الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس - سيدي المخفي-

سعيدي المولودي

2021 / 2 / 16
الادب والفن


1-
أنا الشيخ المرتد، المتقلب، المتودد،المتشدد، الواحد ، المتعدد، الواقف على باب الله المغلقة أتقرَّى جذوة المستحيل، ومغارات الوجد الأليم. أطفأتِ الريحُ الصافرةُ في خلاء الجهات نوري، وارتفعت الحجبُ عن قلبي لأجاور هبوط وصعود الوعي في بواطني وأهتف بهذه المدن الملأى ومخالبِها السائرة في طريق النمو.
غيمة نحاسية تتبعني ، تلامس هامتي، وطيور رمادية تنقر عباءتي المطرزة بالأشواك، أشواكِ الله الحسنى، أطرق بابها الآهل بالثقوب، حيث القبض على خرائط الماء الغريبة يبدو عسيرا.
2-
مُورْ إِيزَدِّيـﯔ أُو غْبالُو ثَصْفَا ثَرْﯕَـا.
(لو كان النبعُ صافيا، لراقَت الساقية.)
3-
أنا الهدَّاوي، المجذوب التائه بالطرقات، تمضي مقامات اليُمن أمامي، أميل إلى اليسار الضاري إذا التبس الأمر. من أول النهر لمصبِّه أتحلى وأتخلى، وأكتب بسواد العين سيرة هذا العراء، أقتنص عواصف الأنبياء.
أحمل أكياس المحبة نحو نخيل مثقل بالأنخاب، وألبس الشهوة والمواجد الذابلة كي أستفيق من نزوة الخيانات الأولى.
علَّمني جبريل الآهات، وكآبة الأغصان، الأكثرية الساحقة النائمة على حافة البشارات، أخَذَ بيدي، يا صاحبي ، كي أتسلق هذه الحضرة وأخبيء أسمائي في احتمالات الخوف وأتشبه بالأوثان، آخر الضوء في هذه المغارة ،الوطن ذي البشرة السوداء، الشبيه بأي خطوة عمياء في البحار البعيدة
كتب عليَّ صاحبُ الشِّمال، وانتظرت الغيوم توبتي، قال لي متوعدا: أنت لا تبلغ رتبة الريح. لك غبار الأولياء.
كتب علي صاحبُ اليمين: زِقٌّ من عسل بائد ترشح منه قطرة تستوقد الفتوحات وتزين وحشة الدروب. قال لي متوجسا: صوت الآلهة، آجلا أو عاجلا، سيبدد هذه المسافات.
تغويني الرغبة في البكاء. البكاء على كتم الأحوال وإخفاء الأعمال، لأسكن هذا الفيض وأتمكن من المشي على ماء الديموقراطية الراجفة، والمقاومات الصغرى والمتوسطة، وطي البلاد النازفة المتوقفة عن النبض.
4-
إِيحْمَلْ وَاسِيفْ، بِّينْ إِيبَرْذَانْ إينـَﯖرِي ذْ إِيخْفِينُو.
(فاض النهر، وانقطعت السبل بيني وبيني.)
5-
لا أستطيع رؤية اسمي، ولكني أستطيع رؤية الزيف على مسافات بعيدة، وخيالي مسكون بالنبيذ الأحمر والشطحات المكسوة بلون الكيف، يتسلق عالم الملكوت والجن الأزرق. هو شطر من المحبة أفشي أسراره أضع الروح فيه لعلها تغفو، وأعبر حافة الشك حيث يجلس اليقين حبرا على أرق.
في كل ركعة من شظايا صلواتي المعلقة أُدْخِل يدي في زبد هاتيك الحارات البيضاء فتخرج مبللة بالقطران، وينبع الدم من بين أصابعي مؤشرا على انكساراتي وهزائمي كلها، حيث تعوي ذئاب الوطن وتندب حظ المواسم العابرة، والأساطير العريقة.
6-
كأننا ندخل التاريخ من بواباته الخلفية ولا أحد يرانا في المرآة أو الرادارات العابرة للقارات، وينتهي أمرنا واحدا واحدا حيث تعلق رؤوسنا على حبل غسيل الأموال والنهب المتطاول الذي يتسلق الجدران ويضعنا وجها لوحه أمام جدار من أسلاك شائكة.
7-
التعب الآن يحلق في المدى، ويد المنون ترسم الخواء، تنأى بك المسافات ولا وطن يلقاك حتى ألق الهروب. خطوتان في مجرى الدمع، نبرتان في صحن الشتاء، جرح يملأ البيوت، ويسند ماءه للمقبرة.
الشمس التي تضيء الطريق، يمضي ضوؤها في البعد، خيْلها الآن تطفيء الأبد النائم في الصمت، وسيل الغربة يدعوك أن تكون الأكثر عددا، ويذهب ريشك في الريح. ما أقسى هذه الكأس، إذ تصطاد جمرك ، وترغم دهشة العمر كي يتوسد غبش الليل، ويسرح في خوذات الحطام.
ها أنت ترحل.
ماخْ إيسْ ذاترْحال آيْث ثيدُّوكْلا..؟
( وهل يرحل أهل المحبة.؟)
ترتدي شرفة النسيان، وتركض وحيدا في شتات الأكفان. جبال تلوح من هناك، وتناديك:
تقدم أيها الثلج نحو الأعالي،
وتحطم أيها المسافر على نبض الموج،
ليكن خطوك اليتيم في عرصات الهواء،
ضع هديرك الصامت على الوجع، والوتر المنهمر بين يديك، ليرحل إيقاع الريح لآخر الأرض.
لا تفتح الباب الآن.
لا أحد في الانتظار، هناك خيمات تمشي والوشم البربري المنحاز تعلو قاماته المعقودة كالنخل، أجمل من البدر، يخيط خرائط الحجز من النافذة لجهات الرمل.
هل تنام الصحراء في زرقتها ، أم تغلق السماء رمادها، أنت مجازها الوحيد، القريب من شرك المغيب.
يا لثقل هذه الكآبة، وطول الطريق المأهولة بنكهة الجرح والملح.
8-
أنا الولي الصالح السائح الشريد، أخفي جناحيَّ في هذا البريق، وأغرس ابتهالاتي في كل شبر من انتمائي. أصدَقُ من خطوي ولا أخفي السؤال، فمن يخفي الجواب؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟