الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاختيار / تأملات

محمد الطيب بدور

2021 / 2 / 24
الادب والفن


الاختيار
لولا هذا التأقلم مع الخواء....لولا طواحين الوحل التي تكتم خريرالجداول في نهر الحياة ما سألت نفسي ... ماذا لو أتيحت لي فرصة اختيار طريقي الوعرة مرة أخرى ؟ هل كنت ساصل الى ما وصلت اليه من سأم و تبعثر و تشظي و انهيار لكل ما هو حولي و داخلي ...
سأختار الأكثر وعورة ...و سأسلك طريقا لم تصله الجرافات ..أتحرك بوعي كامل لأتحقق بأن الشمس لا تغرب في وضح النهار ...و لا الليل يهبط فجأة .. فيجبرني على مغازلة البهاء في العتمة...فثمة في سكونه سفلة يرغمون العصافير الخائفة على الحبو ...و آخرون من نفس الطينة متورطون في اشعال حريق لاضاءة فكرة كاتب استكانت الى وسادة طفلة تبعث بابتسامة ملاك تنشق حضن أمها المتجرد من أعباء اليوم...
سأمر حتما و عرضا بشوارع السمو و الأبهة و مقاهي طحن الحديث و أحسبها في لحظة من الرقي المتجذر في بقبقة الشيشا و " التنبير" على أرصفة تمر بجانبها قوافل الكادحات بعد أمسية كئيبة و مردود أكثر كآبة ...
سأمر حتما بطريق سيار لم يرسمه مهندسون مرتشون و لم تتشابك على أطرافه مفترقات تشريد العائلات و الحب من طرف واحد و من طرفين و من أربعة أطراف ..و قباب عزلة لا ترن فيها هواتف الفرح ..و شجار تقليدي أمام تلفزيون البلازما ...طريق لا يدخل جسور النفاق ...قبل طلاء الأظافر و ارتداء أقنعة التنكر ...زمن خفقان القلب ...و رذاذ القشعريرة على الجسد الطري... زمن لا أدري فيه أين أمضي عندما يكون أحدهم في بالي يرافقني بدون سؤال واحد يذكرني بأن وجهتنا مرافىء لا تعرف الوجوم ...و خسارة الصيادين ..طريق لا تنبت على أطرافه صداقات عمر يقتصر فيها الكلام عن ...كيف الحال ؟
و سأقول حين تعبي ...ان أسوأ ما في الوجع أنه يؤلم ..و أن العقارب التي اكتسحت الأقبية و المتاريس أشد فتكا من الغربان الناعقة في جوف الغاب المهجور ...و أن المكان الذي يليق بأعداء الحياة بعد تناثرهم على أكداس القمامة و شريان الحيارى لا يلتقي بطريق وعرة ...لم و لن يألفها سوى من اختصر كل الجهات و كل خطوط السماء في نبض واحد عندما يعلق جسر حياته في تراب وطنه ...و أن كل من التقوا في هذه اللحظة على نفس الرقعة من اللهاث نحو المجهول لن يروا كلهم نواعير الضوء ليرمموا داخل شوارع حزنهم الأنهار الجارية بالأسى ...و أن ايقاع الصفاء المتساقط في قلوبهم من أقاصي الريف الساحر لن يجد نفس الصدى عندما يواجهون هموم المنتظرين و يستقبلون الصباحات بأحضان أوسع من أحضانهم ...و أن احتمال الدفء يبدأ بالسكون على الأكف قبل اكتمال الشتاء...فمن يستبق وشم الانتماء على خاصرة الغرق و من ينحني لنغم الوفاء؟
لو كان لي أن أرسمك أيها الدرب لشيدتك محطة سيارة لقوافل الورد للمارين في حياتي و نافورة حنين يعتصر منها المكلومون زلال الحلم في مواسم العطر...
لو كان لي .......هل كنت سأتمنى ما تمنيت لو لم أصل كما أرادوا لي ؟؟؟؟
ان كان تصحيح خطى الحلم بات مستحيلا في زمن الفوضى فان خيارا ما و ان كان الأصعب ...و ان لم يتضح في لحظة الارتباك ...كفيل بلملمة السقوط في نهر المجهول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من


.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري




.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب


.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس




.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد