الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الاتمتة!

ادم عربي
كاتب وباحث

2021 / 2 / 16
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


النظام الراسمالي هو نتيجة حتميه لمسيرة انسنة الانسان ، وهو اهم مراحل تطور الانسان ، بل به وفيه تم التقدم والتطور ،فما حققه الانسان في مرحلة الراسمالية في كافة المجالات ، غير مسبوق وبفترة قصيرة ، من ثقافة ، مادة علم ، تكنولوجيا ، حقوق المراة ، الموسيقى ، العلم ، الفن ...الخ . الا انه لم يحقق معضلة شراهة راس المال و تناقضاته مع العامل او الطبقة العاملة والتي يفترض فيها ان تكون غنية في النظام الراسمالي .

صب ماركس جل اهتمامة في دراسة النظام الراسمالي وكيف يعمل والياته وميكانزماته ، حتى وجدالعلاقة التي لا انفصام فيها بين العامل ومالك وسائل الانتاج ، تلك العلاقة لشدة قوتها اشبه ما تكون بعائل ومعيل ، فلا وجود لاحدهما دون الاخر ، العامل يعمل ، الراسمالي يملك ، وبما انه يملك فلا يعمل ، اذن من الضروري ان يكون عمل العامل سبب بقاء الراسمالي والدجاجه التي تبيض ذهبا له ، الا ان شراهة راس المال فقدت البوصلة ولم تعد بحاجة لتلك الدجاجة التي تبيض ذهبا ، وهذا تناقض خطير قد يؤدي الى انهيار النظام الراسمالي نفسه عندما يتم تبديل العامل بالربوت . لكن الاتمتة والتي هي نتاج تطور التكنولوجيا رمت الالاف العاطلين عن العمل وحققت ربحا خياليا للراسمالي الذي يستعملها ، فبدل العامل الحي لدينا الان العامل الريبوت ، ان التناقض بين العامل والراسمالي بات محط تفحص الان ، فالتكنولوجيا حررت الراسمالي من تناقضات العامل وأحلت محله عامل ريبوت مما اخل بالتركيبة الطبقية للمجتمع .

كان يفترض بالعلوم على اختلاف انواعها وخاصه العلمية منها ان تحقق لنا حياة كريمه وحياة سعيدة ما بعدت عن قبضة راس المال ، اما وهي كذلك فهي سوط على ظهورنا ما دامت تخدم راس المال الذي يتحكم بها وبنفعها طالما هو انتفع منها ، انا مثلا لا اعتقد ان العلم عاجز عن ايجاد دواء لمرض السرطان ، لكن كم من رؤوس الاموال والشركات والمستشفيات ستضرر تبعا لذلك ، ان العلم في خدمة طبقه لا غيرها .

في ظروف الانتاج الطبيعية المستقرة للراسمالي الخاليه من المنافسة يحقق اقصى هامش ربح عن طريق غالبا ما يكون اطالة يوم العمل للعامل ، فهو بذلك يحقق مزيد من القيمة الزائدة ، فالقيمة الزائدة تتناسب طرديا مع عدد العمال المنتجين ، او باطالة يوم العمل ، المهم هو عدد ساعات العمل اليوميه ، لكنه يختار اطالة يوم العمل بدل من توظيف عمال جدد ، فاجور العمال تشكل مشكلة للراسمالي ، فالنزاع اساسا قائما عليها ، وما ان يدخل الراسمالي في مرحلة المنافسة خصوصا اذا كانت نفس السلعة المنتجة موضوع المنافسة ، عندها تتحرك الاستثمارات في السوق ويزداد الطلب على الايدي العاملة ، مما بالضرورة سيرفع اجرة العامل ، وخفض سعر السلعة بنفس الوقت ، عندها يدخل الراسمالي في مرحلة من عدم الاستقرار ، فخفض سعر السلعة اضافة الى ارتفاع اجرة العامل يقللان من ربح الراسمالي . عند تلك النقطة يبدا الراسمالي بالمبادرة من اجل الاحتفاظ باقصى ربح ، فلا يعود لديه من خيار سوى تطوير وسائل انتاجه او الذهاب الى البلدان ذات الايدي العاملة الرخيصة ، حيث يستطيع استغلال العمال هناك كيفما يشاء وبمساعة الدولة المضيفة .

لكن في حالة ان اختار الراسمالي تطوير وسائل انتاجه عن طريق الاتمته ، فهو بذلك يسعى الى شيئين اثنين : تقليل وقت العمل الضروري وغزارة الانتاج ، فبتقليل وقت العمل الضروري خفض تكاليف الانتاج وبغزارة الانتاج ، وبكلتا الحالتين حصل على ربح وخفض سعر السلعة ، فالالة اخذت دور العامل واكثر انتاجا منه ، لكنها حطت من وسائل عيش الالاف العاملين .
المتخصص الأمريكياني في تصنيع الحواسيب مارتن فورد يتوقع ان تصل نسبة البطالة الى 75% في نهايةة القرن الحالي وان الاعمال او المهن التي ستنفد من البطالة هي فقط تلك التخصصات في التكنولوجيا الرقمية. لذلك فان التباين الطبقي يزداد وسيكون لذلك تأثير كبير على النمو الاقتصادي وما سيواجه العالم كنتيجة ذلك هو كارثة غير مسبوقة انها ليست ككوارث الناتجة عن تسخين الغلاف الجوي و الكوارث الطبيعية ، بسبب التغيرات التكنولوجية المتسارعة التي يصعب على الاقتصاديين والمجتمع التبؤ بها.
الاقتصاديون في الدول الراسمالية لا زالوا يفكرون بافضلية اقتصاد السوق ، ، لذلك وجود الروبوت محل العامل وحتى هجرة راس المال بنظرهم ادوات شرعية لتحقيق أقصى الارباح ، بالتالي لا يجوز تحميل الراسماليين والراسمالية ما آلت اليه الوضاع ، ولهذا لم يوجهوا في معالجاتهم النظرية و الفكرية لمصائب عمالهم المتعطلين لم يوجهوا النقد لحكوماتهم عن تجاهلها وعدم مبالاتها تجاه هذه الهجرة وعن تبعات تسريح العمال .وفي هذا الصدد حاول الاقتصادي الامريكي وهو حائز على نوبل ، بول كروكمن، معالجة هذه المعضلة ، فيطرح ان الشركات التي استغنت عن العامل بالريبوت ، تحقق أرباحا طائلة من وراء ظهر العمال ، يقترح كروكمن استحداث نظام منافع مجتمعية تضمن حياة كريمة وتمول من الضرائب التي يجب ان تفرض على الشركات التي تستخدم الروبوت بدل العمل المأجور وتحقق ارباحا عالية.
ان النتيجة الحتمية لهكذا تناقض هو انهيار النظام الراسمالي نفسه ، فلا يمكن لنسبة ضئلة جدا من محترفي عالم التكنولوجيا الرقيمة ومواكبة تطويرها ان تحمل معها بقية المجتمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم


.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام