الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نِضالٌ وخِدمة جِهادية

امين يونس

2021 / 2 / 24
كتابات ساخرة


ـ أُنظُر يارجُل الى هذا المنزل الفخم ، هل تعرف لِمَنْ يعود ؟
* نعم ياحمكو .. أعرف ، ويستأهل صاحبه ، أتدري كَمْ ناضلَ ضد الحُكم البائِد ؟
ـ صحيح .. أتفِق معك ، أنهُ كافحَ لسنين طويلة ، وأعتقِد أنهُ جُرِحَ في المعارِك أكثر من مَرّة .. لكن ياسيدي ، متى كانَ لل " نضال " و " الكِفاح " ثَمَنْ ؟!
* أنتَ لا تجوز من هذهِ الحماقات التي تتفّوه بها ياحمكو … ان الرفاهية التي يعيش بها الآن ليستْ ثَمناً لنضاله أو " خدمتهِ الجهادية " ، وإنما هي نوعٌ من [ التعويض ] عن كُل ماعاناهُ سابقاً ، هل تُريدهُ اليوم أن يعيش في خَرابةٍ أو بيتٍ صغير ، على الكَفاف ، ويتنقل مشياً على الأقدام ؟
ـ كلا يارجُل .. من حَقّهِ أن يستمتع بحياتهِ اليوم … لكن بإنْصاف ، وليس بِمُبالَغة بحيث يستَفِز مشاعِر المحرومين ! .
* ومالَكَ و" المحرومين " وأنتَ لَسْتَ منهم ياحمكو … ومتى أصبحتَ مُحامِياً عن المُعدَمين ؟ ثُمَ قُلْ لي ، هل تُريد جنابكَ الكسيف أن تُساوي نفسكَ أنتَ الذي لم تخرُج الى الجَبل ولا إلى الهور ، كي تُقاتِل ضد الدكتاتورية يوماً ، بل إكتفيتَ ب " مُعارَضة سلبية تحت اللحاف " هنا في بيتك ، تُساوي نفسكَ مَعَ مَنْ تحّدى وحَملَ السلاح وخاض المعارك وجُرِحَ مراراً ؟
ـ كفاكَ دِفاعاً يارجُل .. بل أنتَ المُدّعي لليسارِية ، متى أصبحتَ مُنافِحاً عَنْ أصحاب القصور الفخمة والمزارع الضخمة ؟ ثُم هل أن جميع المُستفيدين اليوم والذين إغتنوا سريعاً في العقدَين الماضيين ، هُم المُناضلين ضد الحكم الدكتاتوري البائِد ؟ كلا ياعزيزي … بل أن أكثر من نصف المُستفيدين من الوضع الراهِن ، ليس فقط لم يقفوا ضد النظام السابِق ، بل كانوا من أزلامهِ ومؤيديهِ ! .
* لا أدافع عن أحد ياحمكو … لكن تحاملك على كُل مَنْ بنى قصراً أو أنشأ مزرعة كبيرة ، غير مُبّرَر ، ويدخل في باب حَسد العيشة ! .
ـ واللهِ أنتَ اليوم غير مُنصِف يارجُل . كُل قصدي : لو أن " المناضلين " و " المكافحين " وأصحاب " الخدمة الجهادية " ، إكتفوا بمنازل عادية مثل بقية أفراد الشعب ، لما تجرأ أحدٌ من الطفيليين أن يبني قصوراً فخمة .. لو قنع " المناضلون " برواتب او موارد معقولة تكفيهم وعوائلهم للعيش بكرامة ، لما تجرأ أحدٌ من المنافقين والإنتهازيين وماسحي الأجواخ ، على ممارسة الفساد والنهب والتبذير المُفرِط .
* لَوْ .. لَوْ . لو لم أتحدث معك أصلاً ، لكان أفضَل !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا