الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البورجوازية الوضيعة جماعات طفيلية

فؤاد النمري

2021 / 2 / 21
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


البورجوازية الوضيعة جماعات متقرقة لا تشكل طبقة اجتماعية حيث هي طفيلية لا تنتج ما تعتاش به ولا تعيش إلا في ظل طبقة أخرى . إختصت بتقسيم العمل الإجتماعي بإنتاج الخدمات (Services) والخدمات بدلالة اسمها تتوظف حصراً في خدمة الإنتاج وعليه فإن الدماء التي تنبض في عروقها هي من دماء الطبقة التي تنتج الإنتاج المادي وهي العمال
الخصيصة الأخص للنظام الرأسمالي هي أن العامل ينتج القيمة التبادلية لقوى العمل التي يبذلها في 8 ساعات ينتجها في 6 ساعات على الأغلب وما ينتجه في الساعتين الأخريين إنما هو فضل القيمة (Surplus Value) الذي يستولي عليه الرأسمالي دون أن يدفع مقابله سنتيماً واحداً، لكنه سيكون مسؤولاً عن دفع أجور العاملين في خدمة الإنتاج ؛ وهكذا يشارك عمال الخدمات الرأسمالي في عائدات فائض القيمة ولذك كتب ماركس وإنجلز في بيانها الشيوعي (Communist Manifesto) الصادر في عام 1848 ..
""The lower middle class, the small manufacturer, the shopkeeper, the artisan, the peasant, all these fight against the bourgeoisie, to save from extinction their existence as fractions of the middle class. They are therefore not revolutionary, but conservative. Nay more, they are reactionary, for they try to roll back the wheel of history"
يقول ماركس وإنجلز في الفصل الأول من بيانهما الشيوعي وهما ما زالا آنذاك يعتبران الرأسماليين من الطبقة الوسطى .. "الفئة الدنيا من الطيقة الوسطى كأصحاب الصناعات الصغيرة وأصحاب الدكاكين والمهنيين والفلاحين، جميع هؤلاء يحاربون البورجوازية كي بحافظوا على وجودهم في الطبقة الوسطى وهم لذلك لبسوا ثوريين بل محافظين، لا بل هم رجعيون إذ يجهدون في إعادة عجلة التاريخ إلى الخلف "
كان موقف ماركس وإنجلز من البورجوازية الوضيعة باتاً وحاسماً غير قابل للنقاش، فهي رجعية حتى وهي تحارب الرأسمالية . وفي العام 1922 زاد لينين من التشديد عليه فكتب في كتابه "الضريبة العينية" ما يلي ..
“ we must expose the error of those who fail to see the petty-bourgeois economic conditions and the petty-bourgeois element as the principal enemy of socialism in our country.”.
لينين يقول هنا .. "يجب فضح أولئك الذين لم يدركوا بعد الدور الإقتصادي الذي تقوم به البورحوازية الوضيعة وأنها العدو الرئيسي للإشتراكية في بلادنا" .
وكان لينين قد اشترط على كل حزب شيوعي عضو في الأممية الشيوعية أن يقوم سنويا بتطهير صفوفه من عناصر البورجوازية الوضيعة التي تكون قد نجحت في التسلل إلى صفوف الحزب . وفي العام 1922 طلب لينين من قيادة الحزب أن تصفي 100 ألف عضواًغير جديرين بعضوية الحزب ولم يتم طرد أكثر من 20 ألفاً كان منهم زوجة ستالين التي لم تشأ أن تعلن عن اسم زوجها .

بعد كل الذي كان من آياء الشيوعية ماركس وإنجلز ولينين يرز نفر من الشيوعيين من الذين شاركوا في الثورة البورجوازية الوضيعة ضد الإشتراكية السوفياتية في خمسينيات القرن الماضي ولم يقرّوا بكل وقاحة بأخطائهم وبإفلاسهم الفكري، برزوا ينادون بالإئتلاف مع البورجوازية الوضيعة في جبهة "يساروية" تدعو إلى التغيير دون علم المتغيّر !! إلى حد مثل هذا البله ينحط اليسارويون !!
أوصانا لينين عدم التهاون في فضح الشيوعيين الذين لم يدركوا عداء البورجوازية الوضيعة للبروليتاريا وللإشتراكية ونحن كتبنا آلاف الصفحات نفضح مثل هؤلاء الشيوعيين المفلسين لكن نفراً منهم حنى من المحيطبن بنا لا يرعوون بل ويزيدون في تمجيد البورجوازية الوضيعة بدعوى أنها منتج لما يسى بالإقتصاد المعرفي والإقتصاد الرقمي وما هما في حقيقتهما سوى من طينة الخدمات التي لا تنتج قطميرا .
لخيبة دعاوى هؤلاء "الشيوعيين" الخونة هناك الولايات المتحدة الأمريكية تأتي على رأس الدول المنتجة لما يسمى باقتصاد المعرفة والإقتصاد الرقمي وهو ما انعكس في تشوه الهيكل الطبقي للمجتمع الأميركي حيث تشكل طبقة البورجوازية الوضيعة 80% من كامل هرم السكان في الولاياتالمتحدة و17% للطبقة العاملة و 3% فقط للعاملين في الزراعة . ولما كان عمال الخدمات لا ينتجون قطميراً واحدا وينفقون في أميركا حوالي 15 ترليوناً من الدولارات فذلك يعني أن الدماء التي تبعث الحياة في عروق عمال الخدات إنما هي مستجرة من دماء البروليتاريا الصناعية كما يؤكد التحليل العلمي للإقتصاد الرأسمالي ؛ لكن 17 عاملاً صناعياً لا يمكنهم أن يوفروا قوى عمل لـ 80 عاملاً في الخدمات كما هي النسبة بين الطرفين في أميركا فلا بد وأن تُستجر الدماء من وراء البحارعن طريق طبع دولارات ورقية زائفة وبيعها إلى العالم وما أكثر من يستمرؤون لحس المبرد .

نحن هنا لا نكتفي بشجب سكوت علماء الإقتصاد على دواعي انعقاد المؤتمر التأسيسي لمنظمة الخمسة الرأسماليين الكبار (G 5) المنعقد في رامبوييه/باريس في 16 نوفبر 1975 وقراره اللصوصي حول تكافل الأعضاء الخسة في الحفاظ على أسعار صرف عملاتهم، وتعليماتهم للهيئة الإدارية لصندوق النقد الدولي المنعقدة في جمايكا في يناير 1976 وتقضي بإلغاء معاهدة بريتون وودز (BretttonWoods) ومنها الغطاء الذهبي للنقود والإكتفاء بمعرفة قيمة النقود من قيمتها التبادلية في السوق، نحن لا نكتفي بالاستهجان بل ندين هؤلاء العلماء بالخيانة .

هنا، ونحن ندين علماء الإقتصاد في العالم، كل العالم دون استثناء، بالخيانة يجدر بنا أن نتوقف ريثما ينبري أحدهم ينكر جرم الخيانة ويثبت أن لا مؤتمر الخمسة الكبار في رامبوييه ولا مؤتمر صندوق النقد الدولي قي جمايكا غيّرا في النظام الدولي أيّما تغيير .
ننتظر عبقرياً منهم قبل أن نستأنف محاكمتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تقييم الموضوع
فؤاد النمري ( 2021 / 2 / 23 - 03:49 )
في تقييم الموضوع 18 صفراً تعود -لشيوعيي- البورجوازية الوضيعة الذين يحملون حقداً دفيناً على الإتحاد السزفياتي

اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة