الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم نفس صهيوني: الاستشهاديون ليسوا انتحاريين

جان الشيخ

2003 / 5 / 4
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

 عالم نفس صهيوني متخصص في حوادث الانتحار أن هناك فارقا كبيرا بين الانتحار وبين ما جرت العادة على وصفه بـ العمليات الاستشهادية ، موضحا أن المنتحر يجد الموت هدفا في حد ذاته ودافعا للتخلص من حياته، بينما يكون دافع الاستشهادي أسمى، ويتمثل في إيجاد حياة كريمة للآخرين .

وقال يسرائيل أورون في بحث سيكولوجي نشرته صحيفة هاآرتس الصهيونية الأسبوع الماضي: إن الدافع السيكولوجي للانتحار ينطوي على أنه ألم نفسي لا يستطيع الإنسان تحمله ، موضحا أن الإنسان الذي يقرر الانتحار يضيق عليه عالمه لينحصر في هدف واحد هو وضع حد لحياته، فهو غير قادر على الشعور بالأمل أو رؤية مستقبل آخر، ولذلك تجده يتصرف مدفوعًا بدوافع أنانية محضة .

وأضاف أورون أن الأمر مختلف تماما عند منفذي العمليات الاستشهادية الذين يجدون في تنفيذ عملياتهم الفرصة الوحيدة لتغيير أوضاع أبناء شعبهم السيئة، وإذا ما تخلوا عن هذه الفرصة فإنهم سيعيشون حتمًا حياةَ ذُلٍّ وخطر دائم، لا تستحق وصفها بالحياة.

وقارن عالم النفس اليهودي بين رؤية الشخص المنتحر والاستشهادي للحياة والمستقبل، موضحا أن الشخص الذي ينوي الانتحار، ينظر للحياة التي عاشها ولا يتطلع للمستقبل، وهو بالقطع لا يفكر بتكوين أسرة، التي هي رمز لاستمرارية الحياة، لكن استنادا لتحليل مقابلات تلفزيونية أو تسجيلية مكتوبة أجريت مع منفذي عمليات ظلوا على قيد الحياة، استنتجنا أن غالبية هؤلاء لم يرغبوا في الموت .

وأشار أورون إلى أحد أقوال بعض منفذي العمليات الاستشهادية، ومنها: اخترت أن أكون شهيدًا ، أردت فقط المشاركة في كفاح شعبي من أجل التحرر الوطني ، هذا ليس انتحارًا، بل عملية استشهادية .

وفي سياق بحثه النفسي حول هذا الموضوع بحث أورون عن نموذج مشابه للاستشهاديين الفلسطينيين يتعلق بـ حرب الانتحاريين ، واختار من ذلك ما مارسه الطيارون اليابانيون الكاميكازا في مواجهة الجيش الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية.

وتوصل عالم النفس اليهودي من خلال تحليل نصوص الرسائل التي تركها الاستشهاديون الفلسطينيون، وطيارو الكاميكازا، إلى أن الدوافع النفسية لدى الحالتين متشابهة، موضحا أنهم مدفوعون بدافع إرادة الحياة، وليست رغبة الموت، على خلاف ما يحرك المنتحرين من الناس العاديين.


وقال أورون: إن الرسائل الأخيرة التي تركها طيارو الكاميكازا اليابانيون تؤكد أن إقبالهم على تنفيذ العمليات الانتحارية يأتي من قبيل طاعة الأمر ، الذي يخلو بصورة شبه تامة من عنصر الاختيار.


وأوضح أنه على الرغم من أن مهمة طياري الكاميكازا وصفت بأنها تطوعية، فإنه كان واضحاً أن هذا التطوع بمثابة أمر لا يمكن رفضه أو التردد في تنفيذه ، مشيرا إلى أن الانقضاض الانتحاري للطيارين اليابانيين بطائراتهم على السفن وحاملات الطائرات الحربية الأمريكية كان وسيلة عسكرية تهدف إلى ضمان إصابة الهدف.

وفي معرض إجابته على سؤال حول ما الذي يدفع شخصًا يافعًا ومعافى إلى قتل نفسه؟ قال أورون: في حالة طياري الكاميكازا: الإقبال على العمليات الانتحارية كان بمثابة اليقين بأنه ليس هناك خيار آخر، وأنهم الدرع الأخير والأمل الأخير لليابان، وأنهم إذا رفضوا التطوع للمهمة فإن النتيجة ستكون هزيمة اليابان وموتهم.

وأضاف أن حافز منفذي الهجمات ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مشابه لحافز طياري الكاميكازا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن القادة الذين جندوا طياري الكاميكازا في اليابان ورجال المنظمات الذين يجندون الانتحاريين لتنفيذ العمليات اعتمدوا على نصوص مستمدة من الدين والتقاليد.

ونقل عالم النفس الصهيوني عن أحد السجناء الفلسطينيين المتهمين بمحاولة تنفيذ عمليات استشهادية قوله: إنه اعتمد على الفريضة الدينية الاستشهاد باعتبارها الدافع الأبرز والأهم، ومن ثم واجب مقاومة الاحتلال.

وأضاف أورون أن حديث المعتقلين يدل على أن نية الموت لم تكن الدافع المحرك لديهم، مشيرا إلى قول المعتقل أ الذي يقول: إنه لو أقيمت دولة فلسطينية ما كان ثمة حاجة لتنفيذ عمليات، ولكن طالما بقي الاحتلال، فسيبقى الاستعداد للمقاومة، وبالتالي الاستعداد لاختيار الشهادة . يأتي
هذا في الوقت الذي أشارت فيه دراسة أجراها برنامج غزة للصحة النفسية، إلى أن غالبية الأطفال الفلسطينيين من الذكور يرون أن حل المشكلة الفلسطينية هو القيام بعمليات استشهادية.

وقال الدكتور سمير قوتة المختص الإكلينيكي في التعامل مع الأطفال في برنامج غزة للصحة بمؤتمر صحفي الأربعاء 23-4-2003: إن الدراسة أجريت على ألف طفل من خلال بحث تعليقاتهم على صورة عُرضت عليهم لفتاة فلسطينية اسمها فاطمة ترتكز بوجهها على يدها، وعندما سئلوا: بماذا تفكر فاطمة؟

وكيف تستطيع أن تحل مشكلتها ومشكلة مجتمعها؟ كانت الإجابة من الأطفال الذكور هي: العمليات الاستشهادية، وبنسبة 67.8%.

وأشار قوتة إلى أن 66% من الأطفال، ذكورا وإناثا معا، رأوا أن تواصل فاطمة الاهتمام بدراستها، فيما اقترح 24.7% بأن تقوم بعملية استشهادية، ورأى 8.7% أن تساعد في العملية السلمية.

وكانت نسبة الذكور المؤيدين للعمليات الاستشهادية 67.8%، فيما كانت نسبة الإناث المؤيدات للعمليات الاستشهادية كحل لمشكلة الطفلة فاطمة 32.2%، واختار 8.7% من الإناث تشجيع عملية السلام.

وكشف قوتة في الوقت نفسه بدراسة أخرى حول الأوضاع النفسية للأطفال في قطاع غزة عن أن 32.7% من الأطفال في القطاع يعانون من أعراض نفسية حادة بسبب تعرضهم لصدمات حادة تتطلب العلاج.

وأوضح أن سكان المخيمات هم الأكثر عرضة للعنف والعدوان الإسرائيلي ، حيث كانت نسبة الأطفال الذين تعرضوا لأعراض الصدمة الحادة منهم 84.1%، بينما كانت النسبة فيمن يسكنون المدن 12.9%، فيما وصلت النسبة في الأحياء الجديدة في المدن إلى 2.9%.

وأضاف قوتة أن 55.1% من سكان التماس المناطق الواقعة بالقرب من المستوطنات أو على خطوط الهدنة الفاصلة بين قطاع غزة و إسرائيل ، يعانون من أعراض صدمة حادة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طائرات بوينغ: لماذا هذه السلسلة من الحوادث؟ • فرانس 24 / FRA


.. رفح.. موجات نزوح جديدة وتحذيرات من توقف المساعدات | #غرفة_ال




.. جدل الرصيف الأميركي العائم في غزة | #غرفة_الأخبار


.. طلاب فرنسيون يطالبون بالإفراج عن زميلهم الذي اعتقلته الشرطة




.. كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية