الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكش فراخ ..

حمدى عبد العزيز

2021 / 2 / 19
سيرة ذاتية


بعد أن كنت استمتع بالكتابة عبر الأوراق والأقلام الحبر منذ سنوات .. اكتشفت أن خطي اصبح كنقش ارجل الفراخ علي الاسطح الترابية نتيجة اعتمادي الكتابة عبر الكيبوردات ..
كانت الكتابة في حد ذاتها متعة لي لدرجة أنني كنت اقطع المسافات بالكيلومترات لكي اشتري أحباراً ذات مركبات دهنية عالية منها ماهو مرتفع السعر كحبر (كوينك باركر) أو(شيفر) لأخلطها بأحبار (هيرو) الصينية الذهيدة الثمن ، بمقادير ترفع جودة الحبر وتقلل من ارتفاع تكلفته المادية ، وتؤمن لي زخيرة من قنينات الحبر أو كما كنا نسميها (دوايات الحبر ) تكفي لشهور علي الأقل علي أن اقوم بشراء المزيد قبل نفاذ ماقبل آخر قنينتين (دوايتين) ، وهكذا كنت اتعامل مع الأحبار كمؤنة لاينبغي أن تنفذ لخيول الكتابة التي كانت تمطيها أصابعي لتنطلق بمكنونات روحي التي كانت تخط حروفها علي سموات بيضاء ..
.. كنت اقوم بخلط مقادير هذه الأحبار فأصنع منها مزيجاً من الحبر ذو كثافة معينة ، وذو سرعة جيدة للجفاف علي سطح الورق ، ليحقق في نفس الوقت درجة من اللزوجة تجعل من تجول سن القلم علي سطح ورق التصوير (الذي كنت اشتري "رزمة" من أجوده خصيصاً للكتابة) تجولاً ذو ملمس زلق يزيد من متعة فعل الكتابة ومن حساسية الإشارات العصبية لعضلات أصابع اليد الممسكة بالقلم لتتفاعل بإحساس عميق ودقيق ورقيق مع انثناءات الأحرف ودورانها والتواءاتها نحو عوارضها و قوائمها المستقيمة أو مجاورتها لحروف الألف العمودية ..
كانت لدي اقلامي الحبر من ماركات مختلفة الذي كنت أقوم بتهذيب أسنتها بأوراق السنفرة المتفاوتة في درجات النعومة ، لأجعل منها ماهو ذو خط عريض ، وما هو ذو خط رفيع .. لتصبح أقلامي أحصنة أعزاء معدة للإمتطاء ، والتجول اللذيذ فوق الأوراق البيضاء ..
كان لدي خط جيد
كنت اكتب به مجلات الحائط المصنوعة من أوراق الدوبلكس لي ولزملاء الدراسة
وللروابط الثقافية التي كنت انشط فيها ..
لدرجة أن رؤسائي وزملائي في العمل كانوا يطلبون مني كتابة الخطابات التي سترفع إلي مستوياتهم القيادية رفيعة ..
وكثيراً ماصممت كروتاً
وكتبت عنوايناً لمقالات في نشرات
ويفطاً علي أوراق الدوبلكس ..
طوال عمري لااحب الأقلام الجافة ولم استخدمها إلامقموعاً بمقتضي ماينهي عنه القانون ، اوالتعليمات سواء بالدراسة أو في عملي المهني ..
كنت لااستخدم الأقلام الجافة مطلقاً في البيت ، في حين كنت اصطحب معي قلمي الحبر في العمل لأكتب به بعض الأوراق الإدارية التي لاتندرج تحت بند المستندات المحسابية التي كنت استخدم فيها القلم الجاف مكرهاً لعدم مخالفة قوانين الكتابة المستندية ..
وماان اقتحمت الكيبوردات الألكترونية حياتنا حتي ندرت الأحبار ، وجفت دوايات الحبر ، وتطوست اسنة أقلامي الحزينة التي لم تفلت من مصير كل مهملاتنا التي اندست وسط الكراكيب القديمة ..
حتي الإحساس بالكتابة اليدوية الجميلة اصبح جزءاً من النستالوجيا الشجية ..
واصبحت الكتابة اليدوية - إن تصادف ومارستها - كتابة جافة ومملة بلا أي استمتاع ، تأكل من همة الروح ..
اقرب إلي الكلمات التي كان يكتبها الأطباء علي الروشتات
أو كما كنا نسميها قديماً
(نكش فراخ) ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور من إسعاف جنود إسرائيليين بالمروحيات من جنوب لبنان بعد مع


.. الحوثي يعلن شن هجمات على تل أبيب بالطائرات المسيرة




.. كلمة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في القمة الثالث


.. مغنية أمريكية تتحدث عن معاناة أهل غزة والسودان




.. استشهاد 10 أشخاص وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي على منطقة ال