الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعوب تزرع الشوك وتشتري الورد للاخرين

عبدالامير العبادي

2021 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لا اظن ان شعوب هذه المنطقة تختار لحتفها طرق الموت والدمار ، وهذه السبل ربما ليست وليدة لحظة آنية بل التأريخ وهو يمضي يسجل في متونه ويدون في فهارسه خنوع هذه الشعوب مدى توغلها
في الانهيار والتراجع والمراوحة في اماكنها،
للاسف دول الشرق الاوسط مجبولة على قبول هذا الضيم وعبر قرون مرت وربما ستمر لاحقا،ودون سرد الحقب السوداء التي عاشتها هذه الشعوب نجد ان تجارب الخنوع تتكرر بصور جديدة لكنها اكثر ايلاما وضررا عليها.
في بدايات القرن العشرين استبدل الاحتلال العثماني بالاحتلال الانكليزي والفرنسي والايطالي والبرتغالي وسواه ، ثم تلاه الاحتلال الاميركي،بعض الشعوب ارتضت نوع من هذه الاحتلالات وكيفت نفسهاعليه ونظرت للامور بموضوعية وعرفت حجمها امام تلك الدول الكبرى وشقت طريقها دون مقاومة او رفع شعارات واستشعرت انها لاتستطيع الا ان تبرم فرمانات نهضتها وتطورها ولذا قبلت بتوظيف اقتصادها وارضها للدول المحتلة اذ تركت ثرواتها النفطية تستخرج من قبل هذه الدول وتقاسمت ثرواتها معها مقابل خلق نهضة علمية وبناء دول متطورة في العديد من الجوانب وهذا يتجلى في المنظور العام لهذه الدول وامثلة هذه الدول السعودية ودول الخليج اجمعها ، وهذه وقائع يتحدث عنها الواقع وبالارقام فالانظمة الصحية والتعليمية والنجاح الاقتصادي والتسابق مع الامم المتطورة في بناء الصروح الحضارية من جامعات ومستشفيات ومطارات وملاعب رياضية وترفيهية والتي هي غاية نضال الانسان للوصول الى هذه المستويات فاكبر الملاعب والمطارات والمستشفيات ووسائل الراحة والامان نجدها في هذه الدول ( المحتلة)
هذه الدول لم ترفع شعارات تسقط الامبريالية ويسقط الاستعمار وشعارات الحرية والتحرر وما اجملها وما احلاها حين كنا نرفعها ونحن طلبة في التعليم وعلى مر مراحله لا بل قدمنا الاف من الضحايا قدمنا اجيال ، فكان غذاءنا الروحي الكتاب الثوري والفلم السياسي والمسرح (الجاد) والاناشيد التي هزت ابداننا، نعم لا زلنا نعيشها في اعماقنا وصارت لنا ابهى خزين نتذكره ونعيش ايامه وهذه اللحظات ظهر الكتاب والادباء الملتزمون بلغة الحرية والتحرر وانعتاق المرأة. وتحرر الاقتصاد وطرد المحتل الاجنبي
لقد اصغى لنا العالم المحتل وارتضى ان يترك لنا هذه البقاع وغادرنا وقال هذه دولكم ايها الوطنيين والثوار وهذه دولكم عادت لكم أبنوا فيها ما يروق لكم من صروح وهذا نفطكم(نفط العرب للعرب) حاولوا ما شئتم من طاقة شيدوا ما استطعتم من بناء وانهضوا بأقتصادكم ووفق شعارات ثوراتكم التحررية الماركسية والاسلامية فشعوبكم ترنوا اليكم والفقراء ينتشرون في كل ارجاء معمورتكم هبوا للبناء فلقد ارتحلنا.
ومع مرور الوقت انكفأت الشعارات الماركسيةوالثورية بسبب ممارسة العنف عليها ومطارداتها المستمرة حيث لم تستطع الوصول للسلطة في اي دولة من هذه الدول وتركت الامر للقوى القومية من الناصريين والبعثيين والعروبيين ادارة انفسهم وحينها رفعت الشعارات ايضا العربية القوميةوتحت هذا الغطاء ظلت هذه الشعوب ترزح تحت فاشيتها وظل الاقتصاد تحت طائلة حكام القومية ونازيتهم عرضة للنهب والسلب والدكتاتورية والمطاردات لكل من يقف بالضد من سياسة اهوائهم وافكارهم ابتداء. مَن عبدالناصر والقذافي والنميري والاسد وصالح وبورقيبة وصدام وغيرهم
ومع مرور الزمن وفشل هذه التجارب كان في الجانب الاخر من يتربص بهذه التجارب تحت شعار اعادة الزمن زمن الاسلام واعادة تجاربه السابقة وعبر قرون مرت ولكن بطرق اخرى ارادت في الاولى بناء التجربة السلفية من خلال الاخوان المسلمين وما نتج عنها القاعدة والدواعش ومنظمات اخرى حماس والجهاد وكلها تريد اعادة تطبيق التجربة الاسلامية المحمدية الخلافة الراشدة وتحت خطابات سلفية
وفي الجانب الاخر التجربة الشيعية ، واذا كانت التجربة السلفية قد فشلت في مصر وتونس والسودان والجزائر وليبيا فانه بالمقابل فان التجربة الشيعية في العراق ولبنان واليمن وجزء من سوريا هي الاخرى قد فشلت .
والسؤال لماذا فشلت هذه التجارب الثلاث القومية والسلفية والشيعية. وحتما يكون الجواب ان كل التجارب السياسية تشير الى ان اي حركة واي قيادة لا تستمد وجودها من الواقع ومنطق الواقعية ولو لزمن حتما تنهار لانها تستمد وجودها من سلطة اعلى وفوقية عليها وهذه ما يحدث فالقوى السلفية هي صناعة اميركية تركية بامتياز والسلطات الشيعية ايرانية بامتياز ايضا لذلك فهي اي كلا التجربتين ارادت الوقوف فوق قدرة وقوة العالم الاميركي والغربي لبسط وجودها وهذا خط احمر ادركته التجارب الخليجية ودول النمور اضافة فان حركة التأريخ لا يمكن ان تعود بل تنهض بالجديد من التجارب وعبر هذه المرحلة اقول ايهما من هذه التجارب نجحت وخدمت شعوبها وقدمت لها الاستقرار والتقدم والتمدن والحرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل