الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المليشيات الطائفية .. لصالح من تعمل ..؟

هرمز كوهاري

2006 / 7 / 27
الارهاب, الحرب والسلام


أدرك كل العراقيين، وأكثر منهم قادة المليشبات وجيش المهدي ،
أدركو ا كلهم بالواقع المرير و الملموس وبشهادة شهود العيان ومراسلي الفضائيات وكل أهالي الضحاية والسكان ، أدركوا لا بالاجتهادات والتحليل والتفسير والتخمين ، بل بالواقع المادي أن مهما بلغت تلك المليشيات من القوى والتحدي، ومهما إدعت أنها موجودة فقط لتحمي طوائفها من اعتداءات الغير ويقصدون إعتداءات الطوائف الاخرى ! أن إدعائها هذا كذب وخداع بل هو تأجيج للخلافات الطائفية، هذا الوباء الذي إبتلى به الشعب العراقي ، منذ مدة ولا يزال .

الواقع الذي يعيشه الشعب العراقي ومنهم افراد المليشيات وذويهم يكذّب كل هذه الادعاءات ، إدعاءات بأن تلك المليشيات ضمان لحماية طوائفهم من إعتداء الغير ، فهذه مدينة الصدر ، الثورة سابقا ،وهذه الكوفة ، وهناك عدد غير قليل من مساجد الشيعة ومواكب تشييع الشهداء كلها تتعرض يوميا الى أبشع جرائم التفجير والاغتيالات ،دون أن يتمكن جيش المهدي ومعه بقية المليشيات الشيعية من حماية أبناء طائفتهم من تلك التفجيرات والاغتيالات بالرغم من الدعم المادي والمعنوي الذي يأتيها من الداخل و الخارج .

ما ينطبق على المليشيات الشيعية ينطبق على المليشيات السنية تماما، والاخيرة تتشبث بشعارات وهمية ثبت بطلانها ، شعارات لايفقهون الى أين تؤدي بهم تلك الشعارات المغامرة التي لازالت شعوب المنطقة
تعاني منها ما لم تعانيه أية شعوب أخرى ، وفي ظل تلك الشعارات قهرت شعوب المنطة ودُفعت الى حروب عبثية وتحملت مئات الالاف من الضحاية من خيرة شبابها وتأرملت نساءها وتيتم أطفالها دون نتيجة غير الخزي والعار والانكسار والانحصار ، إنها شعارات الانظمة الفاشية .

إن الطريقة التي تتبعها هذه المليشيات ، الشيعية والسنية في حماية طوائفها كما تدعي ، هي بالانتقام المتبادل ، والنتيجة شهداء من الطرفين وتخريب المساجد والجوامع والحسينيات والبنية التحتية ، وهذه النتيجة هي عكس ما يدّعون ، لإن الحماية لا تعني التدمير المتبادل . وفي الحالتين هي خسارة للشعب العراقي .

من المهزلة أن يكون قادة هذه المليشيات جزءا من الحكومة التي تريد حل هذه المليشيات ، في النهار مقابلات ولقاءات وإبتسامات وأحيانا قبلات بين قادتها ، وقبلاتهم تشبه قبلة يهودا للمسيح علامة على تسليمه لسلطات اليهود ! وعندما أستل أحدهم سيفه دفاعا عن المسيح ، قال السيد المسيح : " رد سيفك الى غمده ، فإنّ الذين يلجأؤون الى السيف ، بالسيف يهلكون " وهكذا نرى الآن في العراق ، أن الذين يلجأؤون الى المليشيات ، بميلشيات غيره يهلكون .!

إذا لماذا الابقاء على هذه المليشيات ، مليشيات القتل المتبادل ؟ نعم القتل المتبادل ، وليس السلام المتبادل ، وعمليات الانتقام المتبادل ، والاكثار من الضحاية ، وكأن الشعب العراقي لم يتحمل من العنف وجرائم البعث والارهاب الدولي المنظم ما يكفيه وزياده !! تحمل ما لم يتحمله أي شعب آخر ، هذه الزعامات المفتعلة في الزمن الضائع ، وفي غفلة من التاريخ.

وفي قصيدة غير منشورة أقول فيها :

عتبي يا تاريخ ! تصنع حكاما من الاوغاد ؟
وترهن بلاد النهرين في أقذر الايادي !؟
حولوا الخضراء والوجه الحسن الى السواد !
........... الخ

المليشيات ، تعني " فصائل الانصار" وهذه الفصائل أصلا ،تنشط خلف خطوط العدو أثناء الحروب ، وليس خلف الحكومة الوطنية التي يشتركون فيها !! ولا خلف مجلس النواب المنتخب الذي يجلسون هم أنفسم تحت قبته !! ليحاربوا بعضهم بعضا !!
في الحرب العالمية الثانية كان دور الانصار الخيالة السوفييت ضد القوات النازية مؤثرا و فعّالا ، كقطع خطوط الاتصال ومشاغلة العدو.وإعاقة تقدمه .
وهكذا كان عمل الانصار اليوغوسلاف بقيادة المارشال تيتو مؤثرا وقيل أنهم أي أنصار اليوغوسلاف تمكنوا من إشغال ثلث الجيش النازي في اوروبا . كما كان دور المليشيات الفرنسية ضد الجيش النازي ، وإنتهت كل هذه المليشيات " فصائل الانصار " بإنتهاء الحرب وتشكيل الحكومات الوطنية في بلدانهم وكل فرد من هؤلاء الانصار رجع الى مهنته او جامعته أو معمله أو مزرعته . أما عندنا فالمليشيات نشطت بعد تشكيل الحكومة الوطنية للعمل خلف خطوط الحكومة !!! وخلف خطوط مجلس النواب المنتخب من قبل أفراد تلك المليشيات !! ،و الحكومة التي تشترك فيها هذه المليشيات ، لا لأرباك العدو ومشاغلة تقدمه وقطع خطوط تمويله بل لإعاقة وإرباك أعمال الحكومة أي حكومتهم !! وهذه المليشيات باتت أعمالها تتفق مع أغمال التكفيريين والصدامين والارهاب الدولي المنظم وتقدم خدمة لها ، شاءت أم أبت علمت أو لم تعلم ، وتقدم خدمة ما كان الارهاب يحلم بها .

وبالنسبة للشعب العراقي ، فهي عملية قتل وضحاية ، إذا آتي من الارهاب الخارجي أو إرهاب المليشيات ، كالمعدوم فهو ، إعدام إذا إعدم بحبل من الحرير أو بحبل من الخرق !!

متى يفيق هؤلاء المتاجرون بدماء ودموع الشعب العراقي في سبيل إرضاء غرورهم وتثبيت زعاما تهم ؟، الزعامات الرخيصة التي ستلعن لاحقا من قبل الأحفاد ! ، لأننا سنترك للاحفاد إرثا ثقيلا مؤلما بل مخجلا ! إرثا من الخلافات التي لا تخدم إلا أولئك الاقزام الذين يتسلقون على أكتاف ورؤس وحتى على جثث ضحاياهم كسبا المال والجاه ،
ولكن ذلك المال حرام ! والجاه غير موجود إلا في عقولهم النتنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء