الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الدولة والعقد الاجتماعي والهوية. رد وتعقيب

كامل عباس

2021 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية





كتب الصديق غسان المفلح مقالا في موقع الجريدة تحت عنوان - الدولة والعقد الاجتماعي والهوية - بتاريخ 15/2/2021 استفزني لأنه يحمل شحنة عاطفية أكثر مما هي عقلية ورغم اني وغسان اختلفنا أكثر من مرة حول هذا الموضوع اذ أنني وصفته بأنه ينظر الى الدول من منظار موقفها تجاه الثورة السورية في حين انظر انا الى سوريا كتفصيل صغير من هذا العالم , وقد عبت عليه رد الفعل هذا ليصل به الأمر لأن يسمح بان يسمي نفسه خائنا في حالة واحدة للدولة التي تسقط الأسدية. سأقتصر في ردي على ثلاثة نقاط فقط هي مفهوم الأسدية وهزيمة الثورة السورية والهوية الوطنية وأتمنى من كل قلبي ان يقف غسان موقفا من المقال كما وقف سابقا من موقفي حول "خيانته"؛ حيث جاء رده علي :اختلاف الرأي لن يفسد للود قضية بيننا .
1- حول مفهوم الأسدية . ابتدأ المقال هكذا (الحقيقة أنّنا دوماً ما نجد أنفسنا في مناقشة القضية السورية أمام إشكاليات عديدة. هذه الإشكاليات يجب أن نعيد وضعها دوماً في سياقها التاريخي المعاصر، من أجل إنتاج مفاهيمنا السورية عن أشكال اجتماعنا المعاصرة والمستقبلية.
ما دام الأمر كذلك يا صديقي ومن اجل إنتاج مفاهيم جديدة غير مشحونة بالعاطفة وبعيدة عن لغة التحريض كان الأجدى بك أن تنظر الى سوريا بنظامها الحالي نظرة موضوعية كونه نظام ديكتاتوري مثل كل الأنطمة الديكتاتورية في العالم الذي لايترك السلطة سواء النظام الروسي ام الايراني ام الفنزويلي أم الكوري الشمالي ام الكوبي ام الصيني – مع ان الصين تختلف عن كل تلك الأنظمة من وجهة نظري كون استبدادها يقف على ارضية اقتصادية وليس عسكريةاوميلشياوية- الا مرغما
كان الأجدى بك ياغسان انت وصديقك ياسين الحاج صالح ان تتحدثوا عن خصوصية نظامنا على هذه الأرضية بدلا من الحديث عن ترييف المدينة وتحول ثورتنا الى حرب اهلية وهذه مساهمتي الخاصة .
لا تختلف مسيرة حزب البعث باتجاه الوصول الى السلطة عن مسيرة كل أحزاب المعسكر الاشتراكي وحركات التحرر- بمن منها الذي وصل الى السلطة او الذي لم يصل مثل حزب العمل الشيوعي وحزب الشعب السوري بقيادة رياض الترك - جميعها كان همها القبض على السلطة سواء عبر انقلاب عسكري بحت, ام انفجار اجتماعي. ومن خلال القبض على السلطة تقوم بإعادة توزيع الدخل وتطوير الاقتصاد بما يخدم الطبقات الشعبية وليس الطبقات المستغلة فقط, وهي تعتمد على مصلحة تلك الطبقات وليس على وعيها, ومن هنا التقت مع النخبة في المجتمع واعتمدت عليها كأقلية بوجه الأكثرية , ومن خلال السلطة كان لها مسار عام واحد فيه صعود بداية الأمر انتهى الى الهبوط بسبب إفساد السلطة لرموز تلك الأحزاب ونهبها للمال العام.
ان اعتماد تلك الأحزاب على النخبة جعلها بالنهاية تواجه أكثرية المجتمع .
ثلاثة عوامل رئيسية أدت بأبناء الطائفة العلوية للانتساب الى حزب البعث وغيره من الأحزاب اليسارية .
- سكنهم في جبال فقيرة بتربتها ومياهها غنية بهوائها العليل , هذا الفقر دفع الشباب نحو العلم والجيش كوظيفة تدر دخلا ثابتا كانت تعبر عنه مواويل الصبايا في الحقول
بدي عسكري بدي عسكري كل يوم والثاني بيقبض مصاري
وساعدهم على ذلك فترة الاستقلال ودورهم الجديد في البلاد بعد ان شاركوا فيه بقيادة الشيخ صالح العلي وما تلاه من حكم مدني ديمقراطي وّفر للعلويين الذهاب الى الجيش بكل حرية في حين عزف عنه أبناء المدن لصعوبة وخشونة حياة الجيش .
- الاضطهاد التاريخي الذي تعرضوا له وحرمانهم الطويل من الاستفادة من مؤسسات الدولة , وهاهي الأحزاب العلمانية تطرح قيم التحرر والمساواة وحقهم مثل غيرهم في الوصول الى أعلى قيادة في الدولة .
- تعاليم طائفتهم الدينية التي هي اقرب الى تعاليم فيها الكثير من الجهل والتخلف والاغراق في الطرق الصوفية التي لا تصمد أمام العقل في عصرنا الحالي .
لكن مكر التاريخ قادهم الى محنتهم الحالية بعد فشل ذلك الطريق الذي سلكته الدول المسماة اشتراكية او حركات تحرر واعتمدت فيه على نخبة اوأقلية في المجتمع وتفّشت فيه منذ انحداره ظاهرة جمع المال بأي ثمن والذي ترافق مع انحدار كلي في الأخلاق والقيم عكس الطريق اللبرالي - من الثروة الى السلطة - حيث واكبه قدر من القيم لأنه اعتمد على العمل من اجل جمع الثروة وليس على نهبه من الدولة فقط .
2- عن هزيمة الثورة :
جاء في المقال ............ ونتيجة للوضع الاحتلالي الدولي والأسدي لسورية من أجل هزيمة ثورتها، من أجل مقتلة تم العمل عليها بعناية، نتيجة لهزيمة الثورة .....
ما هذا الكلام يا صديقي غسان أتراك أصبحت تتحدث عن عطب الذات بدلا من عطب الموضوع مثل بقية الماركسيين امثال الحاج صالح وبرهان غليون وموفق نيربية مع اننا اتفقنا للرد عليهم فاذا بك تنقلب نحوهم !!! بالله عليك من هو الذي أسقط موضوعة المشاركة في الانتخابات القادمة التي جاءت بوادرها بمبادرة من الائتلاف ؟ هل الذي اسقطها انا وانت وغيرنا من المثقفين أم الموجة الثانية من الثورة التي لاتقتصر على أماكن تواجد النظام بل وأماكن مايسمى المناطق المحررة في ادلب وشمال حلب وعفرين والادارة الذاتية ومن الذي تصدى لموضوعة عودة اللاجئين التي تروج لها موسكو ؟ وتأتي لتتحدث عن هزيمة الثورة في حين هي التي هزمت المجتمع الدولي بأكمله ليظهر منافقا غير قادر على حماية المدنيين كما تنص اتفاقياته وهزمت المثقفين امثالنا الذين يصرون على الدور الريادي لهم لقيادة وتوجيه الجماهير التي لاتفهم مصلحتها .
لم هذا الاستعجال يا صديقي ام انك لاتتابع مثلي جريدة الغد الأردنية وترجمة ابو زينة لمقالات في صحف أمريكية تنتقد ادارة بايدن كما انتقدها انا تماما فهي مع الملكية الخاصة ومع لبرالية جون رويلز ومع حقوق الانسان ومع تطبيق الشرعية الدولية حتى على اسرائيل , ولا تجاري ادارة بايدن في جعل كل ما فعلته الادارة السابقة يجب شطبه بل البناء عليه بطريقة عقلانية وليس عبر القوة العسكرية . بصلتك محروقة يا صديقي مع كل اسف .
3- عن الهوية الوطنية . بإمكاني ان اكتب الكثير حول هذا الموضوع , لكنني ساقول هنا بعجالة ان كثيرا من المفاهيم التي تربينا عليها تجاوزها الزمن وأولها مفهوم اليمين واليسار الذي اصبح بضاعة كاسدة . من وجهة نظري جون ماكين أكثر يسارية من بيرني ساندرز الاشتراكي كونه منسجم مع التطور الاجتماعي في حين يصر ساندرز على فهمه الاشتراكي الماركسي , وموضوعة الوطنية تحتاج الى تعريف جديد بدلالة الديمقراطية , وانت تذكر الحادثة التي جرت معي في جناح ألف يمين عندما قلت لهم عام 1988 ان اسرائيل دولة حضارية في المنطقة ولن نتغلب عليها الا عندما تصبح أنظمتنا على الأقل بسوية النظام الاسرائلي في تعاملها مع شعوبها , صديقي انا لاتهمني عودة الجولان ولا الحسكة الى نظام ديكتاتوري , ولن اطالب بعودة الجولان الا عندما تصبح المخابرات السورية اداة بيد الدولة وليس العكس . بدلا من ذلك رحت تساجل حول القومية والوطنية وانت تعلم ان ذلك التطور الطبيعي قسره الغرب ليتلاءم مع مصالحه منذ عصبة الأمم ومن بعدها هيئة الأمم . كان الأجدى بهم تسميتها هيئة الدول المتحدة وليس هيئة الأمم المتحدة , لنتجاوز عصر القوميات باتجاه عصر الانسانية كلها هكذا كان الغرب وما يزال يتعامل مع الدين لجعله يفرق ولا يجمع أ اما الدين الاسلامي فهو شوكة في خاصرة الغرب بسبب مطالبته المستمرة بالعدالة الاجتماعية وانتقاده لأسس حضارتهم القائمة على الربا .
هذا هو حالنا ياصديقي الآن تحالف بين الفساد والاستبداد وبصراحة اقول لك: ان فساد الماركسيين من خلال نهبهم للسلطات التي وصوا اليها لايقل خطرا عن انحراف الغرب عن لبرالية قرن أنواره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب