الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام بطران مُعاد !!

عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)

2021 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


شهدت سنوات الحرب العراقية الإيرانية دعما غير محدود من دول الخليج لا سيما السعودية ، ولعل أشهر مقولات تلك الحرب هي ما قاله ملك السعودية للرئيس العراقي : " مني المال ومنك العيال " لتدور طاحونة الحرب على رؤوسنا سنوات من القتل والأسر والتشريد والإعدامات .
وحينما خان الرئيس العراقي العهد معهم واحتلّ الكويت ، ودخل بعضا من الأراضي السعودية ، أنتهى العهد معهم بالطبع ، والنتيجة هي حرب تحالفت فيها أقوى دول العالم على جيش منهك ومتعب ، وكُسر كسرةً للأن لم يتم جبرها ... فماذا فعل العراقيون حينئذ وهم بين فكي غول النظام والقوات المتحالفة؟ فما كان أمامهم سوى الانتفاضة الشعبية الشعبانية ، وهنا انتبهت السعودية مرّة أخرى ، بعد أن تم تلقين صدام الدرس البليغ ، لتُنبه بدورها قوات التحالف في ضرورة الانسحاب من العراق ، وعدم فسح المجال للعراقيين تحديد مصيرهم ، وفُتح المجالُ أمام الحرس الجمهوري في أن يطلق قواته وطائراته على المدن العراقية المنتفضة ، ليدخل العراقيون في حرب مزدوجة !! والنتائج كانت معروفة ، ليس أولها التهجير وليس آخرها الحصار الجائر والجوع والحرمان والمرض ، وحتى هذه اللحظة نعاني من جراحات تلك السنين .
وحين تم اسقاط النظام ، والدخول في دوامة الديمقراطية المشوهة ، ظهر العراق بلباس جديد عنوانه الانتخابات وكتابة الدستور والمشاركة الشعبية في صياغة الدولة ، وهذا ما لم تستسيغه أيضا دول المحيط العراقي ، فالممالك والجمهوريات التي تسور العراق لا يروق لها هذا التغيير الجديد ، فتحولت تلك الدول إلى معسكرات تدريبية لكل من يساعد في تهديم المشروع العراقي الجديد ، وقد نجحوا إلى حد ما في خلق الزعزعة والايغال بقتل العراقيين .
ومنذ العام 2006 وإلى 2021 والعراق يعاني من الجيران العابث ، تخللتها انتكاسة سقوط المحافظات على يد العصابات الإرهابية ، والتي انتهت بكلمة الشعب التي تقدمتها كلمة المرجعية بفتوى الجهاد ، في كل تلك الويلات والشعب يقول كلمته ، ويضع الحدود ولكن من دون انصاف ، فتراكم الأزمات ولد الانفجار في الشارع وصولا إلى الانفجار التشريني الكبير ، والذي جاء عراقيا أيضا ، لتدخل أياد عديدة للنيل منه ، لكنه ظل صامدا حتى احدث زعزعة نوعية ورعبا نسبيا ما في مواطن فساد الحكومة .
الآن وبعد نضوج الصوت العراقي مرّة أخرى في قول كلمته الفصيحة المجردة ، تعود القوى بثوب آخر تحت عنوانات متعددة ، منها إعلامية والكترونية ومنها عسكرية ، فنشهد اليوم تحركات داعشية عديدة في مناطق مختلفة من المدن المضيفة للعصابات الإرهابية .
ما العمل ؟
كيف يمكن لنا صياغة حوار عنوانه المصالح النافعة للبلد مع هذا المحيط المتوحش، الذي يريد النيل من هذا الشعب ؟ كيف يتم اقناع بعض فئات الشعب من المحتقنين طائفيا وعنصريا ، بأن صراعكم هذا في خدمة هذه الدول ، وواقعا هذه الدول تريد أن تبقى وتعيش وتستقر وهذا من حقها ، ولكن ليس على حساب رقابنا ومصائرنا ، لاسيما وان هذه الدول وجدت لها موظفين بالمجان يقدمون لهم الخدمات تحت عناوين مختلفة .
ما العمل يا سادة ؟
هل نبقى هكذا ؟
هل نبقى دمى جاهزة للموت و(لعبات صبر) ؟
نعم ، لا جديد تضيفه هذه السطور ، فهو كلام معاد ، صادر عن بطران حلمان ، يحلم دائما بأن بلاده ستكون دولة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة