الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائر، موجة حراك جديدة.

عساسي عبدالحميد

2021 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الجزائر تستعد لموجة حراك شعبي ثانية بعد استراحة تطلبها الوضع الصحي بسبب تفشي داء الكوفيد المستجد ...

وكان الكوفيد من بين الوسائل التي استغلتها الاذرع الإعلامية لجنرالات الجزائر" الشروق نموذجا لتخويف الشارع من مغبة تفشي الطاعون، وضرورة الحفاظ على صحة وسلامة المواطن بتجنب التزاحم وعدم الخروج من المنازل الا للضرورة القصوى ..(انظروا حجم هذا الهم الذي يحمله مجرمو العشرية السوداء للمواطن حرصا على صحته ...)

نشطاء الحراك وعبر شبكات التواصل الاجتماعي قاموا بتحديد يوم 22 فبراير وهي الذكرى الثانيه لبدء الحراك، ولمواصلة الاحتجاجات والدعوة لرحيل العسكر من تدبير الشان السياسي ، والدعوة لمحاسبة لصوص المال العام الذين قربهم بوتفليقة لمحيطه طيلة عشريتبن من الزمن ..

اكيد ان لجنرالات ولاد زروالة استراتيجية لمواجهة غضب المحتجين ،و هو غضب تشتد جذوته يوما بعد يوم نظرا لتفشي الوضع المعيشي للمواطن بصورة مروعة و تفشي الفساد بين أجهزة الدولة ...

استراتيجية النظام بدات يوم أمس بخطاب الرءيس تبون الذي يرفض الشارع شرعيته باعلانه عفو رئاسي على العشرات من السجناء الذين تم القبض عليهم على خلفية الحراك ..والإعلان عن حل البرلمان وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة ودعوة الشباب للمشاركة بكثافة في هذه الاستحقاقات كناخبين و كمنتخبين و استعداد الدولة لتمويل ترشيحات الشباب في محاولة لاغراء هذا الشباب والتاثير على الحراك ...

وفي صلب استراتيجية النظام الجزاءري هناك طبعا المقاربة الأمنية و التي تقتضي قمع الحراك بقوة ولو تطلب الامر الدخول في عشرية سوداء للجم بني كلبون، وبني كلبون هي عبارة كان يستعملها الجنرال توفيق في حق المحتجين الجزاءريين المطالبين بالدولة المدنية والحق في العيش الكريم ..واستعمل هذه العبارة كذلك العديد من قادة الجزائر...

وكان الجنرال توفيق يقول: العسكر هو من يعطيكم العز والكرامة ايها الجزاءريون ،و لو غاب عن السياسة سيقوم الجزاءريون بتقديم البيعة لسلطان المغرب وتقبيله يديه ..

ولعل عودة الجنرال الدموي خالد نزار الذي كان مساهما في مذابح العشرية السوداء وهو المحكوم عليه بعشرين سنة سجن بعد عزل بوتفليقة لهو دليل على قيام النظام بادخار هذا الخيار ...خيار شلالات الدم ..

ولكن بالموازاة مع خيارات عصابة شنقريحة لتدبير الحراك سواء بالاغراءات او بالاساليب القمعية ، هناك خيارات فرنسية للتعامل مع الوضع ...

ففرنسا إستفادت اقتصاديا من الجزاءر منذ خروجها الرسمي من البلاد و تعيينها لرجالاتها داخل الأجهزة السيادية وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية ...وكانت فرنسا طيلة ستة عقود تستورد النفط والغاز باثمان تفضيلية بل هناك شحنات تلقتها فرنسا بالمجان مقابل مواقف سياسية ...او مقابل رشاوى لصالح لصوص الجزاءر.

كل جنرالات ورموز النظام في الجزاءر مرتبطون بفرنسا حيث يمتلكون عقارات ولهم أرصدة و اسهم ومنتجعات الاجازات الصيفية ، وهناك في معاهد وجامعات فرنسا يتابع أبناءهم دراستهم .

ليس لدى جنرالات الجزائر عداء اتجاه فرنسا الكولونيالية التي ذبحت الجزاءريين و نهبت ثرواتهم وقامت بتجربة نووية في صحراءههم بمنطقة رقان سنة 1960 ما زالت تداعياتها كارثية الى يومنا هذا على البيئة والانسان ، بل وقام الجيش الفرنسي بتثبيت اسرى جزائريين على أعمدة خشبية لتحليل مدى تاثير الاشعاعات النووية على جسم الإنسان ...نعم ؛ ليس هناك عقدة اتجاه امام فرنسا من جانب المجىرم خالد نزار ..

عقدة الجنرالات و عداءهم هو انهم ومنذ قرابة 60 سنة وهم يعملون على تلقين المواطن الجزاءري العداء لليهود وللمراركة ، ( ينعتون المغاربة بالمراركة....) حتى صار العداء اليهود والمغاربة عقيدة الجنرالات ..

ما هي خيارات فرنسا مرضعة جنرالات الجزائر للتعامل مع موجة جديدة من الاحتجاجات بالجزائر؟؟ والتي من المرتقب أن تكون اقوى من سابقتها ؟؟

الخيار الاول وهو قد تعمد فيه الاستخبارات العسكرية الفرنسية على تدبير انقلاب عسكري ،و ان يتزعم هذا الانقلاب ضباط شباب ...و سيتم القبض على الجنرالات العجاءز شنقريحة ...توفيق...نزار ..و سيتم عرضهم على الشعب وتقديمهم للمحاكمة بصفتهم سبب ما عاناه المواطن الجزاءري لعقود من الزمن من نهب لثرواته و استباحة لحقوقه وكرامه ...وسوف تنصب مشانق الإعدام لنزار وتوفيق و شنقريحة ...

و سوف يكون بعدها حكم انتقالي تليه انتخابات برلمانية و رئاسية وتسليم السلطة للمدنيين ويتعهد الجيش بالابتعاد عن السياسة ....لكن استخبارات فرنسا ستبقى حاضرة من خلال رجالاتها في الأمن والعسكر و باقي قطاعات الدولة ...

اما الخيار الثاني وهو خيار النموذج الليبي ، فطاءرات فرنسا ساهمت في قصف جيش معمر القذافي اثناء الربيع العربي ، و المخابرات الفرنسية هي من ألقت القبض عليهة، وقامت بتخذيره و تسليمه لثوار مصراته الذين سحلوه وركلوه و بصقوا في وجهه..قبل أن يتلقى رصاصة رحمة مجهولة ...

وبعد هذا اصبحت ليبيا مستعمرة لشركة طوطال الفرنسية....
انا ارجح حدوث الخيار الثاني و اتمنى ان اكون مخطئا في تقديري حتى لا تتحول ضواحي وجدة وبوعرفة وفيكيك إلى مخيمات للاجئين ..وحتى لا نرى إمارة داعش او القاعدة على ثلثي مساحة الجزائر..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع