الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إبن خلدون الصائغ الأول لقانوني القيمة وفائض القيمة 2-5

حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)

2021 / 2 / 22
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


قبل الخوض في تفاصيل النظرية الاقتصادية المتقدمة على زمانها لإبن خلدون ، من المفيد التطرق لوصف طبيعة ما هو وارد إلينا من الأفكار الاقتصادية قبل ابن خلدون - و هو الوصف الذي تقطع نتائجه بكون ابن خلدون كان أول عالم اقتصاد صاغ علمياً – كاكتشاف أصيل متفرد – قانوني القيمة و فائض القيمة للسلعة ، متجاوزاً بعملقة كل الفكر الاقتصادي للفلاسفة و المفكرين قبله – و خصوصاً أفلاطون و أرسطو – و كذلك علماء الاقتصاد الكلاسيكيين بعده مثل وليم بيتي و آدم سميث و ديفيد ريكاردو ، قبل أن يفجّر ماركس و انجلز ثورتهما المدوية في علم الاقتصاد (و الاجتماع و الفلسفة و السياسة) . و من المهم جداً الملاحظة هنا أن المنهج الجدلي في البحث و التحليل كان هو المتبع عند كل من ابن خلدون و ماركس و انجلز .
معلوم أن القيمة الاستعمالية للبضاعة (أي منفعتها في تطمين الحاجات البشرية المتنوعة) هي واقع يومي معاش عند كل البشر منذ أقدم الأزمنة لأن الأصل في انتاج السلعة إنما هو للاستخدام البشري - أي قيمتها الاستعمالية - و ليس للتداول في السوق حيث تتحقق قيمتها التبادلية مثلما هي عليه الحال في نمط الانتاج الرأسمالي . و طالما كانت كل سلعة تسد "حاجة حياتية" ما ؛ لذا ، نجد أننا في العراق – مثلاً – نسمي السلعة بـ "الحاجة" حيث يعلن باعة المفرد عن بضائعهم في الأسواق قائلين : "حاجة بربع .. حاجة بألف .. راس حاجة .. إلخ " تكريساً للعلاقة المتأصلة بين السلعة و المنفعة . و كذلك نجد أن المشترين يستخدمون نفس هذه التركيبة الذهنية لغوياً في التسوق : "أريد حبّاية وجع رأس / منظف سجاد / مواعين أكل ..إلخ". مثل هذه التسميات تستبطن كيف أن واقع منفعة السلعة هي الراسب الراسخ في العقل الجمعي المنعكس لغوياً ، و هو ما يقصي بعيداً الانتباه لدور العمل الاجتماعي الأساسي في خلق السلعة أصلاً .
نفس هذا الراسب الاجتماعي هو الذي وسم الكتابات الاقتصادية لأرسطو المعروف بكونه أفضل من كتب في علم الاقتصاد من بين فلاسفة العالم القديم . و لقد تميزت كل نظرية أرسطو عن الانتاج و التبادل و الملكية بالرجعية حيث كان مثله الأعلى هو دويلة المدينة الطبيعية البدائية ذات الاكتفاء الذاتي حيث حق التملك مقدس باعتباره الملكية الفردية هي التحقيق للكرامة الشخصية (عكس أستاذه أفلاطون الذي رفض الملكية الخاصة في مدينته الفاضلة) ، و حيث تَزرَع الأسَر الأرض و تدجن الحيوانات و يتم التبادل بالمقايضة و لا تُستخدم النقود إلا في التجارة الخارجية على غرار دويلة المدينة الاسبرطية القديمة البازغة تواً من مرحلة البربرية البدائية و التي كانت تستخدم العملات الحديدية في التبادل .
في أيام أرسطو ، كان كل العمل المنتج تقريبًا يحصل داخل نطاق الأسرة ، و ليس في المصانع و المكاتب و الأماكن الأخرى المطورة خصيصًا لمثل هذا النشاط في المجتمعات الرأسمالية المعاصرة . و لهذا نجد أن مصطلح "الاقتصاد = economy" الاغريقي يعني "الخبرة في إدارة الأسرة" حيث أن الكلمة اليونانية التي تعني "منزلي" هي (oikos) و منها انتقلت هذه المفردة الى بقية اللغات الهندو أوربية .
اعتبر أرسطو أن قيمة البضاعة ترتبط بمنفعتها الاستخدامية المحسوسة (قيمتها الاستعمالية) و بالطلب عليها ، و ليس بكلفة انتاجها (المواد الأولية و قوة العمل) ؛ و أن لكل بضاعة "سعر عادل" متأصل بقيمتها الاستعمالية و بما تُشبعه من حاجة بشرية حسب الطلب . لذا ، فقد حَكَمَ على التجارة كعمل طفيلي غير طبيعي و غير لائق لكون تاجر المفرد إنما هو "سمسار" يبيع البضاعة بسعر أكبر من "سعرها العادل" المتأصل فيها الذي يشتريها به ، في حين لا يجوز – برأيه – للإنسان ان يتربَّح من أخيه الإنسان لقاء السمسرة في السوق ، بل يجب عليه ان ينهمك في الإنتاج الزراعي و الحيواني "الطبيعي". و كان شجبه لسعر الفائدة على القروض أقوى من شجبه للتجارة إذ اعتبره فعلاً شريراً ، في حين اعتبر أن العبودية إنما تصب في صالح العبد و سيده على حد سواء و ذلك تساوقاً مع الوضع الاجتماعي السائد الذي كان يعيش به ، و ذا أحد مصاديق المقولة الماركسية بأن الوضع الاجتماعي هو الذي يحدد الوعي الاجتماعي (و هي الأخرى التي تعود أصلاً لإبن خلدون مثلما سأبين ".
احتقر أرسطو العمل البشري و اعتبر أن حياة العمل منحطة و مهينة ، حيث يتعذر على أولئك الذين يتوجب عليهم أن يعملوا من أجل تحصيل لقمة العيش أن يكونوا "أشخاصاً متميزين" مثل أولئك الذين لا يعملون . بل و بلغت درجة احتقاره للعمل حد القول بوجوب عدم قيام السيد بممارسة حتى عمل الإشراف بنفسه على عمل عبيده قائلاً : " بوسع أولئك الذين يمكنهم تجنب الانزعاج بمثل هذه الأشياء [أي: إدارة عمل العبيد] أن يفوِّضوا أحد المشرفين لتولي هذه المهمة ، لكي ينخرطوا هم أنفسهم في السياسة أو الفلسفة " ! هذا الاحتقار للعمل في كسب لقمة العيش هو بالضد تماماً من الفكرة الإسلامية القائلة بوجوب "سعي الانسان لتحصيل رزقه" باعتبار أن الرزق هو من عند الله مثلما بيَّن ابن خلدون في الحلقة السابقة ، و بالتالي فأن العمل البشري لكسب المعاش إنما هو نوع من أنواع "العبادة" .
أما أستاذه أفلاطون ، فقد قسَّم الطبقات لشعب مدينته إلى ثلاث : طبقة الحكام الذين "صنعهم الله من الذهب" ؛ و طبقة الجنود الذين صنعهم الله "من الفضة" ؛ و طبقة المنتجين من الفلاحين و الحرفيين الذين صنعهم الله من "الحديد و النحاس" في دولة المِلْكية العامة . و يشترك كل أفراد الشعب كأخوة في الفضيلة العامة المتمثلة بـ "الاخلاص للدولة" ؛ أما الحكّام ، فيلتزمون بفضيلة العدالة ، و يلتزم الجنود بفضيلة الشجاعة ، مثلما يلتزم المنتجون بفضيلة السيطرة على الذات بحكم القانون ، و ذلك بالتوازي مع تقسيم الواجبات اجتماعياً بينهم . و اعتبر أفلاطون أن أي دولة لا يمكن لها أن تزدهر إلا في ظل سيادة العدالة الاجتماعية ، و أن أكبر مصدر للظلم إنما هو الجشع في الاستحواذ على الثروة و اكتناز السلع الفخمة ، فناصر حياة الزهد و التقشف لدى الجميع . و أراد أفلاطون أن تتدخل الحكومة في كل شيء تقريبًا بما في ذلك الحياة الشخصية للأفراد مثل تحديد وظيفتهم الاجتماعية . كما أعتبر أن الأسواق و المال هما مجرد وسائط مريحة لتوزيع منتجات المواطنين . و رأى أن التسكع في السوق يمنع المواطنين من أداء واجباتهم الاجتماعية الرئيسية ، و طالبهم بإرسال مساعديهم الأكثر استغناءً عنهم وضعفًا جسديًا إلى السوق . أما القيمة عنده فهي ما يحدده المشرعون العدول من فوق و ليس مقدار العمل المنتج نفسه ، أي : ما يُجمع عليه المشرعون بالتشاور مع الخبراء في كل فرع من فروع تجارة التجزئة و التي يجب أن تتم كتابتها او فرضها من طرف وكلاء السوق ، ومسؤولي المدينة ، و الريف ، كل في مجاله الخاص .
الوصف أعلاه يوضح بأنه لا أفلاطون و لا أرسطو قد اعتبر أن العمل البشري هو خالق القيمة ؛ بل على العكس من ذلك تماماً في ضوء احتقارهما الصريح المعلن للعمل الاجتماعي المنتج . و لقد انتظر العالم أطول من ثلاثة قرون و نصف القرن حتى عام (1752) لكي يلتقط ديفيد هيوم مساهمة ابن خلدون هذه في كتابه "الخطابات السياسية" فيردد قوله "كل شيء في العالم يتم شراؤه بالعمل". و هو ما نقله حرفياً عنه آدم سميث نفسه و أثبته في هوامش كتابه "ثروة الأمم" عام 1776 .
كما لم يربط أي فيلسوف أو عالم اقتصادي آخر قبل عصر كارل ماركس و فريدريك انجلز فائض القيمة علمياً بالعمل البشري المجرد غير المدفوع الأجر (الاستعمال من غير عوض) باستثناء إبن خلدون . وجدت في هذا الصدد عدة تفسيرات غير علمية في مختلف الأزمان ربطت هذا الفائض (الربح) تارة بالزيادة في قيمة العملات و تارات بعملية شراء السلع أو بيعها أو بالغش أو "بيد الله" الفاعلة في الإنتاج الزراعي عند الفيزيوقراط و باستخراج المعادن النفيسة .. إلى أن حل ماركس و انجلز للبشرية هذا اللغز في نمط الانتاج الرأسمالي علمياً وطوّراه إلى أقصى مدياته المنطقية ليصبح هو حجر الأساس للاشتراكية العلمية .
أعود الآن للنظرية الاقتصادية المتقدمة على زمنها لابن خلدون مثلما يبينها نصه المقتبس في الحلقة السابقة . يبدأ نصه بالقول :" إعلم أن الإنسان مفتقر بالطبع إلى ما يقوته و يموِّنه في حالاته و أطواره من لدن نشوئه ، إلى أشده ، إلى كبره " و الذي يثبِّت الحقيقة العارية بكون الأنسان غير قادر بطبيعته البيولوجية (مفتقر بالطبع) على تغذية نفسه بنفسه ذاتياً مثلما تصنع النباتات ؛ لذا ، فهو محتاج لإنتاج القوت و التموين لنفسه طيلة حياته . ثم يقول : "و يد الإنسان مبسوطة على العالم و ما فيه بما جعل الله له من الاستخلاف . و أيدي البشر منتشرة ، فهي مشتركة في ذلك . و ما حصل عليه يد هذا ، امتنع عن الأخر ، إلا بعوض". في هذا النص يضع إبن خلدون يده لأول مرة في التاريخ على المكونين الأساسيين لكل الثروة في المجتمع البشري : العمل البشري أبو القيمة ، و أمها الطبيعة (يد الإنسان المبسوطة على العالم) . ثم يوضح كيف أن الثروات الطبيعية إنما هي ملكية مشتركة بين كل البشر ، و أن ما ينتجه بالعمل هذا الفرد منهم يصبح ملكاً شرعياً له لوحده باعتباره خليفة الله على أرضه و لا يحق لغيره الاستحواذ على ثمار عمله إلا بعوض من خلال التبادل . هنا لدينا المبدأ القانوني : أن العمل البشري المنتج يكسب الفرد حق تملك ما ينتجه بنفسه فيمنعه عن غيره ، و هو نفس المبدأ الذي طبقه بعدئذ ماركس على الانتاج الرأسمالي : على أجور العمل أن تساوي إنتاج العمل و أن استحواذ الرأسمالي على فائض قيمة العمل المأجور هو سرقة مبطنة . و مبدأ ربط العمل البشري باستخلاف الله للإنسان على الأرض يجعل العمل البشري واجباً مقدساً علاوة على تمييزه للبشر كلهم من دون استثناء بمنزلة أرفع من بقية الكائنات بفضل قدرتهم المتفردة على انتاج قوْتِهم بأنفسهم .
يُتبع ، لطفاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من المعيب حقاً
فؤاد النمري ( 2021 / 2 / 22 - 18:28 )
من المعيب حقاً على أستاذ جامعي قضى عمره في الحزب الشيوعي لينكر أخيراً على ماركس اكتشاف فائض القيمة ليدعي أن اين خلدون هو من اكتشف فائض القيمة

قيل سبعة قرون كانت المنتوجات الرائجة في التجارة هي المنتوجات الزراعية والحيوانية وهذه لا تحمل في جوفها أي فائض للقيمة


2 - الحق مع الاستاذ النمري
حميد خنجي ( 2021 / 2 / 23 - 02:24 )
اجد نفسي مضطرا أن اتفق مع الاستاذ فؤاد النمري في نقده للاستاذ حسين، بالذات في مسألة فاءض القيمة


3 - نعم ، من المعيب حقاً
حسين علوان حسين ( 2021 / 2 / 23 - 06:18 )
السيد فؤاد النمري المحترم

بإمكانك أن تقرأ كتاب كارل ماركس -نظريات فائض القيمة- لعام ( 1862) بمجلداته الثلاثة و كذلك كتابه -القيمة و السعر و الربح- لعام ( 1865) اللذين يضعان النقاط على الحروف بصدد كذب مندرجات تعليقك ت 1 المعيبة حقاً .
إبن خلدون لم يعش في ظل نمط الانتاج الرأسمالي ، و لم يعرف فائض القيمة الماركسي لكي تعيب علي نكران اكتشاف ماركس له . فائض قيمة إبن خلدون يخص نمط الانتاج قبل الرأسمالي عندما كان يتزلف المتزلفون - مثلما يفعل الكثيرون اليوم - لأصحاب الجاه من أمثال خنازير آل سعود فيعملون لحسابهم في مصالحهم الاقتصادية دون عوض و يزيدونهم ثراءً بلا مقابل مثلما سأتطرق إليه لاحقاً .


4 - الحق مع العلم
حسين علوان حسين ( 2021 / 2 / 23 - 06:47 )
الرفيق العزيز الأستاذ الفاضل حميد خنجي المحترم
تحية حارة
ت 2
رويدك لا تعجل علي *** فأنت أبلغ منه إلي
المقال يتطرق في حلقته الأخيرة إلى تبديد ما في نفسك من شك فيه.
كل التقدير و الحب و الاعتزاز .


5 - حسين علوان يرعوي في غيًه
فؤاد النمري ( 2021 / 2 / 23 - 08:24 )
حسين لم يرعوِ في غيّه دون أن يدرك القيمة الحقيقية لفائض القيمة
ملوك السعودية يبيعون النفط وقيمة قوى العمل لا تساوي أكثر ن 2% من قيمة النفط
يدعي حسين أن هناك فائضاً للقيمة لم يعرفه ماركس
ثكلتك أمك يا ماركس إذ كان عليك أن تقرأ ابن خلدون لتتعلم الخلدونية

رفقاً بالرفيق حسين علوان حسين أنصحه بأن يرعوي ويتوقف عن استكمال موضوعه المعيب
لم يتواجد أي فائض للقيمة قبل النظام الرأسمالي


6 - قانون القيمة
فؤاد النمري ( 2021 / 2 / 23 - 10:52 )
لم يكن للقيمة قانون قبل النظام الرأسمالي
المنتوجات الزراعية والحيوانية لم تكن تجسيداً لقوى العمل، لم تكن أصناماً مثل السلع الرأسمالية

الماركسيون المفلسون هم اليوم العدو الأول للشيوعية


7 - ماركس يعرف ؛ الجاهل هو أنت
حسين علوان حسين ( 2021 / 2 / 23 - 14:11 )
الى فؤاد النمري
معلوم ان شغلك المجند له هنا إنماهو تزييف الماركسية وتلك مهمة يفشل الاميون في الماركسية من أمثالك القيام بها بدليل رفضك قراءة ماركس و ولعك باصدار فتاوىك الخربوطية و أنت جالس على الارائك مثل شيوخ أسيادك أل سعود .
في الجزء الثالث من رأس المال يوضح ماركس نفسه بأن قانون القيمة يعمل في العالم القيم و الجديد فيقول :
-بصرف النظر عن الطريقة التي يحكم بها قانون القيمة الأسعار وحركتها ، من المناسب أيضًا أن ننظر إلى قيم السلع ليس فقط على أنها سابقة نظريًا على أسعار الإنتاج ، ولكنها سابقة عليها تاريخيا أيضًا . وهذا ينطبق على الظروف التي تكون فيها وسائل الإنتاج ملكًا للعامل ، وهذا الشرط موجود ، في كل من العالم القديم والحديث ، بين الفلاحين المالكين والحرفيين الذين يعملون لحسابهم ، وهذا يتوافق أيضًا مع الرأي الذي أعربنا عنه سابقًا بكون تطوير المنتجات إلى سلع ينشأ من التبادل بين المجتمعات المختلفة ، وليس بين أفراد المجتمع الواحد -
انتهى
طبعا ما يناسب ماركس لا يناسب عدوه الامي بالاقتصاد لهوسك بتزييفه بفتاويك الخربوطية ، لذا فإن بامكانك الثرثرة لنفسك مثلما تريد بلا رد من الآن فصاعدا .


8 - الماركسية ليست بالتهويش والشتائم
فؤاد النمري ( 2021 / 2 / 23 - 15:54 )
قانون القيمة يحدد أصل القيمة ومقدارها
فهل يستطيع الرفيق العزيز حسين علوان حسين تحديد قيمة الخروف وليس القيمة التبادلية أو إردباً من القمح
فضل القيمة هو قيمة العمل غير مدفوع الأجر
ما هي قيمة العمل غير مدفوع الأجر في الخروف أو في إردب القمح لئن كان هناك من أجر

أنا الماركسي الأمي واجهت الحزب الشيوعي الأردني في العام 1963 مؤكداً أن الإتحاد السوفياتي سينهار في العام 1990 وتركت الحزب لأجل ذلك لكن عدت إلى السجن في العام 1967

عندما أتكلم يا حسين عليك أن تصمت وتصنت

تحياتي البولشفية للرفيق العزيز حسين علوان حسين


9 - ضرورة التوثيق
علاء اللامي ( 2021 / 2 / 23 - 22:16 )
سيكون من المفيد توثيق المعلومة الخاصة برأي لينين حول ابن خلدون. ويبدو أن الكاتب قرأها هي والمعلومة الأخرى في رسائل غوركي حيث كتب (كما قال فيه مكسيم غوركي في رسالة له بعث بها إلى المفكر الروسي أنوتشين بتاريخ 21 أيلول، 1912...إلخ)، وكان ينبغي أن يوثق ماكتبه بهذا الخصوص لفائدة الباحثين بذكر رقم الصفحة وعنوان الكتاب .
أعتقد أن هناك شيئا من المبالغة والإسقاط الرغبوي لمقولات ومفاهيم من عصرنا الحاضر على واقع طبقي من العصر السابق لنا بأكثر من ألف عام، ذلك أن مفهوم فائض القيمة يتعلق بالعصر الرأسمالي المعاصر والإنتاج السلعي الحديث، ولم يكن لهذا الواقع الطبقي والنمط الإنتاجي أي وجود في ذلك الزمن، ولكني أتفق مع المفاهيم العامة التي تحدث عنها الكاتب ومن ذلك قيمة العمل البشري وأهميته بهدف صنع الخيرات المادية إلى جانب دور الطبيعة التي تقدم له الخاملات وغيرها، ومع مفهوم عدم قدرة الإنسان على تلبية احتياجاته ذاتيا كالنباتات وحاجته إلى صنع وتحصيل تلك الحاجات عن طريق العمل والزراعة والصيد...إلخ. أما مفهوم السلعة والتبادل السلعي فقد كان قائما وموجودا في العصور السابقة للعصر الرأسمالي ضمن نمط المقايضة.


10 - السيد علاء اللامي
فؤاد النمري ( 2021 / 2 / 23 - 23:17 )
قانون القيمة لا يتحدث عن القيمة التبادلية في السوق بل عن قيمة السلعة قبل السوق
هل بالإمكان تحديد قيمة الخروف أو قيمة إردب القمح قبل السوق كما يتم تحديد قيمة السلعة قبل السوق ؟؟


11 - صحيح
حسين علوان حسين ( 2021 / 2 / 24 - 05:39 )
الاستاذ الفاضل علاء اللامي المحترم
ت 10
تحية حارة و شكرا على الزيارة الكريمة
1. التوثيق ضروري و سيأتي في آخر المقال
2. أكيد أن مفهوم فائض القيمة الماركسي يتعلق بالعصر الرأسمالي المعاصر والإنتاج السلعي الحديث و هو مختلف شكلا و موضوعا و مدى عن ما أسماه أبن خلدون -الاستعمال من غير عوض- أي اشتغال العامل بدون أجر كعمل تبرعي للتزلف لذوي الجاه في العصور الوسطى مثلما سأبين . الفكرة التي سأوضح هي كيف أن وعي ابن خلدون لقانون القيمة قد مكنه من تفسير سبب الغنى الاستثنائي لذوي الجاه ممن يتبرع للعمل في مصالحهم الغير تزلفاً لهم او كعمل صالح في زمن إبن خلدون . كما قاده نفس هذا الوعي لتفسير منشأ الكسب من خلال التبادل و هذا موضوع مهم .
3. تلاحظون ان وصفي التفسيري هو نصي بالاستناد الى تحليل الخطاب الخلدوني نفسه .
4. الهدف المعلن من مقالتي هو لفت النظر لأهمية اسهامات ابن خلدون الاقتصادية الذي تم تجاهلها في الغرب لتلصق بادم سميث تسمية ابو علم الاقتصاد
كل الحب و التفدير


12 - To whom the credit should go
منير كريم ( 2021 / 2 / 24 - 08:39 )
البروفيسور حسين علوان المحترم
في تاريخ العلوم كثيرا مانجد عند القدماء افكارا متقدمة هي الان نظريات حديثة , فمثلا عرف اليونانيون القدماء ان الانسان نتاج للتطور العضوي عن حيوانات ادنى , انهم استنتجوا ذلك من طول فترة الطفولة عند الانسان وهذا يجعل الانسان غير قادر على الاستقلال المبكر في حصوله على الغذاء والدفاع عن النفس فيؤدي ذلك الى انقراضه ,فهل نستطيع ان نقول ان اولئك اكتشفوا نظرية التطور العضوي ؟ طبعا لا
دارون جمع الادلة العملية وقدم البرهان التجريبي وهذا المهم البرهان التجريبي بينما القدماء بنوا فكرتهم على المنطق المجرد وشتان بين الحالين , وامثلة اخرى مشابهة عن الجاذبية والنسبية وغيرها
لذلك لايمكن اعتبار ابن خلدون صاحب الاقتصاد السياسي اكثر من ادم سميث وديفيد ريكاردو
يمكن ان تقول ان القدماء هم رواد او بواكير
اسف على العنوان بالانجليزية , لم اجد مايقابله بالعربية شكرا لك


13 - اقتصاد المضافات
فؤاد النمري ( 2021 / 2 / 24 - 09:53 )
بعد ستين عاما عضواً في الحزب الشيوعي خرج الأستاذ الجامعي حسين علوان حسين يقول -وعي ابن خلدون لقانون القيمة- وهو ما يقوله اقتصاد المضافات
أنا أتحدى حسين علوان حسين وكل علماء الأرض في أن يحددوا قيمة خروف مثلا قبل عرضه في السوق
قانون القيمة يقول قيمة السلعة هي القيمة التبادلية للعمل المبذول في صناعة السلعة
فما هي قيمة العمل المبذول في تربية الخروف !!

يظن حسين علوان أن آل سعود يستغلون العمال لاغتنائهم

آل سعود يبيعون النفط وليس أجور العمال بل يبدو أن العمال يتقاضون أجورا أعلى من قيمة عملهم ولذلك نرى العمال يتسابقون للعمل في السعودية

ماركس أخذ قانون القيمة عن ديفد ريكاردو وبني عليه كل نظريته في الاقتصاد السياسي واستولد منه -فائض القيمة-

تحياتي البلشفية للرفيق العزيز حسين


14 - حسين علوان حسين
علاء اللامي ( 2021 / 2 / 24 - 10:15 )
شكرا جزيلا لك أستاذ حسين على هذا التوضيح وبانتظار توضيحات أكثر حول مفهوم ابن خلدون للقيمة، وأي نوع من القيمة يقصد، هل هي القيمة الاستعمالية أم التبادلية أم القيمة المطلقة في سياقها التاريخي القديم -القيمة العامة- بمعنى (مُجمل ما يُضيفه الفرد أو الجماعة، إذا كانوا يرغبون بامتلاك شيء معيّن، أو الحفاظ عليه، مع ضرورة أن يكونوا على استعداد تام للتنازل عن منافع أخرى، أو التضحية بها مقابل امتلاكها ) .شكرا لك على التعريف بهذا الجزء من تراثنا الفكري القديم في عهد الحضارة العربية الإسلامية البائد، والذي أُلفتْ فيها عشرات وربما مئات المؤلفات من قبل الباحثين الأجانب فيما مايزال بعض العرب يستغربونه ويشككون فيه حتى إذا كان بهذه الأهمية التأسيسية في الفكر البشري العالمي التقدمي الذي سبق عصر التنوير الأوروبي. ومنجزات ابن خلدون في باب علم الاجتماع تأسيسية ولا ينكرها إلا جاهل أما في الاقتصاد فهي جديدة وربما يساء فهما خصوصا إذا شابتها المبالغة والإسقاط الذاتي.. وبالمناسبة فقد نشرت فقرات من قالتك على صفحتي على الفيسبوك يوم أمس ونالت إعجاب العشرات من الأصدقاء والصديقات ونقلت في تعليقي السابق بعض ملاحظاتهم.


15 - أعط لكل ذي حق حقه
حسين علوان حسين ( 2021 / 2 / 24 - 11:32 )
الأستاذ الفاضل منير كريم المحترم
ت 12
جزيل الشكر على تجديد الزيارة الكريمة
لا يخفى عليك أن تطور العلوم هو نشاط تراكمي يبدأ بلبنة واحدة لتتراصف حولها وفوقها اللبنات الجديدة حتى تصبح هيكلا متعدد المكونات بمضي الأزمان . ما هو واجب المؤرخ للعلم ، أي علم ؟ واجبه هو إعطاء كل ذي حق حقه في وضع كل واحدة من اللبنات القائم صرح العلم عليها .
السؤال المهم : هل أن هذه القاعدة ملتزم بها في ثبت تاريخ العلوم ؟
الجواب هو قطعا لا . هناك تحيز واضح - إلا ما ندر - لإسناد تأسيس العلوم الانسانية والصرفة للغرب على وجه الامتياز ، حيث غالبا ما نجد المؤرخ لعلم الاقتصاد مثلا يبدا بأفلاطون ثم أرسطو وزينفون ليقفز قرنين لفيزيوقراط فرنسا والاقتصاد السياسي الانجليزي . نفس الشيء يحصل في الرياضيات وعلم اللغة والميكانيك والفيزياء وعلم الاجتماع وفلسفة التاريخ ..إلخ
وهذا التوجه الحصري ينتقل إلينا . ألم نلقن في المدارس عمَّن اكتشف القارات ؟ كيف يمكن تسمية كولومبس مكتشفا لأمريكا وقد كانت آهله بالبشر قبله بآلاف السنين ؟
هذا التاريخ مكتوب من وجهة نظر أوربية بحتة تشوه الحقائق بإسناد ما هو غير عائد لها لنفسها .
مع التقدير .


16 - ملاحظات قيمة سآخذ بها و اسناد كريم
حسين علوان حسين ( 2021 / 2 / 24 - 12:13 )
الاستاذ الفاضل علاء اللامي المحترم
ت 14
جزيل الشكر على الملاحظات القيمة التي سآخذ بها ، و شكرا ثانياً على الاسناد الكريم .
تصوّر أن ابن خلدون يفرّق بالتسمية بين ما ينتجه الفرد لقضاء حاجاته الشخصية (قيمة استعمالية) و ما ينتجه للبيع (قيمة تبادلية) و للادخار (قيمة مكتنزة) . كما انه يقسم السلع حسب حيوية قيمتها الاستعمالية إلى ثلاثة اقسام ، و معياره في التصنيف مدى ضرورة السلعة لحياة الانسان .

أتمنى أن تعجبك الحلقات القادمة .
تفضلوا علي بمواصلة المرور و الملاحظات القيمة و التي لا أشك في أنها ستغني هذه الورقة .
كل الحب و التقدير و الاعتزاز .


17 - مفردة ( الأول)
عبد الحسين سلمان ( 2021 / 2 / 24 - 12:48 )
الأخ والصديق الدكتور البروفيسور حسين علوان

تحية لكم ولجميع الزملاء .

أهتمام ابن خلدون بالاقتصاد , ليس جديداً , فقد كتُب عن هذا الموضوع , المئات من البحوث باللغات الحية مثل الانكليزية والألمانية. وتكاد أغلب البحوث تتفق على أهتمام ابن خلدون بالاقتصاد لكن تحت تأثير ( دينه الاسلامي). لذلك لم يهتم بموضوع الاستغلال Exploitation

موضوع القيمة value وفائض القيمة surplus value , موضوعا مختلفان رغم الاواصر القوية بينهما.

الخطأ الغير مقصود والذي وقع فيه أستاذنا الدكتور حسين , هو أستعمال مفردة ( الأول) في عنوان هذا البحث: إبن خلدون الصائغ الأول لقانوني القيمة وفائض القيم.
هذه الصيغة المطلقة ( الأول) لا تتفق مع منهج البحث العلمي.

بالنسبة للقيمة value فقد تطرق اليها القديس توما الاكويني Tommaso dAquino قبل 100 سنة من ولادة ابن خلدون.

أما مصطلح ( فائض القيمة Surplus value ) فقد صاغه ( وليم ثومبسون William Thompson) لأول مرة عام 1824.

على أية حال, نحن ننتظر الحلقات الخمس لكي نفهم بالتفصيل ماذا يريد أن يقول استاذنا.

مع الشكر والتقدير



18 - الصح و الخطأ
حسين علوان حسين ( 2021 / 2 / 24 - 16:05 )
الأخ العزيز الأستاذ عبد الحسين سلمان المحترم
تحية حارة
ت 17
صحيح ، توجد الكثير من البحوث عن إبن خلدون و ورقتي هذه هي واحدة منها و أعرف قيمتها .
إختياري لعنوان -الصائغ الأول- صحيح و دقيق . توما الأكويني لم يعتبرأبداً العمل هو الخالق للقيمة مثلما قال ابن خلدون ؛ بل قال بأن قيمة السلعه تعتمد على مدى منفعتها للانسان و أن هذه القيمة هي أمر شخصي لكون كل سلعة لها مستوى متباينا للمنفعة باختلاف الأشخاص ، كما اعتبر أن سعر السلعة هو المقياس لنوعيتها و أن لكل سلعة سعر عادل ، و هاجم الربا . .
كل التصورات أعلاه هي غير علمية و لا تزيد شيئاً على مقولات أرسطو الاقتصادية مثلما هو موصوف في هذه الحلقة .
مع التقدير .


19 - الأقرع والمصدّي
فؤاد النمري ( 2021 / 2 / 24 - 19:01 )
الصيحة الأعلى لأعداء الشيوعية تقول ليس ماركس هو من اكتشف فائض القيمة
نحن هنا نواجه الأقرع والمصدي
ما من مرجع ذي اعتمادية في العالم إلا وأقر أن فائض القيمة فكرة ماركسية
نقد ماركس للنظام الرأسمالي يقوم حصراً على فائصض القيمة

اخر الافلام

.. سيارة جمال عبد الناصر والسادات تظهر فى شوارع القاهرة وسط أكب


.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم




.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب