الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-البيئة الآمنة- والانتخابات

صوت الانتفاضة

2021 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


((ان النقاش مع "البنادق" أفضل من النقاش مع الاطروحات التي تبشر بها المعارضة)) لينين.
من المسلم به والمعروف لدى من يعمل بالسياسة، ان العراق خالي تماما من قضية "العمل السياسي الديموقراطي السلمي"، فالسلطة في هذا البلد مكونة من ميليشيات وعصابات ومافيات إسلامية وقومية وعشائرية، وهذه القوى جميعها مسلحة، ودائما ما تستعرض قواها في الشارع، وهي في حالة شبه صراع فيما بينها، يظهر على السطح أحيانا، وهذه القوى أيضا هي تابعة لهذه الجهة او تلك، أي ذيلية، تنفذ مشاريع وسيناريوهات تلك الدول، أيضا فهذه القوى تملك سلاحا ثقيلا "طائرات مسيرة، دبابات، أنواع مختلفة من المدافع، صواريخ بأنواعها، رادارات" وتستولي على مناطق ومساحات كبيرة، جاعلتها قواعد لها، بالتالي فهي ضمن المعادلة الإقليمية والدولية.
هذه ليست معلومات سرية، فهي بمتناول كل يد، الجميع يعرف ذلك، لكن ما يثير "الضحك" او "الحزن" ان هناك من يطالب بتوفير "بيئة آمنة" للانتخابات؛ تجتمع قوى شبابية، انبثقت من انتفاضة أكتوبر-تشرين، مترددة في المشاركة من عدمها، تصدر بيانا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تشترط فيه توفير "بيئة آمنة" لمشاركتها في الانتخابات، بل حتى تلك القوى الأخرى التي حسمت امرها بالمشاركة، الى اليوم وهي تطالب بتوفير "بيئة آمنة"، لأدراكها انها مقبلة على خسارة تامة؛ المطلب ليس مقتصرا على قوى المعارضة، فالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والولايات المتحدة، والحلبوسي والخنجر والصدر والحكيم والعامري والبارزاني والمالكي والخزعلي، كلهم يطالبون بتوفير "بيئة آمنة".
لكن لنتساءل أولا ما هي "البيئة الآمنة"؟ الأمن هو الاطمئنان من خوف او قلق معين، وبيئة آمنة معناها أن تكون خالية من مصادر الخطر الناجمة عن الميليشيات والمافيات، أي إيجاد ظروف طبيعية، أي عملية الاقتراع يجب ان تجري دون ترهيب او عنف او اكراه، هل ممكن ذلك؟ من السخافة حقا مجرد التفكير بذلك؛ لنفترض ان قائد ميليشيا معينة رفض المشاركة في الانتخابات، هل سيكون هناك قلق من عدم مشاركته ومما سيفعله؟ او لنفترض ان الصراع الإقليمي او الدولي اشتد في العراق، فهل ستتوفر "بيئة آمنة"؟ والافتراضات كثيرة، وهي واقعية.
الى اليوم الميليشيات تغتال وتختطف وتعذب المعارضين لها من شبيبة تشرين، ممن يريد الدخول في "انتخاباتهم" او الرافضين لها على حد سواء، الى اليوم وهي تصول وتجول في الشوارع، بحجج مكررة وسمجة وسخيفة، الى اليوم وهم يفرضون سيطرتهم بشكل كامل على طول البلاد وعرضها، وبعد كل ذلك، تأتي قوى المعارضة بأطروحاتها الوردية لتطالب سلطة الميليشيات بتوفير "بيئة آمنة"!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة