الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبيا والإختيار الإجباري

سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)

2021 / 2 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


كارثة فبراير المجيدة
2 - الإختيار الإجباري
لقد رفضنا هذا الإعلان الدستوري منذ صدوره لأسباب أيديولوجية وإجتماعية ولأسباب تتعلق بظروف صياغته وكذلك من ناحية توقيته. فنحن نرفض أن يكون الإسلام مصدر تشريع القوانين في ليبيا، لا نريد بلادنا يتحكم فيها الشيوخ والفقهاء والمهووسين بالغيب، وهو غير مقبول ثانيا لأن الشعب الليبي لم يخول هذا المجلس لإصدار مثل هذا الإعلان الدستوري. وهو غير مقبول ثالثا لأننا نرفض أن تكون لليبيا هوية مزيفة أحادية مبنية على أساس عرقي لغوي أو جهوي أو ديني. وهذا الإعلان غير مقبول رابعا لأننا نرفض أن تكون ليبيا مزرعة للرأسمالية العالمية وللبرجوازية الليبية يتحكم فيها البنك الدولي دون إستشارة الشعب الليبي. وخامسا رفضنا هذا الإعلان الدستوري لأننا نعتقد أن المجلس يجب يعمل في ذلك الوقت من أجل مساندة الثوار على الجبهة ومساندة الليبيين المهجرين اللذين يعيشون في الخيام في ليبيا وفي تونس وأن الوقت ليس وقت مناورات سياسية من الدرجة الثالثة في هذه الفترة التي يدفع العشرات والمئات من الليبيين يوميا حياتهم ثمنا من أجل الحرية الحقيقية وليس من أجل حرية الإستثمار.
غير أنه منذ إستيلاء الجناح اليميني الإسلامي للنظام السابق على السلطة، بادرت هذه الفئة الرجعية في تنفيذ مجموعة من الإختيارات الأيديولوجية الحيوية بدون إستشارة المجتمع ولو بطريقة صورية، أو حتى التظاهر بالإستشارة الديموقراطية.
١ - منذ البداية، فرضت الدول الرأسمالية والقوى الإمبريالية المتدخلة في ليبيا طبيعة النظام الذي سيحل محل النظام القائم، أي فرض نظام الإنتخابات البرلمانية وتعيين ممثلين عن الشعب ممن يمكن التعامل معهم ومساومتهم كما هو الحال في أفريقيا وأغلب دول العالم المتخلف. حيث يعلمون جيدا إستحالة تحقيق التمثيل الحقيقي واستحالة ديموقراطية برلمانية سليمة في مجتمع يخلو من الأحزاب السياسية ويعاني من الأمية السياسية وتسيطر عليه الأفكار الخرافية وتتحكم فيه الجماعات الدينية. فاعتبار النظام البرلماني هو البديل الوحيد الملائم للمجتمع الليبي، يعتبر خيارا إعتباطيا ولا يتفق مع الواقع الليبي، ولكنه يعبر عن خضوع الطبقة المسيطرة على ليبيا للبنك الدولي وللرأسمالية العالمية.
٢ إعتبار النظام الرأسمالي-الليبرالي هو النظام الإقتصادي الوحيد الملائم للمجتمع الليبي، مما سلم الإقتصاد الليبي إلى حفنة من التجار المستغلين والذين كونوا ثروات هائلة على حساب المواطن الليبي الذي بقي بطبيعة الحال في الطوابير الطويلة يغطي رأسه بقطعة من الكرتون لإتقاء الشمس الحارقة منتظرا راتبه أو الغاز والدقيق والحليب.
٣ إعتبار "هوية" المجتمع الليبي مقتصرة على "العروبة والإسلام" وإقصاء بقية المكونات الثقافية واللغوية أو إعتبارها مكونات ثانوية أو من الدرجة الثانية، يعتبر عملا شديد الخطورة ويجعل دماء المئات من الشهداء تذهب هدرا من أجل رؤية أيديولوجية وعنصرية وغير وطنية.
٤ - إختيار الرموز الوطنية الأساسية بدون إستناد إلى الواقع الليبي، وإنما العودة إلى النظام الملكي السابق بدون إستشارة المجتمع الليبي، مثل إختيار علم المملكة السنوسي الذي فرض على الثوار بواسطة الإعلام القطري من ناحية ومن قبل الإسلاميين الذين تكفلوا إقتصاديا بإغراق ليبيا بملايين الأمتار من هذا الرمز الإسلاموي. وزادوا على ذلك فرض النشيد الوطني الملكي السابق مع حذف الجزء الذي يمجد الملك ويطلب من الله الإطالة في عمره المديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ