الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهمال السياحة في العراق كمصدر مهم من مصادر الدخل الوطني

عادل عبد الزهرة شبيب

2021 / 2 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بينت منظمة السياحة العالمية التابعة لهيئة الامم المتحدة بأن قطاع السياحة هو القطاع الذي يتصل بكل خدمات السفر الترفيهية وبالترويج للسياحة في بلد ما عبر مختلف الوسائل الترويجية المتاحة والممكنة , وعرفت السائح بأنه ذلك الشخص الذي يقوم بالسفر والتنقل لغرض السياحة لمسافة 80 كم على الاقل من منزله .
لقد تطورت صناعة السياحة في العالم واصبحت اكثر تنوعا وحيوية وانتاجية واعتمدت عليها دولا عديدة في اقتصاداتها كمصدر من مصادر الدخل فيها .
في العراق الذي تمتد حضارته في اعماق التاريخ يمتلك مقومات السياحة من عوامل طبيعية حيث الجبال والغابات والينابيع والشلالات في المنطقة الشمالية منه وحيث الانهار والاهوار والبحيرات كالحبانية والرزازة والواحات كواحة عين التمر في كربلاء وحمام العليل في نينوى وبساتين النخيل في وسطه وجنوبه اضافة الى الاماكن التاريخية والاثرية المنتشرة في مناطق العراق المختلفة, الى جانب الاضرحة والاماكن المقدسة الموجودة في انحاء العراق والتي تعتبر مزارا مهما يزورها العديد من الناس من داخل العراق وخارجه . اذن هناك امكانية لإقامة انواع عديدة من السياحة في العراق : بيئية وطبيعية ودينية واثرية وتاريخية, الا ان مقومات السياحة في العراق لم تستثمر الاستثمار الامثل فبقيت مهملة طيلة العهود السابقة والى اليوم , ويرجع السبب في ذلك الى :
1. الاعتماد الكلي على النفط الخام كمصدر رئيسي من مصادر الدخل الوطني حيث تميز الاقتصاد العراقي بأحاديته مع اهمال واضح للقطاعات الاقتصادية الاخرى وكان من نتائج ذلك الازمة المالية التي نعيشها اليوم بسبب تقلبات اسعار النفط الخام وانخفاض اسعار النفط بسبب كورونا .
2. عدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بتطوير السياحة ووضع الخطط والبرامج لذلك فبقيت متخلفة.
3. تخلف طرق النقل ووسائله وعدم التطور في هذا الجانب سواء بالنسبة للطرق البرية ( السيارات والسكك الحديد ) او بالنسبة للطرق النهرية (الغير مفعلة اصلا) او الجوية.
4. التدهور الامني والصراعات الطائفية والسياسية فلا سياحة بدون استقرار وامان.
5. ضعف التخصيصات المالية لقطاع السياحة في الموازنة الاتحادية .
6. تخلف وسائل الاعلام في العراق وعدم تنوعها ( المقروءة والمسموعة والمرئية) مما لم يسمح بالترويج للسياحة في العراق وترغيب الافراد والشركات في السفر للعراق والتعرف على ما سمعوه او شاهدوه , وحتى وقت قريب وقبل 2003 كان الانترنت والمحطات الفضائية محرمة وكان لدينا محطتي تلفزيون تابعة للنظام المقبور (التلفزيون العراقي والشباب) وكانت الصحف خاضعة للنظام وتأتمر بأمره .
7. الحروب التي خاضها النظام المقبور من 1980 وحتى سقوطه في نيسان 2003 قد دمرت البنى التحتية ودمرت كل فروع الاقتصاد الوطني وجعلت من السياحة في ظل هذه الظروف امرا مستحيلا.
8. انخفاض المستوى المعيشي للمواطنين واتساع نطاق البطالة والفقر مما ادى الى عدم وجود فائض ينفق لأغراض السياحة الداخلية .
9. عدم فتح المجال امام الاستثمارات المحلية والاجنبية للمساهمة بالنهوض بالقطاع السياحي عموما.
10. عدم تأهيل المواقع الاثرية والتراثية في بغداد والمحافظات.
11. عدم تنفيذ اية مشاريع سياحية او التنقيب عن مواقع اثرية جديدة في مناطق العراق المختلفة.
ونتيجة هذه العوامل وغيرها بقيت السياحة البيئية والدينية والاثرية متخلفة وحرم العراق من عوائد مالية كبيرة يمكن ان يدرها القطاع السياحي ودعم الموازنة الاتحادية بدلا من الاعتماد الكلي على النفط الخام الذي هو مورد ناضب بعكس السياحة التي هي نفط دائم .
ان على الحكومة واجب تنويع مصادر الدخل الوطني وعدم الاعتماد الكلي على العوائد المالية النفطية في ظل الاسعار المتقلبة للنفط والقيام بتطوير القطاع السياحي كأحد مصادر الدخل الوطني الى جانب الصناعة والزراعة والتعدين ...الخ.
ان تطوير السياحة في العراق بفروعها المتنوعة يمكن ان يتم من وجهة نظرنا من خلال :
1. ضرورة وضع الخطط والبرامج السنوية والمتوسطة والبعيدة المدى لتطور السياحة في العراق .
2. التطوير والتغيير المستمر في وسائل النقل المختلفة البرية والنهرية والجوية مع تحسين طرق المواصلات وتوسيعها.
3. القضاء على الارهاب وتحقيق الاستقرار الامني والسياسي ودحر الطائفية .
4. زيادة التخصيصات المالية لقطاع السياحة ضمن مفردات الموازنة الاتحادية .
5. تطوير وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والترويج من خلالها للسياحة وترغيب الافراد والشركات في انحاء العالم المختلفة للقيام بزيارة العراق.
6. تسهيل اجراءات السفر ومنح تأشيرة الدخول للأراضي العراقية.
7. تطوير المواقع السياحية كأنهار دجلة والفرات وشط العرب ومناطق الشلالات والينابيع والجبال والمصايف في شمال العراق وكذلك تطوير اهوار العراق سياحيا كهور الحمار والحويزة اضافة الى البحيرات التي يمكن ان تكون مناطق سياحية مهمة مثل الحبانية وبحيرة الرزازة في كربلاء ,الى جانب الواحات كواحة عين التمر في كربلاء التي تتميز بكثرة العيون المعدنية الموجودة فيها والتي اصبحت ملاذا يلجأ اليه من يبحث عن علاج للأمراض الجلدية اضافة الى حمام العليل في نينوى الذي يتميز بمياهه المعدنية والتي تصلح لمعالجة العديد من الامراض كالروماتزم والتهاب الفقرات والامراض الجلدية. كما يمكن للعراق وباعتبار اراضيه زاخرة بالعديد من الاثار والمواقع الاثرية باختلاف الحقب والحضارات التي نشأت فيه ان يطور سياحيا هذه المواقع ويعمل على استكشاف غيرها حيث ستكون عامل جذب للسياح الاجانب . اضافة الى ذلك فمن الضروري تطوير السياحة الدينية من خلال الاضرحة والاماكن المقدسة الموجودة في انحائه المختلفة والتي تعتبر مزارا مهما للعديد من الناس من داخل العراق ومن البلدان المجاورة وبلدان العالم الاخرى والتي يمكن ان تدر على العراق اموالا طائلة.
8. تحسين المستوى المعيشي للمواطنين وزيادة متوسط دخل الفرد ومكافحة البطالة حيث يمكن ان يساعد ذلك على توفير فائض يمكن انفاقه في المرافق السياحية.
9. فتح المجال امام الاستثمارات المحلية والاجنبية للاستثمار في القطاع السياحي من اجل النهوض به , مع توفير الكادر السياحي المطلوب.
10. الاستفادة من تجارب البلدان المختلفة في ميدان السياحة ونقل ما هو مناسب لظروفنا وواقعنا .
11. قيام الملحقيات الثقافية في السفارات العراقية في الخارج بالدعاية والترويج للسياحة في العراق وتقديم التسهيلات اللازمة للسفر الى العراق .
وقد اكد الحزب الشيوعي العراقي في برنامجه على دعم القطاعين الخاص والحكومي من اجل :
1. انشاء وتطوير وتوسيع البنى التحتية والمرافق السياحية 0والارتقاء بمستوى خدماتها وتشجيع السياحة الداخلية والنهوض بآليات وانشطة الترويج.
2. تشجيع السياحة الاثارية, حيث توجد مراكز اثرية تتمتع بسمعة عالمية كونها تمثل عدد من اقدم الحضارات في العالم وتغطي كل مراحل التطور الانساني.
3. تطوير السياحة الدينية وادارة مرافقها من قبل الدولة نظرا لما تساهم به في خلق فرص عمل كبيرة تساعد في القضاء على البطالة وتحسين مستويات المعيشة.
4. الاهتمام بإيجاد وتأهيل كوادر سياحية والعناية بتطوير المعاهد الخاصة بذلك....
5. الاهتمام بالسياحة الطبيعية ومنها الأهوار والمصايف والمحميات وادارة مرافقها من قبل الدولة بالاستفادة من خبرات القطاع الخاص .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى