الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاتعذلي

عبد الفتاح المطلبي

2021 / 2 / 16
الادب والفن


أسرَى بهِ في خَيــالهِ شَفَقُ
إذ شاقَهُ من ديـــارِهمْ عَبَقُ
حلّوا بهِ فالفــــؤادُ مسكنهم
كأنّهم من شـُــــغافهِ خُلقوا
يا ليتـــَهم أمهلوا مُودّعَهم
ولم يغيبوا عـن عينهِ وبقوا
العمرُمن بعدِهم غَدا ثملاً
مكسورةٌ كأسُـــــهُ وتندلقُ
حتى إذا استنزفت مباهجَها
أمسى بهِ من سلافها رمقُ
رحماكِ لا توقـظي مواجعَهُ
إن الأسى فـــي فؤادهِ نزِقُ
لا تعذلي عاشـــقاً بمحنتهِ
ما للهوى رادعٌ إذا عشقوا
فكلهم في هــــواكِ ممتحنٌ
كأنّهم من نفوسِــهمْ سُرِقوا
واستُعبدوا والغـرامُ سيّدًهمْ
ولو يطيـقون مهرباً أَبِقـُـوا
فهل يُلامُ الفتى إذاعَلِقَتْ
روحٌ بروحٍ وأشـرَقَ الأفقُ
وأوكلوا للهـــوى مشيئتُهم
تجري بهم كالمتاهةِ الطرقُ
وفي الهوى ماهمُ سوى حطبٍ
يلوذُ فــي نارهــــمْ فيحترقُ
فأينما قادهــــــــــمْ لهُ قدمٌ
فارتْ تنانيرُهُ وقـد غرَقوا
ولو تساءلتَ عن مصـائرهم
أجابَ ما فيهمو وما نطقوا
وما بهمْ لو سألتَ من وهَنٍ
لكنهم فـي صدورهمْ حُرَقُ
ما شابَهمْ في هواهمو جَنَفٌ
تنبأوا بالجوى وقـد صدقوا
ألستَ ترجوالنجاةَ من غرقٍ
فكيفَ فـي قشّةِ الهوى تثقُ
بحرُ الأسى هائـجٌ ومحتدمٌ
لا ينفع اليوم قــاربٌ خَرِقُ
لو كان أمري ومـــا أكابدهُ
يفيدُهُ السَبقُ كيــفَ أستبقُ
إذْ أنني فيهِ لاحــــمٌ زَغِبٌ
بلا جنـــــاحٍ فكيفَ أنطلِقُ
أولئك العاشقون لو علموا
ما علمَ السابقون ما عشقوا
أحزانُهُم فيهِ أصبحتْ جبلاً
عقبانُهُ فيهِ طــــــائرٌ طَلِقُ
يا لائمَ العيــن كلما وكفتْ
إعلم بإن الجوى ماكرٌ حَذِقُ
يستوكف العين وهي ضاحكةٌ
ويُغرِقُ الجفنَ وهـــو مُنغلقُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس ولقاءات من مهرجان الموسيقى العربية في يومه الثاني


.. رسالة اليوم الثاني من مهرجان الموسيقى العربية




.. أبطال وفنانين وفنانات الحرانية.. في #معكم_منى_الشاذلي ?? #مع


.. بعض الأعمال الفنية للراحل رمسيس ويصا واصف #معكم_منى_الشاذلي




.. كلها من الطبيعة.. يا ترى فناني الحرانية بيجيبوا الألوان منين