الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس: انتفاض الفلاحين في -أولاد جاء بالله- و-البقالطة- ومهمة - السيادة على الغذاء -

بشير الحامدي

2021 / 2 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عندما تمعن الدولة في تخريب الفلاحة وتفقير الفلاحين الصغار والفقراء عبر البنوك والشركات الزراعية هذه المؤسسات التي اجتهدت طيلة عشريات وتمكنت من القضاء على البذور المحلية وعلى قطيع الحيوانات المحلي وعبدت الطريق لاستفرادها بالمضاربة في كل ما يهم الفلاحة المحلية لتنتصب في السوق كمتصرف وحيد له وحده يعود أمر جلب البذور بأنواعها والأعلاف وكل الإنتاج الفلاحي وتسعيره والمضاربة فيه لا شك أن ذلك سيقود إلى حالة من تعميم التفقير والاستغلال وسيكتوي بنارها المنتجون الفلاحيون الصغار والفقراء وستدفعهم إلى الانتفاض ورفض هذا الواقع وهذا ما يحدث هذه الأيام في جهة المهدية في قرية "أولاد جاب الله" في ملولش وفي قرية البقالطة وسينتشر في قادم الأسابيع و الأشهر ليشمل تونس كلها.
إن حالة التفقير المعمم حالة أصبح عليها كل الفلاحين الصغار والفقراء في تونس كلها ولا تنفرد بها جهة من الجهات. فالفلاحون الصغار والفقراء وفي كل مكان من بر تونس مستغلون من البنوك ومن شركات الاتجار في قطع الغيار ومن شركات البذور ومن شركات بيع الأعلاف ومن السوق المحلية المحتكرة من قبل رهط من الوسطاء يتصرفون دون رقيب أو حسيب في الأسعار وفي التخزين وفي التزود وكثيرا ما يتسببون عن عمد في إتلاف الانتاج المحلي [حبوب زيتون خضر حليب غلال...إلخ] مما ينجر عنه خسارات باهظة للفلاحين الصغار والفقراء بغاية المضاربة في الأسعار والتحكم في عملية التزويد وترويج الإنتاج المورد الذي بحوزتهم والذي عادة ما يكون إنتاجا رديئا أو فاسدا.
انتفاض الفلاحين في الساحل التونسي في "أولاد جاب الله" وفي البقالطة والذي كان تحت شعار من أجل السيادة الغذائية والذي هو في الأخير جزء من مطلب ومهمة تحقيق السيادة على الثروات والموارد ووسائل الإنتاج والتخطيط...إلخ مطلب غير مفصول عن بقية مطالب الشرائح الاجتماعية الأخرى المفقرة والمستغلة من البطال للخدام للموظف الفقير لباعة التفصيل الذين بدورهم يطحنهم نظام الاستغلال القائم الذي تسيطر على كل شرايينه مجموعة عائلات متنفذة بيدها كل قطاعات الاقتصاد من البنوك إلى التوريد والتصدير إلى السوق.
انتفاض الفلاحين في "أولاد جاء بالله ومهمة " السيادة على الغذاء " تذكر كثيرا بتلك الحركة التي انطلقت سنة 2011 في " Wall Street" بشعار كبير هو "نحن الـ 99% لن نسمح بفساد الـ 1% وسنقاومه "وتابعها العالم كله وانخرطت فيها بعض المجموعات السياسية في كل بلدان العالم.
من أجل " السيادة على الغذاء " هو المهمة التي ستطبع في قادم الأيام مقاومة كل فلاحي تونس الصغار والفقراء وهي نقلة نوعية في وعي هذه الشريحة الاجتماعية ومطلب من مطالبها التي تجعل منها أحد أهم الشرائح في مقاومة منظومة الفساد القائمة والعائلات المسيطرة فيها.
"من أجل السيادة الغذائية " ترجمته العملية اليوم في مواجهة سياسات سياسات الانتقال الديمقراطي برمتها هي نحن الأغلبية لن نسمح بفساد الـ 1 % لن نسكت عن حقنا في موارد وثروات ووسائل إنتاج البلاد إنها الخطوة التي وحدها تمكن من الخروج بالسياسة وبالفعل السياسي والنقابي من مساحة الصراع على السلطة لإدارة أزمة رأس المال مشغل الأحزاب والنقابات البيروقراطية إلى مشغل الجماهير المفقرة من أجل إدارة الثروة ووسائل الإنتاج والتخطيط ووو. ولكن يبدو ونظرا لمجريات الواقع أن الـ 99 % لم يتخطوا بعد في قناعاتهم عتبة الإصلاح إلى الثورة ومازال منطق "نطالب" هو المحدد في كل تعاطيهم مع مسألة سيادتهم على قرارهم ومسألة حقوقهم في الثروة وهو أمر مفهوم موضوعيا نظرا لهشاشة الكتلة الطبقية المكونة لمجموع الـ 99 % ولتناقضات الفئات الطبقية داخلها فالكل مازال ينظر بمرآة "السيد" البرجوازي الصغير الذي لا يطمح لغير الاستقرار وتحصيل لقمة العيش ولا ينتبه لانحداره المتواصل والمتسارع في السلم الطبقي والذي لن يتوقف دون فرض تغيير جذري وقلب الأمور جميعا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟