الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البارزاني عكاز المفلسين

أحمد عبداللهي

2021 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


سالفة ورباط
في احدى مقاهي مدينة ستوكهولم عاصمة مملكة السويد كنت على موعد عمل مع كاتب كوردي مرموق، ذو قلم ثوري وجريء، له جمهور كبير من القراء والمعجبين، داخل وخارج كوردستان، ويتابعه جمهور المثقفين على اختلاف مزاجياتهم السياسية والثقافية.
الكاتب محسوب أهل اليسار كما يزعم، لكنه يحمل شيء من الروح القومية والطموح لدولة كوردية علمانية مستقلة، هكذا هي قرآئتي وحكمي عليه من خلال معرفتي البسيطة به
في بداية اللقاء تحدثنا عن فرص العمل ومشاكل البطالة وكنت حينها كبير العاطلين عن العمل في مملكة السويد ، كنت التمس من هذا وذاك كل الطرق الشريفة للحصول على اي نوع من العمل لأكسر به خنجر الأفلاس الذي بدأ ينخر جيوبي ومحفظتي والذي سبب لي متاعب نفسية واجتماعية حينذاك، مع اني لم أظهر أي علامة عن وضعي المادي المنهار لأي شخص التقي به.
في ذلك اللقاء الذي دام اقل من ساعة تحدثنا عن اوضاع كوردستان والتطور العمراني والوضع الأمني في المدن الكوردية ومشاكل حكومة الاقليم مع حكومة العراق ، وحديث بحديث وصلنا للنهاية وقبل ان نفترق همس بأذني قائلاً: اذا أردت الحصول على المال أكتب مقالات وأشتم الكبير وبعدها سوف لن تحتاج الى الوقوف بطوابير مكاتب العمل.
قلت: مستحيل ان أفعلها
قال: أذن خليك أمفلس
انتهى اللقاء وخرجنا من المقهى باتجاهين معاكسين ، في خطواتي نحو البيت بدأت افكر بكلمات الكاتب الكوردي التي تركها بأذني تضرب كالطبل بلا توقف (أشتم الكبير ـ أشتم الكبير) وبدون الحاجة الى تحليل أو تفسير فأنه كان يقصد بذلك مسعود البارزاني، لكن هل حقاً لمجرد ان أشتم الكبير ستمتليء جيوبي بالذهب؟. قلت: يا لها من فكرة رخيصة وبائسة ، رفضتها بالحال.
مضت سنة على لقائي الأخير بالكاتب الكوردي سمعت بعدها بأنه حصل على شقة سكنية مجاناً في احدى مدن كوردستان وراتب شهري جيد ينزل في حسابه البنگي بانتظام وذلك مقابل مقالاته الصفراء ضد (الكبير) تارة بأسمه المعروف وتارة اخرى بأسم مستعار، مع علمي ويقيني ان الكاتب الكوردي ميسور الحال قبل سقوطه تحت ذل الدولار.
رباط السالفة وين ..؟
منذ مدة يطل علينا وصولي من على شاشات كبرى شبكات الاعلام المرئي والمقروء والمواقع الالكترونية المعادية للشعب الكوردي وبالخصوص تلك التي تتبنى وتتهجم عل شخص (الكبير) بسبب او بلا سبب، بحيث لا يمر اسبوع إلا وتراه امامك صوت وصورة، وانك لا تفهم من ضجيجه شيء سوى طرح اسئلة تافهة متكررة بحيث يدور ويلف بها حول مسعود البارزاني دون توقف، ولا يمكن لك ان تقنعه بأي جواب متاح ليخرس، تذكرني اسئلته وشخابيطه بالاعلامي الفلسطيني البائس (عبدالبطل سيفون) والذي دائماً في اطلالاته يطرح اسئلة للجمهور في حين يفترض به كأعلامي هو من يجيب على الاسئلة ، لا ان يطرحها.
المقصود في سالفتنا هو الوصولي أياد السماوي الذي بدأ منذ سنتين او اكثر ينشط بحضوره الاعلامي من خلال سمفونية رخيصة وقديمة رقص عليها كثيرون وهي سيمفونية ( مسعود البارزاني )، وموارد المنافذ الحدودية ، ونفط البصرة و17٪ وماشابه، وهي ذات السمفونية التي عزفها الكثير من الوصوليين من قبل وأشهرهم الملاية حنان الفتلاوي وفازت من خلالها بدورتين برلمانيتين بكل بساطة، حتى وصل بها النجاح والتألق الى تشكيل كتلة برلمانية لتتربع على قيادتها بعد ان حصدت مئات الملايين من العملة الخضراء وهذا حسب تصريحها في احدى الجلسات الخاصة .. كأن الوصولي بطل سالفتنا عرف من أين تأكل الكتف، وكيف يختصر الطريق للوصول الى قمة المجد الكارتوني، ولا ننسى دور الشارع العراقي في ذوقه وولعه بالرقص على انغام هذه السمفونية التي أسس لها البعث النافق طيلة خمسين عاماً من التهريج والتثقيف العنصري
وللتذكير ان الوصولي اياد السماوي حاله حال صديقي الكاتب الكوردي فهو ايضاً ينحدر من عائلة ميسورة مادياً، فوالده كان يملك محل ذهب وكذلك حال الملاية حنان الفتلاوي التي كانت من عمالقة الماجدات المقربات للسلطة في زمن الفاشية وهي طبيبة متمرسة وهذا يعني انها في وضع مادي جيد وبالتالي فهؤلاء ليسوا مفلسين مثل العبد الفقير، لكن ثمة شيء آخر يفتقدونه.
باختصار..
يبدولي ان التفسير المنطقي للمفلس ليس بقلة المال فحسب، انما بقلة الضمير والكرامة، وانا لا أعني من يختلف مع الكبير يكون بلا ضمير او كرامة ، بالعكس من المفروض ان توجد معارضة شريفة، وليس معارضة نفعية أو انتهازية أو مصالح شخصية أو مربوطة بأسس عنصرية.
ويبدولي ايضاً ومن خلال التجربة ان نجم الوصوليين الجدد اياد السماوي وفرضه في الاعلام المرئي بهذه الكثافة هو عبارة عن مشروع نائب برلماني قادم لكتلة سياسية فاشلة تتبناه وتفرضه ولا تملك أي برنامج اصلاحي سوى نشر الفتن والكراهية والفوز في عدد من مقاعد البرلمان وابتزاز رؤوس أموال القطاع الخاص والعام من خلال صلاحيات البرلماني الدستورية، فاحذروه وتجنبوه ، ولكم من ثرثرة وبربرة حنان الفتلاوي عبرة،
وحتى لا نقع بالفخ مرة اخرى ونجعل من شتم الكبير مسعود البارزاني عكاز المفلسين.
كلام مفيد: اذا سمعت العواء من حولك فاعلم انك أوجعت الكلاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف