الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إستجلاءات الحرب على لبنان...!؟.

روشن قاسم

2006 / 7 / 26
الارهاب, الحرب والسلام


تعددت التحليلات والتنظيرات في ظل الازمة التي دكت إستقرار لبنان كشعب ودولة وحكومة شرعية...، البلد الذي ما لبث تواً أن خلع عن نفسه ثوب الوصاية السورية، بعد أن دفع ثمناً باهظاً كلفته خيرة رجالاته.
كما أنّ الكثيرين من اللبنانين وغيرهم من المهتمين بما يجري في الشرق الاوسط لم يخفى عليهم بأن الوصاية لم ولن تنتهي بمجرّد خروج القوات السورية من الاراضي اللبنانية وتنفيذ جزئي لقرار مجلس الامن 1559، وهذا ما لمسناه أرضاً وواقعاً خلال الفترة الاخير إذ كان السبب الرئيسي لخلافات زعزعت هيبة الحكومة اللبنانية وجعلت من طاولة حوارها طاولة مفلطحة لن تفضي الى حلولٍ خاصة بأن الفترة الانتقالية بين نهاية الوصاية وماآلت اليه التوازنات الاقليمية لم تأتي بالبيئة المناسبة لفض الاختلافات ورسي الخلاف الى مصالحة وطنية تضمن لكل لبناني مواطنته وحرصه وصموده ضمن المساحة أو الخارطة اللبنانية أي ليس في منطقة محصورة في جنوبها وإحتكار صك المقاومة في زاوية هذا الجنوب.
لعل الفرصة كانت سانحة رغم العقبات التي واجهتها الاطراف اللبنانية لكن إختلاط الحق والواجب والتفرد الذي طغى على سمات مقومات الدولة والكل فيها جعل هذا البلد ساحة لتصفية حسابات إقليمية على حساب بنيته التحتية وموارد معيشته من إقتصاد وسياحة ليكون صيفه هذا العام صيفاً ساخنا ملتهباً.
أما أصحاب السطوة والاجندة فيما لهم وما عليهم، والأخذ بمزاودات بل بهارات الصمود والتصدي والتي على مايبدو تعفنت في خاصرة الخارطة العربية بعد أن فشل أصحابها في الدعوة لقمة عربية، وهو الدليل القاطع لفهم معطيات الجوار القريب جداً من البلد المنكوب في حياكته القرار اللبناني ومد الرؤيا الى استراتيجية لعب دور في المنطقة تستعيد من خلاله اللعب بورقتي فلسطين ولبنان مجدداً بعد فقدانها المصداقية في التعاطي مع القرارات الدولية والمجتمع الدولي، فيما يخص المعبر الارهابي وتصديره، والتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ومزارع شبعا والاهم قضية إغتيال الحريري ( رئيس الحكومة اللبنانية)، وهذا بالفعل ما دفعها الى إفتعال أزمة في المنطقة بغية استدراج أمريكي والحلم في عقد صفقة على حساب دوامة الشأن السوري في سياسته الخارجية منذ 2001، و بغض النظر عن استراتيجية المحافظين الجدد في الادارة الامريكية والتي تقرّ بعدم إبرام اي نوع من هذه الصفقات مع بقايا الانظمة المعتقة وهذا ما أنتهجته السياسة الامريكية منذ احداث الحادي عشر من أيلول.
مهما تكن فإن القدرة السورية على لعب دور في المنطقة كعامل تهدئة وتبوء مركزي لعامل الاستقرار فيها، وهذا مايعوّل على وجودها القسري في رزمة الصفقات لما تملكه من ورقتي صمام الامان (حماس وحزب الله) والرمي الى طبخ المشاكل في المطبخ الدمشقي وتطعيمه بواجب المقاومة وبثه الى قعر الدار الفلسطينية واللبنانية.
ومن هنا فإن إقدام حزب الله على هذه الخطوة في هذا التوقيت والتي جاءت كذريعة لإسرائيل والتي وظفتها بدورها بشكل مبالغ فيه ضد الشعب اللبناني ضمن استراتيجية قدمت الكثير لمصالحها تأكل من خلاله الأخضر واليابس واستطاعت هذه التصفية نزع أهلية الحكومة اللبنانية التي أتت دستورياً وقانونياً وسحب القدرة التي وسمتها بأن تكون المؤتمنة على الشعب اللبناني بعد قيام طرف آخر بهذه المسؤولية ووضعها- هذه الحكومة -وراء حسابات إقليمية ودولية وقد تستدرك دورها في المرحلة المقبلة إن وكلت في التفاوض بشأن الاسيريين الاسرائيليين، واستطاعت ان تإخذ على عاتقها كلمة الحسم خاصة بعد التزام كل الاطراف اللبنانية بوحدة الشعب ومسؤوليته ومقاومته وعدم الدخول في سجال المسؤول عن الحال وأحوال لبنان الحالية.
اما ردود الفعل العربية فإن التمويل الايراني المعلن والمكبت لحزب الله جعل الكثير من الدول العربية تمتعض حياله والتي من خلالها تفرض إيران معادلة جديدة بشأن ملفها النووي، وسد منافذ الوقت والتوقيت لفرض عقوبات عليها قد لا تستثيغها المنطقة في استعاباتها للظرف المفروض عليها، ومنه اقحمت لبنان قسراً في أعمال تخص لاعبيها الاقليميين كالنظاميين السوري والايراني، إذ عبرت المرحلة الحالكة عن مصالحها دون الاخذ بعين الاعتبار لما يفضله لبنان ومايعبر عنه، وهذا ما جعل الموقف السعودي شديد الصرامة والصراحة، التي ماعهدتها المنطقة خلال عقودها ومزاودات الاخرين على الصراع العربي الاسرائيلي وجاء هذا الموقف بتحديات خطيرة سدّت منافذ التبهرج امام الكثيرين بعد أن أعقبها الموقفين المصري والاردني مع احتفاظ الثلاثة (السعودية ـ مصر ـ الاردن) بضرورة وقف إطلاق النار وتقديم يد العون للبلد الشقيق، والانخراط في مساعي دولية لوقف نزيف الدم اللبناني دون إلتماس العذر للمقاومة وتوق الشارع العربي لسماع هذه الكلمة (المقاومة).
وما بقي بعد هذه الحرب على لبنان إلا أن نشهد التسويات وأبعاد لم تكن محسوبة قبل الحرب ومعايير إقليمية قد تتغاير استراتيجاتها مقابل المخططات والقرارات، وانقشاع هالة الصمود والتصدي الذي دفع اللبنانيون ثمنها، وكفاهم ليثبتوا انهم الذين رفعوا على كاهلهم ثقل هذا الصراع بإمتياز، وبالتالي جلب عدم أريحية في الخنوع الذي أبداه أصحاب هذه الشعارات وتناسيهم لأسراهم وأرضهم، وقد تحمل ايضا بادرة الى حتمية ئبوء الحكومة اللبنانية سياساتها الخارجية وعدم تمايزها في القرار والاقرار بالسيادة اللبنانية.
فهل تكون زعزعة دول عنصرٌ واجب وجوبه للابقاء على الاستبداد لانظمة في سدة الحكم؟!، وهل مجاز أن تحقن دماء اللبنانيين بمجازر إسرائيلية لتغدو ملهاة لصرف النظر عن استحقاقات مرحلية لنظم أخرى؟!، ولماذا الشعب اللبناني مجدداً...؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة