الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات المقبلة في العراق وجه آخر للصراع الدائر فيه

احمد حامد قادر

2021 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


اذا لم نرجع الى عمق تأريخ الصراع على هذا البلد فيمكن التأكيد بان هذا الصراع قد احتدم و بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة بين الدولتين الاستعماريتين بريطانيا العظمى و الولايات المتحدة الامريكية و حلفائهما.. من جهة و صراع داخلي بين القوى الوطنية و الديمقراطية الداعية الى استكمال استقلال الدولة العراقية و تطورها الحر. و بين الطبقة الحاكمة الرجعية و الموالية الى الاستعمار البريطاني من جهة ثانية.
فقد انتهى الصراع بين المستعمرين من سنة 945 الى سنة 955. حيث انتصر الجانب الامريكي في ادخال العراق الى سلسلة الاتفاقيات العدوانية (حلف المعاهدة المركزية (ناتو)). فأصبحت بريطانيا عضوة فيها اي اصبحت تابعة!!
وانتهى الصراع الاخر (أي صراع قوى الشعب مع السلطة) باندلاع ثورة الرابع عشر من تموز 958. التي اسقطت النظام الحاكم و جهت ضربات سياسية و اقتصادية موجعة الى الدول الاستعمارية التي اتخذت عراق كاحدى القواعد العسكرية و الاقتصادية لها. الا ان تمزق جبهة القوى الوطنية التي دعمت الثورة. و توجه القوى القومية العربية و حزب البعث الى جعل العراق احد اطراف الوحدة العربية التي كانت يتزعمه آنذاك الراحل جمال عبد الناصر. بدءا من المحاولة الانقلابية التي قادها عبدالوهاب الشواف آزار 959 بمساندة جمهورية مصر العربية. ومن ثم الاحداث المؤلمة التي حدثت في كركوك تموز 959. و تلتها محاولة اغتيال عبدالكريم قاسم. و كذلك انفراد كتلة ضباط الاحرار ذات العقلية الضيقة بالحكم و تغلب النهج القومي المتطرف في صفوفها. و اخيرا التدخل المباشر و المتعدد الاوجه للدول الامبريالية (الولايات المتدة الامريكية) بالذات. المحاولات التي انتهت بانقلاب شباط 963.
اتخذ هذا الصراع و بعد اسقاط نظام (صدام) و جها أخر, تمثل بالصراع الامريكي الايراني . ليس فقط في العراق و سوريا حيث صعود التفوق الايراني فيهما بل في منطقة شرق الاوسط بأكملها. فعمدت امريكا صنع الحركة الاسلامية (سنية المذهب) التي سميت ب (داعش) (الدولة الاسلامية في العراق و الشام) لتمزيق كل من سوريا و العراق!! الحركة التي اتخذتها الولايات المتحدة حجة للتدخل العسكري المباشر في كلا البلدين المستمر الى يومنا هذا. و ادى الى تمزق القوى و التيارات السياسية و المذهبة و الطائفية. و حتى القومية و اثارة الصراعات الدامية بينها. بين حين و آخر. الا ان التيار الشيعي الموالي للدولة الاسلامية الايرانية و ميليشياتها مازالت مسيطرة على الوضع السياسي و الاداري و على أكثرية مقاعد البرلمان العراقي رغم المحاولات المعادية لها من الجانب الامريكي و حلفائها!! و يظهر بأن هذا الصراع الامريكي الايراني في العراق قد اتخذ مسارا آخر حيث أعلن عن اجراء بعض التعديلات على قانون الانتخابات و اجراء الانتخابات مبكرة في العاشر من (حزيران) المقبل.. الا ان بعض القوى شعرت بأن المدة المحددة ليست كافية لتعبئة قواعدها كما يجب فضغطت و ابعدت موعد الاجراء الى شهر تشرين الاول المقبل.
الغريب في الامر ان الكل (جميع القوى) تدعو و تنادي باجراء انتخابات حرة و نزيهة و بدون أى تدخل. رغم ان كل القوى المتنفذة سياسيا. تبذل قصاري جهدها من أجل الفوز بأكثرية مقاعد البرلمان التي تمكنها من السيطرة على الحكم!!
و رغم ان المناوشات الحربية المتمثلة باطلاق الصواريخ و التفجيرات و زرع الالغام و القتل و المطاردة و الاعتقال التي اصبحت من الامور الاعتيادية تقريبا. يمكن اعتبار اللجوء الى اجراء الانتخابان وجها أخر من اوجه الصراع الامريكي الايراني في هذا البلد. أى ان قوى الجبهتين تحاول عن هذا الطريق السلمى نوعا كسب المعركة و السيطرة على الوضع. و ابعاد الطرف الاخر و في كلتا الحالتين سيبقى العراق مركزا للصراع بين الجبهتين لحين تستطيع القوى الوطنية و الديمقلراطية انقاذه و بناء دولة ديقراطية مستقلة سياسيا و اقتصاديا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف