الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر عريان السيد خلف

سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)

2021 / 2 / 20
الادب والفن


انضغطتُ في جو الفيس بوك فالعديد من الأصدقاء ينتظرون ردّ فعلي إزاء موت عمود مهم من أعمدة الشعر العامي العراقي " عريان السيد خلف". حتى أن بعضهم كتب لي معاتباً صمتي. وفعلا أخرسني موته بالرغم من معرفتي الحسية والفعلية بأننا كلنا ذاهبين إلى هذا المصير، فالحياة هي رحلة بين الولادة والموت.
أخرسني، ويخرسني موت كل مبدع كونه خلاصة مكثفة لروح البشر في زمنه، وعريان هو الخلاصة العميقة للمشاعر والتحارب في الحب والهجر والإنسانية.
ماذا أكتب عن عريان المتألق، النجم، الشاعر الشعبي الوحيد الذي شاع وصار حينما يمر في الشارع يستوقفه الشباب كي يلتقطوا معه صورة. كتب زميلي "زهير الجزائري" الروائي معبراً عن غيضه مازحاً، من إزاحته كي يتصور الناس مع "عريان" .
أنا خجلان جدا ومقصر فقد عاتبني "عريان" في مؤتمر أربيل للأنصار الشيوعيين 2007 بعد أن نشرت سلسلة مقالات ودراسات عن القصيدة الشعبية العراقية الحديثة وقام هو بنشرها في صفحة التراث الشعبي بطريق الشعب وهو المشرف عليها، ظاناً بأنني أهملت أشعاره، فأفضت بالحديث عن محبتي لأشعاره وحفظي مطلع حياتي لقصائد كاملة وأخبرته بأني كنت أكتبها في رسائل الغرام للبنات اللواتي أقع بحبهن وكل كم شهر أقع بحب واحدة فضججنا بالضحك العاصف في سهرةجميلة من سهرات ليالي أربيل، كان يتأمل أن أكتب عن أشعاره وكنت أيضاً فعريان شاعر مهم وتمكن من مواكبة تطور القصيدة العامية الحديثة بعد أن أصبح فحل في قصائده الكلاسيكية، تطور لغةً وصياغة ورموزا ببصمته المميزة والخاصة في مسير القصيدة الشعبية العراقية، وأنشغلت بشؤون الحياة الصحة غير المستقرة وزحمة مشروعي الروائي والنقدي وقتها، وتأجيل بعد تأجيل إلى أن فاجأنا بموته ووضعني في زواية الدين، فأنا مدين له فعلا ولا أدري هل سأتمكن منأكمال مشروع كتابي عن الشعر العامي العراقي الذي نشرت منه فصول عديدة منذ أكثر من عشرين عاما في الصحف والمجلات العراقية أم لا
هذا يتعلق بالوضع الصحي وبهازم اللذات ومفرق الجماعات الذي سيزورنا كلنا في لحظة خاطفة لا يدركها إلا هو
فعريان عاشرّ مراهقتي الضاجة، فقد كنتُ أحب الشعر وأتخيل الحبية شعرا وأحفظ القصائد وكانت قصائد "عريان" يستنسخها الشباب وأنا منهم، وكنت أتفاخر في حفظي لقصيدة:
"ردي.. ردي..
يا ظعن شت عن هله
وحادي غربة البيه يحدي"
قصائد حينما وعيتُ وجدتها شديدة السذاجة كهذا النموذج.
لكن من صدف عمري أن تكون علاقتي الثقافية بشعراء العامية الذين جددوا القصيدة الشعبية، أبناء مدينتي بل محلتي، عزيز السماوي، شاكر السماوي، وعلي الشباني، وأن أكون صديقا لهم وكان ذلك في أواخر ستينات القرن الماضي.
وعلاقتي بهذا الجو النخبوي العميق أبعدني جدا عن شعبية أشعار "عريان السيد خلف" وأشعار العديد من شعراء الشعبية الأكثر إنتشار شعبياً كتاب كلمات الأغاني كزامل سعيد فتاح وغيره.
هذه العلاقة ليست كلام، بل علاقة روحية فلسفية تتعلق بالموقف من الحياة الزاوية التي شكلت وتجسدت في أشعار علي الشباني وعزيز السماوي وطارق ياسين
لكن بالرغم من هذي العلاقات والتشابك العضوي والفني الذي أفادني في مشروعي الروائي كثيراً من حيث الإحساس بالمفردة الشعبية التي تحمل روح الإنسان في المكان المحدد وهنا أقصد العراقي فوظفتها في عالمي مما وشم سردي بنكهة البيئة العراقية الخالصة،
الجميع تفتت أقصد الشعراء العاميين عقب الحملة على الشيوعيين والديمقراطيين أعوام في سبعينيات القرن المنصرم، الشباني صمتَ، طارق ياسين مات، عزيز أغتراب هو وأخيه شاكر سماوي، وعلي الشباني بقى صامتاً، لكن عريان كان نشطاً ورأيته في العديد من البرامج التلفزيونية وهو ينشد أشعاره بكل جرأة.
لا أدري كيف كان بفعل ذلك
زمن البعث
وبتقدري الخاص أن قوة أشعاره أبهتت قوة البعثيين الذين كانوا يودون طمغ ما يجرى لهم من أشعار وأدب وأغاني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأنا
عامر سليم ( 2021 / 2 / 21 - 06:41 )
يقول بريخت :
“Every time you name yourself, you name someone else.”
Bertolt Brecht
والحق ان مقولة هذا الكاتب المسرحي العظيم يمكن قرائتها معكوسه ايضاً :
- Every time you name someone else, you want to be named yourself -

اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى