAIAAJ
وأما بشأن المعلومة التي تقول إنّ ماغاريشو التي هي الحسكة الآن كانت عاصمة بيت ياحيري الآرامية فهذا هو كلام البروفيسور آنتي لاتو في كتابه (Antti Laato) بكتاب : A Star is Rising: The Historical Development of the Old Testament Royal
Ideology and the Rise of the Jewish Messianic Expectations
الصفحة 107
https://books.google.nl/books?hl=nl&id=HLTYAAAAMAAJ&focus=searchwithinvolume&q=magarisu+bit-yahiri
نستنتج من هذا وذاك أن اسم المكان ( المدينة) تغير عبر الأزمنة لكن كلها تجتمع على أن هذا التل هو مدينة قديمة سُميت بمكريزي وماغريشو والحسجة (الحسكة) .وقد أطلقوا عليها عدة تسميات منها مدينة حزقيال والسكر وغيرها من أسماء.
وقد جاء ذكر (قرية) الحسجة في الوثائق العثمانية حول تاريخ مدينة الحسكة في العهد العثماني: فقد ذكر المؤرخ الفرنسي جان أنوابيه بحسب ما أخذ من مصادر من المنطقة الشرقية.. ومنهم المؤرخ المحامي " عبد الكريم فتيح " أن الدولة العثمانية قامت بفتح طريق جديد على نهر الخابور عام 1913 م.. يبدأ انطلاقه من جسر الدوّايات في الدير، الذي كان يوجد قبل الجسر المعلق في موقعه الحالي.ويمتد الطريق على نهر الخابور إلى أن يصل مرفأ لربط السفن.. حيث يوجد هنالك قرية جديدة اسمها الحسكة..وكلمة مرفأ صغير لربط السفن هذه إشارة أخرى تؤكد قول من قالوا كان بالخابور بقايا جسر روماني وأخشاب متهالكة وحسكات(عبارات صغيرة مصنوعة كما قلنا من أغصان الأشجار..). وقد جاء في تلك الوثيقة أنّ أسر ديرية تسكن في قرية الحسجة.وحسب ترتيب أنوابيه والفتيح:ذكرت الوثيقة الأسر التالية: 1ـ عليوي السليمان. 2ـ المشرف .3ـ المطرود .ولم يذكر بيت مراد أو غيرهم من الديريين لو كانوا موجودين في هذا التاريخ؟ وحتى لانجد ذكراً لغيرهم .أجل يوماً بعد يوم يأتي التأكيد على ماجئنا عليه في حديثنا مع السيد حمود ياسين العليوي أبو راتب الذي كان يؤكد أن وجودهم كان بعد بناء الثكنة العثمانية التي بُنيت على أنقاض الثكنة الرومانية والمدينة الرومانية وكان يُشكك فيمن كان يطرح موضوع أن مجيئهم لأرض الحسجة مع نهاية القرن التاسع عشر .بل كان يقول نحن جئنا وأعتقد بعد عام 1900م وبعد ونحن نؤكد أن التسمية الواقعية والأكثر موضوعية هي أنها جاءت من وجود عبارات على نهر الخابور كانوا يسمونها حسكات.وأما بشأن ثكنة البغالة فقد ذكرنا سابقا بأنها بُنيت في عهد السلطان عبد الحميد الثاني .لكن الباحث جون هوغ كان قد ذكر بأنه مرّ من الحسجة وشاهد القشلة (الثكنة) كان ذلك عام 1903م. وهكذا جاء التأكيد من المستشرق الألماني ماكس فون أوبنهايم حيث رأى الثكنة وصورها كان ذلك عام 1899م.وبهذا فإنّ هذه الحقائق تجعلنا نُعيد بأن موضوع مدينة الحسكة موضوع جديد وبكر ولهذا قد يكون هناك العديد من الأفكار التي لم تمرنا لأسباب مختلفة وبهذا فإن تاريخ بنائها الذي جاء في مجلة العمران العددين 41 و42 لعام 1972م الخاص بمحافظة الحسكة لم يكن إلا تقديرا ممن التقاهم من رتب لموضوع تاريخية مدينة الحسكة.أما الكبار الذين التقيناهم في مدينتنا منذ عام 1966م وما بعد فإنهم قالوا رأينا القشلة( الثكنة) منذ أن وجدنا.
وقد سُميتْ الحسكة، في البدء بكوكب سي، نسبة إلى جبل كوكب. لأن الأتراك كانوا قد أطلقوا عليها هذا الاسم. وكوكب جبل بركاني يقع إلى الشرق من مدينة الحسكة.
صعدتُ إليه وأنا وفريقي السهم المنطلق، وفريق لكرة القدم من تل حجر حيث لعبنا غربه في سهل واسع مباراة، ربحنا بها على تل حجر. وصعدنا فوقه إلى القمة. ومكوّن من ثناثر حجارة بركانية سوداء وكما زرنا ابنته أو ما يُسمى بابنة كوكب، تقع إلى الجنوب منه منطقة صخرية بازلتية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:السادة: 1ـ (عبدو ويعقوب وجرجس حبو،حمود ياسين العليوي، وأفرام دولماية وبحدي عبد النور وكرمو كتو الذي التقيت به أثناء عمله في حديقة البلدية التي تقع إلى الشرق من دارنا.حيث كان يعمل هو وأبي حنا وناصر المعماري وكنتُ أستغل أوقات أخذ الشاي لهم بأسئلة أوجهها للعم كرمو كتو الذي كان يرتدي بنطالاً كالبنيبلية على الطريقة الحلبية والحموية).
2ـدوسّو. أو دسو. 3ـ جان أنوابيه. 4ـ عبد الكريم فتيح. 5ـ تريفور برايس..(Trevor R. Bryce) .
6ـ طريف الخالدي.7ـ آنتي لاتو.(Antti Laato)

المصدر: صفحة عبد العزيز الأحمد بك
وتأكد لنا بالدليل البحثي ومن خلال ما أرسله لنا الأخ الباحث الأستاذ أحمد السلامة القيسي صاحب كتاب لواء دير الزور (الجزء الثاني ). تبين لنا العديد من الأمور عن مدينة الحسكة التي كُنتُ قدكتبته عنها منذ عشرات السنين ولابد من أنه عثر عليها بطريقة الباحث عندما أرادأن يكتب عن الحسجة وهذا أمر مؤكد فمن سمى مدينة الحسكة ب(نهرين) ؟!!!غيري منذ الثمانينات وأنا أتحدث مع البرفسور ديفيد أوتس رئيس البحثة الأثرية البريطانية إلى تل براك. حتى هذه الجمل وماتحمله (ويعود تاريخها إلى العهد السوباري والسومري والآشوري) كل هذا جاءت في سياق كتابتي عن المدينة القديمة. لكن مايلفت انتباهي هو أن الأستاذ أحمد السلامة قدم لي وثيقة رقم SD.2214.41.6 وتعود إلى عام 1876ميلادية الموافق لعام 1293 هجرية ويذكر فيها قائم مقام قضاء كوكب مع أعضاء المجلس الملي ووجهاء الأهالي ولم أعثر على ذكر أيّ من المسؤولين في قبيلة شمر ولا الجبور. وكذلك هناك وثيقة موافقة للتاريخ الميلادي1872م للتعجيل بقرارات تخص الإعمار في قضاء كوكب.وفي العام نفسه هناك وثيقة تخص إنشاء المبنى الحكومي لقضاء كوكب ولكنه لم يُحدده أين سيكون البناء ويذكر في صفحة أخرى مديري وقائمقامي قضاء كوكب: 1ـ عمر فائق قائم مقام. عام 1872م.2ـ سلمان سالم قائم مقام عام 1872م.3 ـ بكر بن مصطفى الدباغ قائم مقام عام 1875م.4ـ إبراهيم أدهم مدير عام 1896م 5ـ معروف علي أصفر مدير عام 1907م.6ـ ناظم أفندي مدير. عام 1908م. وإنه من الضرورة بمكان أن نقول إن قضاء الخابور كان قد تشكل عام 1006 هجرية الموافق لعام 1598 ميلادية وهناك وثيقة تحمل الرقم A.DVN.MHNd.2 تاريخ 963 هجرية الموافق 1555ميلادية .
لواء الخابور كان يشمل جميع مدن الخابور وهي( الدير، الرحبة، ورأس العين، ونصيبين) وكلها كانت تتبع لواء الخابور. بكلّ وضوح في هذه الوثائق حتى التي تعود إلى عام 1908م لم نعثر على اسم لأيّ قبيلة ذُكرت في مكان الحسجة وبالاسم . وأما اختيار الموقع الجغرافي لبناء وتأسيس قرية الحسجة فقد تمَّ من خلال أمرين هامين:
الأول: تاريخي حيث إن مدينة قديمة موغلة في القدم تجثم تحت التل .وكذلك أماكن عديدة في المكان منها التلة التي تقع اليوم تحت كنيسة العذراء للسريان الكاثوليك.والتلة التي تقع تحت كنيسة الكلدان،حيث الموقع الأول يشكل مكاناً للقصر الملكي، والموقع الثاني يشكل مكان معبد شمشو (الشمس).


أما السبب الثاني والمرتبط بالأول التاريخي:
فيتمثل بموقع المدينة الأول في منطقة لالتقاء نهري الخابور والجغجغ،والماء كما هو معلوم من عناصر الحياة. وقد ذكرنا في مكان آخر لماذا تم اختيار المكان؟!.
وعند دخول الجيش الفرنسي في شهر أيار سنة 1922م حيث نشر الكولونيل بيغوغراندوت جيشه في ربوع الجزيرة كانت مدينة الحسكة بلدة صغيرة.
ثمّ قام الفرنسيون ببناء الثكنة الحالية على أنقاض الثكنة العثمانية ولكن واسعة جداً وتحتل أغلب التل تقريبا وبشكل منظم. في هذا الوقت كان سكان الحسكة مسيحيين عدا بيت براك المحشوش وبعض من الديريين والبوكماليين. ونقصد هنا المركز فأهلها من المسيحيين بنسبة 97%.
وقد جاء في كتاب دير السيدة العذراء (دير الورديات وفي الصفحة رقم 33 لمؤلفه كميل سهدو والمطبوع عام 1997م يقول: إن عمسي موسي هكذا يكتبه هو من القلعة مراوية ويُنادونه خواجا عمسي.يذكر الكتاب رحلة القاصد الرسولي المطران إلياس قورو فيقول في الحسكة في 30 من أيلول عام 1923م كان بها حوالي خمسين أسرة سريانية(عدا السريان الكاثوليك والبروتستنت والأرمن والأرمن كاثوليك والكلدان ).ويقول: ويوم السبت حضر لزيارتنا ونحن في بيت الخواجا عمسيح موسي القلعة مراوي مسلط باشا شيخ عشيرة الجبور وبعده علي السلطان ومحشوش وبعض بكوات الشيشان وأشراف البلدة....وأما الدكتور محمد المحشوش قال: إنَّ أرض الحسكة ومحيطها هو ملك توارثناه أباً عن جد فالأرض كانت للشيخ براك المحشوش، وأن أرض داؤد موري كانت لعلي السلمان الملحم، وهو ابن عم الشيخ المحشوش، وقد باعها لبيت داؤود موري. وأن أرض حي الليلية كان ملكاً لباهي البراك الملحم، شقيق الشيخ محشوش وقد باعها لبيت إيليا الدرويش ولهذا سميناها الليلية. وأن أرض ابن عمهم متعب العباس وهو من الملحم التي تقع شمال المدينة بحوالي 6كم. ولهم حتى حدود صفيا كلّ من تل طويل المحشوش، وأرض أبو حجر ومهد الرجلة (خربة الياس مرشو على ما نعتقد أنه يقصده لأن هناك تمر رجلة عويج القادمة من قرب ماردين. وكانت للشيخ محشوش أرض الزوية، والنشوة والقول للدكتور محمد البراك المحشوش. (11/1/2011م.ومن موقع الكاتب حسين حمدان العساف رداً على مقالتنا نشأة الحسكة.وعندما تأكدنا للمرة ربما المئة متى وفد الجبور إلى شطآن الخابور تبين لنا من خلال البحث فيما قاله جارنا الشيخ محمد الأحمد وفي موقع القبيلة أنهم جاؤوا من اليمن وانتقلوا حتى وصولهم إلى أرض دير الزور. وهناك تعارضت الحياة الرعوية مع قبيلة العكيدات فانتقل الجبور إلى شمال ضفة نهر الفرات، وما لبثت الحياة في تزاحم حتى انتقلوا إلى شواطئ الخابور وسكنوا ضفتيه ما بين عامي 1848وعام 1867م..وهذا ما تأكد لنا من مصادر مختلفة.فوجود الجبور في الجزيرة يعود إلى الفارس الشيخ محمد أمين وإخوته حريث ووكاع يسكنون طابان منذ ما قبل عام 1850م بدليل أن الشيخ محمد أمين يتبادل الهدايا مع المستشرق الإنكليزي لايارد عام 1848م.
.
بحث من كتابنا (مئة عام مرت على بناء مدينة الحسكة).اسحق قومي.1966








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا