الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فليبقى القضيب منتصباً

عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

2021 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


سنقذف أنهاراً من المني تروي نساءنا، تطهر إحباطاتهن وتملء بطونهن زراري تنتفض عليكم تلتهم الأخضر واليابس. سنلهو مع زوجاتنا على الأسرة كيفما نشاء، ومتى نشاء، غير عابئين بالتبعات، ضاربين عرض الحائط نصائحكم ومناشداتكم ومحظوراتكم ومحرماتكم وتابوهاتكم. نحن فحول، وحوش كاسرة، فوق الأسرة، حتى لو فوقها فقط. وهل تركتم لنا من سبيل آخر لتفريغ طاقاتنا وتفعيل رجولتنا وكرامتنا وتحقيق أحلامنا؟! ألا تفرطون ضدنا في استخدام الأمن والعنف والسجن والقمع والقهر؟ ألا تحتكرون منا آفاق الحركة والعيش الكريم على كل الأصعدة- سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وتربوياً وإعلامياً ودينياً وحتى نفسياً؟ ألم تصادروا منا كل شيء وتجيروه لمصالحكم الضيقة والغبية؟! تريدون أيضاً مخادعنا وأسرتنا- قضباننا؟! إلى هذا الحد؟! لا، لن نقبل. هنا بالذات سنقاومكم، سنرهبكم ونحاربكم بقضباننا الصلبة الشاهرة كما ترهبونا وتقمعونا بقواكم وأجهزتكم الأمنية والقمعية. وكما حولتم حيواتنا إلى الجمود والركود والإحباط والفشل على كل الأصعدة، سنحول بين سياساتكم التنموية المزعومة وبين النجاح بكل ما أوتيت قضباننا من قوة. قضباننا سلاحنا وزرارينا جيوشنا، والبادئ أظلم!

حرمتمونا من حرياتنا وحقوقنا الإنسانية الأساسية ووقفتم سداً منيعاً أمام نمونا وتطورنا وترقينا إلى بشر أسوياء. أغلقتم دوننا كل النوافذ والأبواب وحتى الثغرات لكي نعيش ونتنفس ونحيا حياة بسيطة وطبيعية، سليمة من النقص والكبت والعقد. عقدتم ثالوثاً جشعاً ووقحاً مع آل المال والملة لتسلبوا الأبدان قوتها والعقول حريتها والضمير حيائه. وماذا سيتبقى لنا في هذا السجن الكبير؟ غرائزنا الحيوانية، ملاذنا الأخير. إذا كنا لا نستطيع العيش بشراً أسوياء، كرماء وأحرار، لن يتبقى لنا سوى غرائزنا الحيوانية. البقاء ضرورة وليس خياراً، فإذا حرم الإنسان الوسائل الكريمة والمتحضرة إليه سيلجأ حتماً، دون تثريب، إلى غرائزه الحيوانية. هل رأيتم ماذا فعلتم بنا في سجنكم الكبير؟! بغبائكم تسمنون في حظائركم كلاباً ضالة ووحوشاً مفترسة ستكونون أنفسكم أول ضحاياها إذا أفلتت المعتقل!

المستعمر الأجنبي الملعون بجواركم ملاك لطيف، على الأقل ناجح وليس فاشل مثلكم. في النهاية، ألم يورثنا جل بنيتنا العمرانية والقانونية التحتية المستمرة معنا ونتكئ عليها حتى اليوم؟! ألم يخرج لنا نفر من أبرز قادتنا وألمع مفكرينا حتى اليوم مثل سعد زغلول وطلعت حرب والطهطاوي وطه حسين وعلى مبارك وقاسم أمين وغيرهم آلاف النجباء والمبتكرين في شتى مجالات وضروب الحياة؟! وأنتم، ماذا أنتجتم بعد عقود من الزمن في سدة الحكم غير المشروعات الفاشلة التي تراكم عليها تراب الزمان ونخر فيها الفساد وفي النهاية أعملت فيها سكين التصفية والبيع والخصخصة، وغير الهزائم المدوية والملاحقات الأمنية والاضطهاد والقمع والاحتكار وخنق الروح والمبادرة الفردية والابتكار في كل مجالات وضروب الحياة؟! وما الثمن؟ نحن جميعاً نغوص أعمق وأعمق في بحور الإفلاس والإخفاق والإحباط- والإرهاب.

إذا كانت سياسات المستعمر الأجنبية قد أخرجت لنا من مسامها القليلة أمثال سعد زغلول وطلعت حرب، سياساتكم الوطنية الصماء المقفلة قد أبلتنا بأمثال أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبو بكر البغدادي وتكنوقراط ونكرات ومصلحنجية وفسدة ومرتشين في كل المجالات. أنتم الذين قد بادرتم باستخدام واعتماد وسائل التخويف والتخوين والإرهاب والعنف بحق مواطنيكم وشعوبكم، ليستخدموا بدورهم ضدكم ذات الوسائل، ونصبح جمعاء في الحقد والكره والعنف والإرهاب المتبادل سواء. وهل تركتم لهم باباً أو وسيلة أخرى للحياة الكريمة والنمو الصحي والتغيير؟! كما ترهبوننا بسلطتكم الاستبدادية وقوتكم الأمنية الباطشة، نحن أيضاً المضطهدين نستطيع الرد بما نقدر عليه وتطاله أيدينا من وسائل الهدر والتخريب وتدبره أفكارنا الشريرة من مكر وخبث وحيلة. نحن الكثيرون، منا من يعتنق التطرف والإرهاب مثل بن لادن والظواهري، ومن يحيك الأفكار والنظريات الشريرة ومن يعتمد المكر والاحتيال والغش والفساد والرشوة واستغلال الوضع مهما كان والتربح منه كيفما كان؛ ومنا كذلك من يستظلون بالحائط بحثاً عن فتات لقمة عيش مغمسة بتراب المذلة والمهانة. بسببكم، أصبحنا جميعاً مثلكم، وأبشع منكم. نحن أفظع منكم حقداً وكرهاً وغلاً واستغلالاً وقمعاً واستبداداً، في انتظار الفرصة. نحن صناعتكم ردت إليكم.

قبضتكم الفولاذية في الحكم قد جردتنا عبر العقود من آدميتنا وحولتنا إلى مسوخ مخيفة وشرهة، حتى لو كانت سحناتنا تبدي زيفاً ملامح الولاء والدجن والطاعة. مجرد تصدع أو انفجار محدود في جدار الخوف وسترون الوحوش على حقيقتها. أشباح بشر لا تعرف قلوبها شفقة أو رأفة، جهلة لا يميزون الصواب، حمم من الحقد والغل والكره والغيظ المكبوت، والتنكيل الفج بالبشر والحجر. هذه بضاعة سجنكم الكبير، هنيئاً! أصبحنا جميعاً سجناء دائرة شريرة تجعل السجين أشد قسوة وبشاعة من السجان ذاته، بحيث إذا ما أوتي فرصة الحكم والتسلط أصبح أفظع من سابقيه، ليصبح كل نظام حكم تال أشد استبداداً وقمعاً وظلماً من سابقه. ويمر الزمن ونبقى نترحم على أيام الغابر المخلوع، ونلعن الخالع من جديد!

لكم رياء السمع والطاعة، والتبجيل والثناء والنفاق وكل ما طاب لمسامعكم ونواظركم في الظاهر والعلن. حتى لو خسرنا حريتنا وكرامتنا وحقوقنا وأصبحنا أشبه بقطيع من الخراف المدجنة في الفضاء العام، نحن لا نزال بنهاية اليوم قادرون على العودة إلى ديارنا، ننفض عن كاهلنا كل النفاق والوسخ ونلج أسوياء ونظيفين إلى مخادع زوجاتنا، نثبت رجولتنا ونعمل فيهن قضباننا المسنونة حتى تمتلئ بطونهن بأمل قد عجزنا عن تحقيقه خارج الفراش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التبعات
على سالم ( 2021 / 2 / 27 - 05:10 )
من الواضح ان الشعب المصرى عانى وتعذب كثيرا منذ قيام ثوره الضباط الاحرار السوداء والى الان , هذا الشعب المظلوم البائس تم حصاره وكتم انفاسه وحرمانه من جميع الحقوق الانسانيه والحريه واليات التعبير , تم البطش به واذلاله واحتقاره وتجويعه بل ووصل الامر الى السجن والضرب والتعذيب والقتل اذا حاول الشكوى او الالم , منذ مايقرب من سبعين عام وهو عمر الحكم العسكرى الاسود وهذا الموال الوحشى الاجرامى قائم وبمنتهى الساديه والدمويه والانحطاط , ازاء كل هذه الظروف الغير انسانيه اصاب الشعب التبلد الذهنى والتفاهه وسطحيه التفكير والغباء والجهل وامراض نفسيه عديده , ايضا العقل الجمعى المصرى اصبح معطل واهطل وليس له اى وزن , لاننسى المفارقه فى ان الذى يذل المصرى هو اخوه المصرى وهذه كارثه بجميع المقاييس

اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير