الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير في مرآة متكسرة

سهام مصطفى

2021 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


حينما ابحر في النظر من خلال مرآتي لصورتي قد لا يعجبني منظري او الكارزما التي انا عليها فأعمد الى التغيير في ملابسي او اكسسواراتي او تسريحة شعري علها تجعلني اجمل وأبهى.

هذه الصورة هي حال حكوماتنا المتعاقبة التي توالت على سدة الحكم منذ عام 2003 لغاية اللحظة الراهنة مازالت المرآة متكسرة فيها وبحاجة الى صفاء وتغيير بدأ من القاع الى قمة الهرم .

المرآة المتكسرة ” مشهد ” العام 2003 لم يعجبها حال العراق وماهو عليه ؛ فقبل هذا التأريخ عادت الحكومة الى مرآتها لتعيد تصفيف شكل حكومة جديدة بحضورها و نظامها السياسي الجديد كي يكون اكثر نظارة وتزداد الكارزما عندها محليا ودوليا . فأول ما لبست من ثياب جديدة ” برؤية التغيير ” هو في شكل الحكم الذي كان لحزب واحد جعلت منه تعددية حزبية لتتسلط الاحزاب بمختلف مسمياتها على مصير هذا البلد وابنائه ومستقبله لتجعله يأن من ذلك الثوب ” العتيق الضيق المترهل ” جدا عليه ولم يعتد عليه لانه ليس ثوبه ولبس فوقه ” دبوس ” الديمقراطية ليزين به صدره المزدان بالاكاذيب والولاء لبلد غير العراق.منذ 2003 الى 2018 مالذي تغير نحو الاحسن؟ ” كل المتغيرات جاءت باتجاه معاكس فبعد ان كان العراق بلدا زراعيا منتجا ومصدرا مكتفيا ذاتيا اضحى بلدا مستوردا لابسط متطلبات الحياة بعد ان اصبحت ارضه الخضراء جرداء لا حياة للزراعة فيها”

اين العراق الذي كان يزخر بالعقول العلمية والتي كان العالم يتسابق لاحتضانها صار اليوم في مقدمة الدول التي تفتقر للتعليم والتميز.؟

اين هو العراق الذي كان في مقدمة الدول لتقديم الدعم والمساعدة لدول اخرى فقيرة ؟ صار اليوم هو من ينتظر ان تمد له يد المساعدة والعون من دول اخرى كي ينهض من كبوته التي جعلته عاجزا على مواكبة التقدم وحرم ابناؤه من كل شيء. ؟

اين العراق الذي كان يعد انموذجا في العالم بأبنائه الذين كانوا لا يعرفون معنى كلمة “الهجرة” اصبح اليوم ابناؤه مهاجرين هنا وهناك تشتت العوائل وضاع ابناؤها في بقاع الارض وصار العدد كبيرا ممن يسمون باللاجئين او المهاجرين.؟

اين ذلك العراق الذي كان ينعم بالصناعة والتجارة والتصدير؟.

اين بلدي الذي انتمي اليه وهو يسري بكل قطرة دم في شراييني وصار الانتماء لبلد اخر.؟

اين الجامعات واساتذتها؟.

اين المعامل وعمالها؟.

اين العلماء وابتكاراتهم وبحوثهم؟.

اين الاطباء وتميزهم؟.

اين بلدي؟.

لقد ضاع بلدي وسط هذه الاوضاع المتشرذمة ومع من يسعون للسرقة وقتل الابرياء. ضاع بلدي وسط المحاصصة المقيتة التي لا تسعى الا لمصلحتها.ضاع العراق وسط الدمار الذي اصابه؛ تحولت بساتينه الى اراضي جرداء لا خضرة فيها ولا نخل ولاشجر؛ اغلقت معامله وتشرد عمالها ولا انتاج فيها؛ كممت الافواه وغسلت العقول بدعوات ربطت ما بين السياسة والدينصار الانتماء للطائفة والمذهب والقومية لا للبلد؛ تغير حكامنا بشكلهم ومسمياتهم ؛ وغيرو معهم بلدنا ؛ احكمو قبضتهم عليه فخنقوه وجعلوه “يرفس” من تحت سطوتهم وانتمائهم الكاذب الخداع.

اي بلد يحكمه مزدوجو الجنسية كالعراق .. !!! اي بلد يسعى لبيع ارضه وخيراته لاجندات خارجية يرتزقون منها غير حكام العراق.. !!! نعم انهم مرتزقة العصر الذين جاءوا بشعار التغيير ؛ اي تغير هذا الذي يجرنا الى الاسوء وليس للاحسن. اين عراق الحضارات التي انطلقت منه اولى قوانين البشرية.؟ اين عراق العلماء والشعراء.؟ اين عراق التمييز والمتميزيين.؟ التغير قادم كان شعارهم الرنان؛ اي تغيير جاءنا .؟ اذا لنغير فعلا من واقعنا بانتخاب من نراه كفأ لخدمة شعبه لا نختار مذهبا او طائفة او قومية ينتمي اليها بل بقدر انتمائه للعراق .

لنختار الشخص الذي نراه فعلا يصلح لقيادة بلد زادت جراحاته واثقلت حياته بالصعاب ولنضع امام اعيننا التغيير الى اين يأخذنا ؛ فما عليَ وعليك سوى أن نكون نحن التغيير الذي نريده ؛ ولنقل لمن يتمسك بما اتى من أجله

وكما قال الشاعر ابن عنين

انظرْ إلى من كانَ قبلكَ واعتبرْ

ستصيرُ عن كَثَبٍ إِلى ما صاروا

فيزول عنك جميعُ ما أوتيتَ في الـ

ـدّنيا ولو زويتْ لكَ الأمصارُ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حجاج بيت الله الحرام يواصلون رمي الجمرات وسط تحذيرات من ارتف


.. حملة انتخابية خاطفة في فرنسا.. وأقصى اليمين في موقع قوة




.. استمرار جهود وحملات الإعمار في الموصل بعد 7 سنوات من القضاء


.. هوكشتاين في إسرائيل لتجنب زيادة التصعيد مع لبنان




.. أطفال غزة يحتفلون بثاني أيام العيد مستذكرين شهداءهم